جاء في “المركزية”:
لطالما لعب الفاتيكان دورا رياديا في محاربة الفقر والجوع ودافع عن المظلومين وناصر الضعفاء حول العالم، وها هو اليوم يحمل على عاتقه همّ التغير المناخي وأهمية التعاضد بين البشر لمواجهته تماما كما حارب العالم جائحة كورونا.
وقال البابا فرنسيس في كلمة الى المشاركين في اللقاء حول موضوع “الايمان والعلم” في إطار لقاء القادة الدينيين الاسبوع الماضي، في الفاتيكان في إطار الاستعداد لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي COP26، الذي سيُعقد في جلاسكو في تشرين الثاني المقبل، “إنَّ جميع الأمور متصلة ببعضها البعض، وكل شيء في العالم مرتبط بشكل وثيق. ليس العلم فقط، وإنما أدياننا وتقاليدنا الروحية تسلط الضوء أيضًا على هذا الارتباط الموجود بيننا جميعًا وباقي الخليقة”. فأين لبنان من هذه المؤتمرات الدولية؟
أمين عام اللجنة الوطنية للحوار المسيحي الإسلامي محمد السماك الذي شارك في مؤتمر سان ايجيديو السنوي الذي عقد في روما تحت عنوان “الدعاء من أجل السلام، بحضور البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب وعدد كبير من الرؤساء الروحيين المسيحيين والشخصيات السياسية كالمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، قال لـ”المركزية”: “تمحور اللقاء حول المشروع الذي طرحه البابا “tuti fraternity” او الاخوة الانسانية بعد مؤتمر ابو ظبي والعمل على تدويل الفكرة، بالاضافة الى موضوع التغير المناخي وكيفية التعامل معه على صعيد الانسانية كأسرة عالمية واحدة. وكان على مستوى عال وتناول قضايا انسانية ودور الدين المشترك في معالجة هذه القضايا انطلاقا من تجربة مواجهة الكوفيد 19 الى تجربة التغير المناخي الذي يشكل كارثة على الانسانية كلها”.
وعن متابعة القضية في لبنان وكيفية مشاركته في الحد من التغير المناخي، قال: “مع الاسف، كنت المشارك الوحيد من لبنان، حتى أنه لم تشارك اي مرجعية دينية، وهذا امر محزن لأن الحضور اللبناني في السابق كان سباقاً وكبيراً ومتعدداً مسيحياً واسلامياً، إلا ان وضعنا السيئ في لبنان يغيبنا عن المناسبات الدولية كلها. وقد شعرت باليتم امام الحضور العالمي كله. رغم ذلك، يبقى لبنان كما يقول البابا دائماً في قلبنا جميعاً ومثالاً يجب ان نحييه ونحافظ عليه. لكن في المقابل، المطلوب ان يحافظ عليه اللبنانيون ايضا”.
ماذا عن اللقاء الذي عقده البابا مع رؤساء الكنائس، لم نر متابعة، فهل يئس البابا من لبنان؟ قال: “بالعكس، اللبنانيون هم من يئسوا منه وليس البابا. اللبنانيون، بسلوكهم داخل لبنان، يعكسون اليأس من هذه الرسالة، لكن البابا والفاتيكان والكنيسة تعتبره ملكية عالمية انسانية وليس ملكا لمن يضيعونه في لبنان. “انشالله غيمة وبتمرق”.
هل من قمة روحية قريبة في ظل تأزم الاوضاع بين الاطراف السياسية كافة؟ أجاب: “الوضع سيئ بشكل عام، وجميعنا نراه ولا يحتاج الى وصف، لكن لا نريد ان نضحي برصيد القمة الروحية وان تذهب ضحية هذا الصراع الموجود بدون حساب، لأن القمة الروحية تعكس الوفاق والوحدة والمشتركات الوطنية، هناك رغبة ان تأتي القمة الروحية لتستنهض الوحدة الوطنية وهي تحتاج الى تحضير. هي فكرة مطروحة، لكن غير مقررة بعد”.