كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
صحيحٌ أنّ علاجات سرطان الثدي فعّالة وتستطيع القضاء على المرض عند رَصده في أولى مراحله، ولكن لا شكّ في أنها تسبب انعكاسات سلبية على صحّة المرأة النفسية والجسدية. ويُعتبر فقدان الشهيّة من أبرز الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي أو الهورموني، ولكن لا يجوز الاستسلام له بتاتاً خلال هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة، خصوصاً أنّ الجسم يحتاج إلى أفضل عناية غذائية لاستمداد القوّة اللازمة وتعزيز فاعلية العلاج، وبالتالي الانتصار على هذا المرض الخبيث.
لمحاربة الغثيان والتقيؤ وفقدان الشهيّة والأعراض الجانبية الأخرى الناتجة عن علاجات سرطان الثدي، نصحت اختصاصية التغذية راشيل قسطنطين، خلال حديثها لـ»الجمهورية»، بـ»تناول وجبات صغيرة مقسّمة على مدار اليوم وبالتوقيت الملائم للشعور بالراحة، بدلاً من الحصول على وجبة واحدة كبيرة قد تسبب الانزعاج، مع الحرص على أن تكون غنيّة بالوحدات الحرارية والمغذيات المهمّة لغذاءٍ متكامل ومتوازن». وسلّطت الضوء على أهمّ العناصر الغذائية التي يجب على مريضة سرطان الثدي التركيز عليها، وتحديداً:
البروتينات
بما أنها أساسية لتكوين العضلات والأنسجة، يجب أن تتوافر البروتينات في كافة الوجبات الغذائية، سواء كانت من مصدرها الحيواني أو النباتي، لتقوية الجسم. وتشمل المصادر البروتينية الحيوانية: اللبنة، واللبن، واللحمة، والدجاج، والسمك… علماً أنه يُفضّل التركيز على اللحوم البيضاء الخالية من الدهون أكثر من اللحوم الحمراء لأنّ كثرتها مؤذية وقد تؤدي إلى أنواع عديدة من السرطان. أمّا المصادر النباتية فتتضمّن الحبوب الكاملة، والفاصولياء، والبازلاء، والعدس… وفي حال عدم التمكن من بلوغ الجرعة اليومية المطلوبة من البروتينات، يمكن عندئذٍ الاستعانة بالمكمّلات.
الكالسيوم والفيتامين D
يمكن تزويد الجسم بالكالسيوم من خلال تناول الألبان، والأجبان، والسردين، والسمسم، والخضار الورقية الخضراء… ولكن أثناء الامتثال للعلاج، خصوصاً الهورموني، يزداد احتمال تعرّض المرأة لهشاشة العظام. لذلك، يجب عليها التركيز أكثر على مصادر الكالسيوم، بالإضافة إلى الفيتامين D الضروري لدعم امتصاصه. ومن أبرز مصادره مشتقات الحليب المدعّمة بالفيتامين D، والسمك الدهني مثل السلمون، وصفار البيض، والتعرّض لأشعة الشمس مدة 15 دقيقة يومياً. أمّا في حال النقص الشديد، فلا بدّ من اللجوء إلى المتمّمات الغذائية.
السناكات اللذيذة والمغذية
مثل الكاسترد، والأرزّ بالحليب، والمهلّبية، وغيرها من الحلويات التي يمكن تحضيرها في المنزل بأدنى كمية ممكنة من السكّر المُضاف، لأنّ كثرته تؤدي إلى تغذية الخلية السرطانية. إنّ الهدف من هذه السناكات هو تعزيز الشهيّة للتَمكّن من بلوغ مجموع السعرات الحرارية المطلوب خلال اليوم.
وفي المقابل، كشفت قسطنطين المواد التي يجب على المرأة الابتعاد عنها خلال فترة علاجها من سرطان الثدي، وهي:
الملح
إنّ علاجات سرطان الثدي تسبّب عادةً احتباس السوائل داخل الجسم. ويمكن للمريضة أن تشكو من زيادة الوزن حتى ولو كانت لا تأكل جيداً، وذلك يرجع إلى تراكم احتباس السوائل في جسمها، ما يؤثر سلباً في حالتها النفسية. والمطلوب شرب كمية كبيرة من المياه لخفض هذه المشكلة، وفي الوقت ذاته الحرص على تقليل جرعة الملح خصوصاً تلك المُضافة إلى الطعام، والمخبّأة أيضاً في منتجات مثل الزيتون، والكاتشب، والكبيس، والصلصات، والشوربة الجاهزة، والتشيبس، والكراكرز…
الكافيين
يؤدي استهلاكه بكميات كبيرة إلى زيادة التوتر، والتسبب بردات فعل سلبية مثل رفع الضغط، الأمر الذي يُفاقم التعب عند مريضة سرطان الثدي. صحيحٌ أنه لا بأس من احتساء القهوة باعتدال، ولكن يُستحسن التركيز على الزهورات التي تؤدي إلى استرخاء الأعصاب، والشاي الأخضر الغنيّ بمضادات الأكسدة.
المقالي والدهون المشبعة
تستغرق الزيوت المقلية، والزبدة، والوجبات السريعة وقتاً طويلاً للهضم، وهو ما يعزّز النفخة والتقيؤ عند مريضة سرطان الثدي، ما يدفعها إلى الامتناع عن تناول كمية الأكل الضرورية والحصول على المغذيات المطلوبة. لذلك يجب وقف الدهون المشبعة والمقالي للتمكّن من الحصول على الوجبات الغذائية بطريقة مُريحة.
مُسبّبات النفخة
رُبطت مأكولات كثيرة بتحفيز الغازات والنفخة والانزعاج عند بعض الأشخاص، مثل الخضار الكرنبية (القرنبيط والبروكلي)، والملفوف، والأرضي شوكي… لذلك يُنصح بالابتعاد عنها تفادياً لأي انزعاج مِعوي.
الكحول
بما أنّ أيض الكحول والأدوية يتمّ عن طريق الكبد، فذلك يؤدي إلى تفاعلات مضادة. ناهيك عن أنّ الكحول غنيّة بالسعرات الحرارية التي تؤدي إلى تراكم الدهون في محيط الخصر.
وأخيراً، أوصَت قسطنطين مريضة سرطان الثدي بـ»التركيز على الخضار والفاكهة الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تحارب الخلايا السرطانية. بالإضافة إلى الحفاظ على معدل وزن صحّي وتفادي زيادته التي تعني تراكم الدهون، وبالتالي التسبّب باختلال في الهورمونات من شأنه عرقلة فاعلية العلاج. من دون نسيان أهمّية المشي قدر المستطاع للشعور بحال أفضل وتعزيز حرق الدهون. وفي المقابل تفادي التمارين شديدة الكثافة التي قد تسبب الدوخة وانعكاسات سلبية أخرى. كما يمكنها الانخراط في الهوايات التي تستهويها والمشاركة في التمارين التي تحسّن حالتها النفسية، مثل اليوغا والتأمل».