كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إنّ اللحوم الحمراء ليست المصدر البروتيني الوحيد الذي يجب وضع حدّ له في النظام الغذائي. فعلى رغم أنّ اللحوم المصنّعة تُعتبر بروتيناً مناسباً لوجبات الغداء السريعة، مثل الهوت دوغ والسجق والنقانق، لكن لا بدّ من خفض الحصص المستهلكة لأسباب كثيرة وجدّية. فهل تعلمون ما هي؟
كشفت اختصاصية التغذية بوني توب دكس، من مدينة نيويورك، أهمّ الأسباب التي يجب أن تدفعكم إلى وضع حدّ للحوم المصنّعة، وتحديداً:
– اللحوم الغنيّة بالصوديوم
من أكبر المشكلات المرتبطة باللحوم المصنّعة هو محتواها العالي بالصوديوم. على سبيل المثال، إنّ كل شريحة من الهوت دوغ تزوّد الجسم بنحو 500 ملغ من الصوديوم، أي أكثر من 20 في المئة من القيمة اليومية الموصَى بها، وفق «USDA». واستناداً إلى جمعية القلب الأميركية، يجب إبقاء مجموع الصوديوم المستهلك يومياً ضمن 1500 ملغ.
– تحتوي على مواد حافظة ضارّة
تحتوي اللحوم المصنّعة على مركّبات النيترات والنيتريت المُضافة إليها أثناء عملية معالجتها من أجل الحفاظ على جودتها. وعلى عكس المواد الحافظة الأخرى، يمكن للنيترات والنيتريت أن يكون لها آثار مُحتملة مُسبِّبة للسرطان، ما دفعَ منظمة الصحّة العالمية إلى تصنيف اللحوم المصنّعة بالمواد المُسرطنة للإنسان. ورُبط استهلاك حصة من اللحوم المصنّعة يومياً بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 18 في المئة، بحسب تقرير نُشر عام 2015 في «International Agency for Research on Cancer».
– تؤثر في صحّة الدماغ
وجد الباحثون، في دراسة نُشرت آذار 2021 في «The American Journal of Clinical Nutrition»، أنّ استهلاك المزيد من اللحوم المصنّعة رُبط بزيادة خطر الخرف. إنّ تناول نحو أونصة واحدة إضافية من اللحوم المصنّعة في اليوم مرتبط بارتفاع احتمال التعرّض للخرف.
– عالية الدهون المشبّعة
إنّ غالبية اللحوم المصنّعة تحتوي على جرعة عالية من الدهون المشبّعة. ولقد حاول العلماء إثبات العلاقة بين الدهون المشبّعة وأمراض القلب، لكنهم لم يتمكنوا بعد من تحديد السبب والنتيجة، إستناداً إلى دراسة نُشرت عام 2016 في «Journal of the American College of Cardiology». غير أنّ استبدال المأكولات الغنيّة بالدهون المشبّعة بتلك المنخفضة بهذه الأنواع من الدهون قد يقلّل من مستويات الكولسترول في الدم، وفق جمعية القلب الأميركية. إنّ تناول القليل من اللحوم المصنّعة من وقت لآخر لن يكون مؤذياً جداً، لكنّ الالتهاب المُزمن يؤدي دوراً في تطور مشكلات صحّية، مثل البدانة وأمراض القلب.
– كيف يمكن اختيار الأكثر صحّة؟
إذا كنتم تعجزون عن استبدال اللحوم المصنّعة بمأكولات أخرى تكون مغذّية وصحّية أكثر، تنصحكم توب دكس بـ»الانتباه إلى بعض الأمور أثناء شراء اللحوم الباردة، مثل الحذر من محتوى الصوديوم باختيار المنتجات التي تحتوي على أدنى رقم من الصوديوم في الحصّة، وتلك التي تخلو من المواد الحافظة المؤذية، مثل النيترات والنيتريت، بالإضافة إلى الحرص على اختيار اللحوم الباردة الأقل احتواءً على الدهون. إنّ شرائح الدجاج أو الحبش المخفضة الصوديوم تتضمّن نسبة دهون مشبّعة وسعرات حرارية أقل مقارنةً بالسلامي أو الخنزير، ولكنها ستظلّ تقدّم الكثير من البروتينات».
– أفضل بدائلها!
وإذا كنتم تحبّون تناول الساندويش على الغداء، إعلموا أنّ هناك بدائل كثيرة للحوم المصنّعة من شأنها توفير الراحة والسهولة ذاتها ولكن من دون المخاطر الصحّية المُحتملة. وهي تشمل، وفق توب دكس:
– التونة أو السردين المعلّب
إنّ السمك المعلّب غنيّ بالبروتينات ويقدّم فوائد صحّية إضافية، إذ إنّ كل علبة من التونة تحتوي على نحو 20 غ من البروتينات والكثير من الفيتامين B12 الذي يعزّز تكوين خلايا الدم الحمراء الصحّية وصحّة الدماغ، إستناداً إلى «National Institutes of Health». كذلك يحتوي السردين على جرعة عالية من الفيتامين B12، ولكنه يؤمّن أيضاً أكثر من نصف احتياجاتكم اليومية للأوميغا 3 في كل علبة، والتي رُبطت بخفض الالتهاب ودعم صحّة القلب.
– البيض المسلوق
إنه يقدّم مغذيات تتخطّى تلك المتوافرة في اللحوم المصنّعة. وبغضّ النظر عن مستويات الكولسترول الموجودة فيه، يمكن لمعظم الأشخاص تناول بيضة إلى بيضتين في اليوم من دون أي قلق. وفي حين أنّ بياض البيض مليء بالبروتينات، يحتوي الصفار على مادة الكولين التي تحافظ على عمل الدماغ بشكلٍ سليم.
– زبدة المكسّرات والموز
لا يوجد شيء أسرع من مجرّد مَرغ بعض زبدة الفول السوداني على شريحة توست. ويمكن مزجها مع بعض الفاكهة الطازجة أو قليل من العسل في حال الرغبة بالحصول على مذاقٍ حلو.
– شرائح اللحوم الطازجة
إذا كنتم تملكون الوقت لتحضير اللحوم الطازجة على الغداء، لا تتردّدوا في وضع شرائحها غير الدهنية في قطعة خبز القمح الكامل.