أعلن مستشفى “القديس جاورجيوس الجامعي – الروم” أن “مديره العام إدغار جوجو وقع مع وزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليدس اتفاقية تعاون لمنح هبة من الجمهورية القبرصية قيمتها مليون و83 ألف يورو إلى المستشفى، مخصصة لإنشاء مركز متطور لغسل الكلى ومجهز بالتقنيات العلاجية الجديدة. ورافق كريستودوليدس سفير قبرص بانايوتيس كيرياكو ومديرة الشرق الأوسط وإفريقيا في وزارة الخارجية القبرصية تيساليا سالينا شامبوس، واستقبلهم الى المدير العام مجلس إدارة المستشفى”.
ونوه جوجو بـ”جهود الملحقة السابقة في سفارة قبرص بلبنان ايليني بابانيكولاو التي حضرت لهذه الهبة”، وقال: “نوقع اليوم هبة وقيمتها مليون و83 ألف يورو مخصصة لانشاء مركز متطور لغسل الكلى، وهذا يمكننا من الاستمرار بإعطاء العناية اللازمة لمرضانا واستقبال آخرين في حاجة إلى هذه الخدمة الطبية، وهو ما يأتي في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان”.
وأضاف: “هذه المؤسسة التي خدمت الانسانية نحو 150 سنة تعرضت لانفجار مدمر في 4 آب من العام الماضي، فخسرنا ممرضات ومرضى وزوارا وأصيب العديد من اطبائنا واداريينا اصابات بالغة، ولا يزال مستشفانا يحمل الى اليوم آثار الجراح النفسية والمادية الاليمة التي ألمت به. ايماننا واصرارنا لم يتزحزحا، ومعا مع حب اصدقائنا ومساعدتهم تمكنا من متابعة رسالتنا بعد اسابيع من الانفجار. واليوم، استعدنا 145 سريرا مع خطة لاعادة تشغيل غرف أكثر وبسرعة أكبر، لكن أكبر مشكلة نواجهها حاليا هي تجهيز المصاعد التي دمر الانفجار معظمها، مما تطلب اعادة تصنيع عدد منها في الخارج”.
وتابع جوجو: “انفجار مرفأ بيروت سبقه الانفجار الاقتصادي اللبناني، حيث خسرت الليرة اللبنانية 90 في المئة من قيمتها، وكذلك القدرة الشرائية للمواطن اللبناني الذي خسر مدخراته. وأصبحت العناية الصحية خارج قدرة فئة كبرى من اللبنانيين، وادى الانهيار الاقتصادي الى هجرة العديد من الاطباء والممرضات والعاملين في القطاع الصحي. وانهار تعويض نهاية الخدمة لدى الموظفين، ومن ابرز اولوياتنا اعادة تكوين تعويض نهاية الخدمة”.
وأردف: “من التحديات الأخرى التي واجهتنا جائحة كوفيد 19 الصحية، وكان مستشفانا في طليعة الحرب ضد هذه الجائحة، ليصبح مستشفانا المنكوب أكبر مركز للتلقيح، وأعدنا تأهيل مستشفى مستقل لاستقبال مرضى الكوفيد ومعالجتهم. ويستمر مستشفى القديس جاورجيوس في لبنان باستعادة مكانته، رغم كل الظروف، ونعمل على مشاريع جديدة من ضمنها تحديث قسم الطوارئ وتوسيعه وانشاء مركز لعلاج الامراض الجرثومية وتوسيع قسم العناية الفائقة، وطبعا مركز غسل الكلى الذي لم يتوقف عن استقبال مرضاه، رغم الكوارث المتتالية، وهو سيتجدد بفضل هبتكم السخية”.
واشار الى انه “وضعنا برنامجا هدفه المحافظة على أطبائنا، ونعمل على برنامج مماثل للمرضات والممرضين. إن التحديات التي نواجهها مهمة، لكننا مصرون ومؤمنون بأن كرم الواهبين، كالهبة من جمهورية قبرص، سيدفعنا الى المضي والاستمرار. باسم مستشفى القديس جاورجيوس والمجتمع الذي يخدمه، أتوجه بالشكر الى الشعب القبرصي وحكومته على هذه الهبة السخية”.
وتم عرض فيلم أنتج في الذكرى السنوية الأولى على انفجار المرفأ لخص ما تم إنجازه بعد عام على الانفجار الكارثي الذي دمر نحو 85 في المئة من المستشفى وأين أصبحت عملية إعادة البناء، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وجائحة كورونا.
من جهته، أعرب وزير الخارجية القبرصي عن “سروره كونه في بيروت المدينة ذات المكانة الخاصة في قلبه، كما سائر أهل قبرص”.
وقال: “يسعدني أنني في مستشفى هو جزء من تاريخ بيروت ويتطلع إلى أن يبقى رائدا في مجالي العلم والعلاجات الطبية. وإني أعي تماما الصعوبة الكبيرة التي مر بها لبنان وشعبه خلال هاتين السنتين لناحية الانفجار وجائحة كورونا، خصوصا بعد مشاهدتي هذا الفيلم، وما زلت الى الآن لا أصدق المشاهد التي رأيناها على التلفزيون عن هذا المستشفى. ورغم ذلك ومع كل الفوضى والخوف والدمار، بشجاعتكم وتفانيكم، استطعتم أن تحافظوا على قسم أبوقراط. ورغم كل العقبات والتحديات، تمكنتم من إعادة تنظيم صفوفكم وإكمال رسالتكم في المساهمة في انقاذ حياة مرضاكم وإعادة أهم ما يملك الانسان أي الصحة، وهذا ما دفعني الى الحضور اليوم للمساهمة معكم في مساعدة العاملين في هذا المستشفى والوقوف عند ذكرى من فقدتم هنا”.
وأضاف: “لقد أتيت حاملا رسالة أمل في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان، قبرص ملتزمة صداقة لبنان وشعبه، وقررت مساعدة مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي لمتابعة رسالته بأعلى المعايير والتقاليد لتأمين الصحة والرعاية للشعب الشقيق. وبهذا الهدف، سنوقع وثيقة تعاون تقوم على أساسها جمهورية قبرص بإعادة إعمار مركز غسل الكلى وتجهيزه، والذي سيحمل لاحقا اسم قبرص تقديرا للعلاقة الوثيقة والصداقة بين بلدينا وشعبينا. أنا متأكد أن هذه الخطوة الأولى في تعاون مثمر بين قبرص ومستشفى القديس جورجيوس”.
وبعد توقيع الاتفاقية، جال الجميع في المستشفى.