أعرب وزير الاتصالات جوني القرم عن تفاؤله بالجوّ العام وبما يحصل في السياسة اليوم، وداخل مجلس الوزراء. وقال القرم إنّه لو ما شعر بإمكان الإنجاز في خلال هذه الفترة لما قبل تسلّم الوزارة.
وصرّح القرم في حديث لإذاعة “صوت كل لبنان”: “وظيفتي لا تتطلب أن أتدخّل بكل التفاصيل بل في ادارة القطاع بشكل عام بالطريقة الصحيحة وهذا ما هو المطلوب مني اليوم”.
وفي معرض سرده عن الظروف التي تحيط اليوم بوزارة الإتصالات، اكّد القرم انّ “لدى الوزارة مشكلة مع المورّدين، وكذلك مع الموظفين الذين تركوا القطاع وهاجروا الى الخارج، أو توجهوا للعمل في وظائف تؤمّن لهم الدولار الفريش”.
وعلى عكس ما يُشاع، تعاني وزارة الاتصالات من نقص حاد خصوصا في الموظفين الاداريين ذات الكفاءة الفنية ونفس الأمر داخل هيئة اوجيرو، وفق القرم.
وهنا يشير الوزير الى سعيه لتدريب عدد من الموظفين بالتعاون مع جامعات ومؤسسات متخصصة في قطاع الاتصالات، بهدف تأهيلهم وتمكينهم من إستلام الوظائف التي شغرت في الوزارة والقطاع بشكل عام.
وتابع: “لا يمكنني طلب أيّ شيء من المواطنين بعد كل الازمات التي مرّوا ويمرّون بها لكن أتمنى عليهم ان يعطونا الفرصة لكي نعمل وبالتالي ننجز واقول لهم انّه علينا جميعا التعامل مع الواقع”.
“لا يمكن الجزم في السياسة”، قال القرم، مشدّدا على انّه “لا توجه الى رفع أسعار الاتصالات، فالأمر بحاجة الى منهجية من قبل مجلس الوزراء، ولبرنامج متكامل يترافق وزيادة الرواتب، وبالتالي أؤكّد انه ليس لديّ ايّ اتجاه لرفع الأسعار حاليا”.
ورأى الوزير أنّ “قطاع الاتصالات ليس منجما للذهب، خاصة مع الأزمة المالية والنقدية التي نمرّ بها، اذ انه ولو حتّى جنينا اكثر بالليرة اللبنانية بالايرادات تقريشا على الدولار متراجعة جدا”.
وشرح القرم أنّ “لتوقف البثّ عدة اسباب ابرزها تأمين المازوت، وقطع الغيار، والصيانة، بالإضافة الى السرقات التي تتعرّض لها محطّاتنا؛ ولذلك توجّهت الى تشكيل لجنة أمنية في الوزارة مؤلفة من كل الاجهزة للتعاون في هذا الملفّ كذلك في الأمن الاستباقي”. وتابع: “اقترحت أيضا انشاء لجنة خاصة مكونة من تاتش وألفا وأوجيرو، هدفها التعاون في العديد من الأمور منها موضوع الإرسال”.
وعن اللقاء الذي جرى في مكتب الوزير مع منسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السفير بيار دوكان، كشف القرم عن انّ السفير الفرنسي ابدى كل ايجابية حول طروحاته، وأبرزها العمل على تطبيق القانون 431\2002 الصادر عام 2002، لافتا الى انّ “هذا القانون قائم وأُقرّ في مجلس النواب لكنه لم يطبق بعد، واذا تمكّنت من تطبيقه سيكون انجازا كبيرا ويقوم هذا القانون على خلق هيئة ناظمة تدير شؤون قطاع الاتصالات”.
وأردف: “يقوم القانون أيضا على انشاء شركة LibanTelecom الى جانب الهيئة الناظمة على ان يعيّن مجلس ادارة لكل منهما لإدارة شؤون الوزارة وقطاع الاتصالات”، مضيفا أنّ “الرئيس ميقاتي داعم لخطوة انشاء هيئة ناظمة لإدارة شؤون القطاع وبصراحة لا ارى أن هناك ضرورة لإنتظار انشاء الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء والطيران المدني وغيرها من اجل البت في انشاء الهيئة في قطاع الاتصالات”.
وعن الرؤية الإستراتيجية للوزارة، وأبرز نقاط البرنامج الذي وضعه الوزير جوني القرم، كشف الأخير في سياق حديثه انّهم بدأوا العمل من اجل التحضير للمزايدة في قطاع البريد التي ستتمّ في نهاية العام الحالي وسيتمّ تغيير التعرفة بالتأكيد.
وقال: “نعمل على موضوع الـPPP اي الشراكة بين القطاعين العام والخاص حيث يجب ان نتعاون سويا في الكثير من الخطوات والملفات ودائما في مسعى الى توفير أفضل الخدمات للمواطنين لا سيما وان لا اموال للاستثمار بالدولة. وفي برنامج الخطة العمل على خلق خدمات جديدة بهدف زيادة الايرادات وفق مبدأ B2B بعيدا عن النمط الكلاسيكي او الخدمات الكلاسيكية”.
وتابع: “لدينا مشروع متعلق ببطاقات التشريج المسبقة الدفع او الـprepaid cards يقضي بتقصير مهلة تاريخ صلاحية البطاقة حيث كانت تعطى على فترة 3 سنوات ما سمح لبعض الجهات بتخزينها بكميات كبيرة بهدف احتكارها وبيعها في حال رُفعت أسعارها في المستقبل”.
وأضاف: “نعمل مع هيئة اوجيرو على خلق منصة للمدارس من اجل البرامج التعليمية كما نعمل على خلق برنامج صيانة واضح ومحدّد بالإضافة الى تحديد تصوّر وآلية لبيع قطع غير صالحة تابعة للوزارة من شأنها زيادة الايرادات. ونعمل أيضا على اعادة النظر في العقود الخاصة بعواميد الارسال حيث هناك 300 عقد موجود تاتش”.
وأشار القرم الى انّ “أغلب الشكاوى التي اتلقاها من المواطنين متعلقة بالخدمات وهناك مشاكل لم أكن لأعرف بها لولا تواصلهم معي وادعوهم الى تقديم شكواهم عبر الاتصال على الـ1515 والـ111″، مؤكّدا انّه لم يأت الى الوزارة من خلفية سياسية، و”سأسعى من خلال مشروعي التوحيدي الى تطبيق الاصلاحات المطلوبة منّي”.
وختم: “الجو في مجلس الوزراء “سوبر ايجابي”، داعيا وسائل الاعلام العمل الى “تقريب وجهات النظر بين الدولة والمواطنين بهدف النجاح بالفرصة التي أُعطيت الينا”.