توفي علي عطوي، العضو في “حزب الله” اللبناني، المتهم من قبل الولايات المتحدة بالضلوع في عملية خطف الرحلة 847 التابعة لشركة الطيران “تي دبليو أي” التي استمرت 17 يوماً وأودت بحياة جندي أميركي، بحسب ما أفاد أحد أفراد عائلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المصدر رافضاً كشف هويته، إن عطوي توفي جراء إصابته بمرض السرطان، من دون أن يفصح عن المكان الذي توارى فيه طيلة السنوات الماضية أو أي تفاصيل أخرى. ونعى “حزب الله” عطوي، واصفاً إياه بأحد “رجاله الأوفياء” و”فقيد الجهاد والمقاومة”. وأعلن تقبل التعازي بوفاته السبت 9 تشرين الأول الحالي، على أن يُشيّع عند الثانية بعد الظهر في الضاحية الجنوبية لبيروت.
أطول عملية خطف طائرة
وسبق للولايات المتحدة أن عرضت مكافآة تصل قيمتها إلى 5 ملايين دولار في مقابل تزويدها بمعلومات عن عطوي، التي وجهت إليه اتهامات بـ”التآمر لارتكاب قرصنة جوية وخطف رهائن والتدخل في عمل طاقم جوي أثناء الطيران ووضع عبوة ناسفة على متن طائرة”.
وفي 14 حزيران 1985، بدأت أطول عملية اختطاف في تاريخ الطيران للرحلة رقم 847 التابعة لشركة “تي دبليو أي” الأميركية.
لدى إقلاعها من مطار أثينا متجهة إلى روما، قام لبنانيان تبين لاحقاً أنهما من “حزب الله”، هما محمد علي حمادة وحسن عز الدين باختطاف الطائرة وهي من نوع بوينغ-727، وأجبراها على تغيير مسارها إلى بيروت. وكان على الطائرة طاقمها المؤلف من ثمانية أشخاص، إضافة إلى 143 راكباً بينهم 85 أميركياً والمغني اليوناني الشهير الراحل ديميس روسوس.
وطالب الخاطفان بـ”إدانة الممارسات الأميركية في العالم العربي” والإفراج عن جميع “الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية”. وكان لبنان يشهد حينها حرباً أهلية واحتلالاً إسرائيلياً لجنوبه.
وأجبر الخاطفون قائد الطائرة على التنقل مرتين بين بيروت إلى الجزائر، حيث تم تحرير عدد من الرهائن. ولدى وصولها لأول مرة من الجزائر، أعدم الخاطفان جندياً في المارينز يُدعى روبرت ستيثيم (24 سنة) برصاصة في الرأس، بعدما أبرحاه ضرباً وألقيا بجثته على مدرج المطار.
لم يلحق بالرحلة 847
وكانت الشرطة اليونانية اعتقلت عطوي في مطار أثينا قبل أن يتمكن من الالتحاق بالرحلة 847، وأرسلته إلى الجزائر.
وعادت الطائرة للمرة الثالثة إلى بيروت، حيث بقيت في المطار توازياً مع إجراء مفاوضات مكثفة. واستلم زعيم حركة أمل، وزير العدل حينها، نبيه بري (رئيس البرلمان حالياً)، زمام الأمور، وأسهم في نقل معظم الرهائن إلى أماكن احتجاز مختلفة. وتمت عمليات تحرير الرهائن على دفعات.
واعتُقل حمادة أحد الخاطفين الأساسيين، بعد عامين من العملية في فرانكفورت، لنقله متفجرات، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، ثم أُفرج عنه في عام 2005 بعد 19 سنة أمضاها في السجن في المانيا، وما زال مطلوباً من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (أف بي آي)، بينما لم يعثر على عز الدين إلى الآن.