نظمت “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب”، وبالتنسيق مع الدكتور اياد سكرية، اللقاء الحواري الأول ضمن حملة “شركاء في مواجهة الأزمة المعيشية”، مع المدعي العام المالي القاضي الدكتور علي إبراهيم، في قاعة تموز في بعلبك، في حضور رئيس منطقة بعلبك الهرمل التربوية حسين عبدالساتر ممثلا وزير التربية والتعليم العالي، الوزير السابق حسن اللقيس، المقدم محمد الرفاعي ممثلا المدير العام للأمن العام، المقدم حسين الديراني ممثلا المدير العام لأمن الدولة، الملازم الأول حسن عباس ممثلا مديرية الجمارك، المدير العام السابق للتعليم المهني والتقني أحمد دياب وقضاة وقيادات عسكرية وأمنية ورؤساء بلديات واتحادات بلدية ومختارين وفاعليات اجتماعية.
استهل اللقاء بكلمة لمؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس، أشار فيها إلى أن “حملة شركاء في مواجهة الأزمة المعيشية، تهدف إلى تفعيل التعاون بين الجهات الرسمية والهيئات المدنية والفاعليات الاجتماعية لتخفيف أثر الأزمة الاقتصادية على الفئات المهمشة، والعمل من أجل الوصول إلى خطة عمل مشتركة، وصولا إلى حلول ممكنة لمشاكل تعانيها بشكل خاص المناطق المهمشة ومنها بعلبك الهرمل، وذلك في سياق السعي الدائم للجمعية لخدمة الإنسان والمجتمع”.
بدوره، اعتبر إبراهيم أن “الحوار وما يتضمنه من أسئلة وإجابات واقتراحات، هو الذي يعطي الحيوية للقاء، ويؤدي إلى التعاون لإيجاد الحلول للأزمة المعيشية، عبر طرح أفكار مثمرة، والبناء عليها في خطوات وجهود وخطط لاحقة”.
ورأى أن “توجيه الانتقاد أمر سهل جدا، وبإمكان الجميع شن الحملات التي لا طائل منها، ولكننا أمام مشاكل عديدة، ومن واجبنا جميعا أن نتساعد ونتعاون لوضع خطط عملية، وأن نسعى لإيجاد الحلول للمشاكل”.
وقال: “عندما كنت أطل على منطقة البقاع، كان المشهد المألوف السهول الزراعية بألوانها المختلفة ومواسمها المتنوعة، ولفتني اليوم غياب مشهدية السهول المزروعة، وحلت على حساب المساحات الخضراء الملاعب والبيوت والمباني والقصور والمستودعات والمصانع والمحلات التجارية. الرئة التي نتنفس بها في البقاع هي نهر الليطاني والسهل، وللأسف خسرناها نتيجة الاعتداءات وسوء استخدام مياه نهر الليطاني، ويجب علينا ألا نخسر أيضا سهل البقاع”.
ودعا ابراهيم إلى “التكامل والتعاضد بين الدولة من رأس الهرم إلى أدنى درجة من درجات الهرم الوظيفي، والمجتمع كأفراد وجمعيات ونواد ومدارس وإعلام وإعلان، في مجال العمل لدعم الزراعة والصناعة والطاقة ومشاريع المياه وتنميتهم، وشق الطرق الزراعية والاهتمام بالطاقة البديلة وتنفيذ مشروع سد العاصي وخلق بيئة زراعية متنوعة تواكبها بيئة صناعية متعددة، والعمل الجاد لتصريف الإنتاج”.
الى ذلك، نوه بـ”منهجية عمل الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، فنحن في حاجة في المجتمع المدني إلى هيئات فاعلة على شاكلة هذه الجمعية، تكون قدوة في العمل الاجتماعي التنموي في شتى المجالات، وهناك العديد من الخيرين في مجتمعنا على استعداد لتقديم الأموال في خدمة المجتمع، ولكن خوفهم من هدر المساعدات وعدم توظيفها بشكل سليم في مشاريع توحي بالثقة والأمان الاجتماعي”.
وشدد على أن “للاعلام الدور الأساسي والفعال في ترويج الأفكار الصحيحة والسليمة لخدمة المجتمع والتخفيف من الأزمات، ويمكن لشركات الإعلان أن تساعد بشكل فعال في هذا المجال. وعلى رجال الدين واجب شرعي وأخلاقي وإنساني ووطني، في نشر الوعي، والإرشاد إلى سبل تحسين الأوضاع وتحمل المسؤوليات وتوجيه الجهود باتجاه تحسين الأوضاع المعيشية للناس”.
واعتبر أن “الانتماء الوطني يؤدي إلى سلوك اجتماعي فيه الحرص على قضايا الوطن، والاهتمام بالشأن العام”.
وختم: “لي شرف كبير أن أكون في مدينة الشمس، في مدينة العز، بعلبك، بجوار الجرود، غرب كل الخير والبركات وشرق الجرود الشامخة، لأقول أرض البقاع هي أرض حمراء روتها دماء الشهداء، ونحن في ذاتنا هناك شيء من الاعتزاز والكرامة والعزة والإباء، لأننا حمينا هذا الوطن، وأعتقد أن هذه المنطقة قدمت أكثر من غيرها شهداء وجرحى، وتحملت الكثير من الأعباء من أجل هذا الوطن، لذلك من واجب الدولة رد الجميل لهذا البقاع الفسيح الذي يمكن أن يحمل محمد والمسيح”.
ووردت إلى اللقاء برقية من المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، نقل فيها شكر الرئيس العماد ميشال عون دعوة الجمعية “وتقديره للحملة الهادفة إلى تعزيز سبل التعاون بين الجهات الرسمية والفاعليات الاجتماعية، للتخفيف من أثر الأزمة الاقتصادية من النواحي المادية والمعنوية على الفئات المهمشة، متمنيا لكم دوام الصحة والتوفيق نحو مزيد من النجاح والتألق”.
ختاما، كان نقاش واقتراحات وتوصيات للتخفيف من الأزمة المعيشية.