جاء في “المركزية”:
حتى لو نجحت الاتصالات في رأب تصدع الحكومة، بعدما تصدع البلد امنيا، فقد بات من المؤكد أن العودة الى طاولة مجلس الوزراء بعد اليوم لن تكون كما قبله نتيجة المتاريس والاسلحة التي رفعها ممثل حزب الله على الطاولة وزير الثقافة محمد المرتضى، الامر الذي أعاد الى الاذهان جدوى واحقية مندرجات المبادرة الفرنسية الداعية الى تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين قبل أن تصطدم بتعنت القوى السياسية والحزبية اللبنانية وتعود للتدرج من تكنوسياسية الى تكنوقراط وصولا الى التركيبة الحالية لـ”معا للانقاذ” .
ورفع حزب الله شعار “قبع” المحقق العدلي طارق بيطار واتهامه بتسييس التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت وصولا الى أستهدافه نزولا عند رغبات أميركية، لم يؤكد سيطرة الحزب على مفاصل الدولة وسلطاتها وتاليا قرارها وحسب، أنما أتى وكما تمت ترجمته في مجلس الوزراء ليعزز المواقف الاميركية والعربية وخصوصا السعودية الرافضة لمساعدة لبنان في الخروج من ازمته لسيطرة الحزب على الحكومة والبلاد، ما يعني أن لبنان يتجه سريعا بفعلة حزب الله الوزارية -القضائية نحو الارتطام الكبير المفتوح على شتى الاحتمالات سياسيا وحكوميا وامنيا وان حالت المواقف والاتصالات الجارية في منع تفجرها راهنا.
عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي سعد يقول لـ”المركزية” في هذا السياق: قبل الحديث عن أحقية الموقفين الاميركي والسعودي المعتبرين الحكومة حكومة حزب الله فإن ما جرى على طاولة مجلس الوزراء يؤكد لاهل الداخل والخارج ان ما قيل عن سيطرة حزب الله على القرار الوزاري والسيادي هو صحيح اضافة الى أن امساكه بزمام الامور وصل حتى الى القضاء الذي يطالب الجميع بأسقلاليته وبرفع اليد عنه.
وتابع: إن ورقة التين التي وفرها العهد ومعه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لستر فحش حزب الله وعورته قد سقطت نهائيا ولا مجال بعد الآن لترقيعها خصوصا في ضوء السلاح الذي طال العاصمة بيروت واحياءها الرافضة لاستباحة الحزب لكل محرمات تحويل لبنان التعددي والنموذجي والحر الى محميمة ايرانية.
وختم: اما بالنسبة الى المساعدات المالية المنتظرة من السعودية والولايات المتحدة فهي اصلا لم تكن واردة لعلمهما المسبق ان القرار اللبناني بيد حزب الله بفائض القوة التي يملكها والتي أستعملها في الداخل اللبناني اكثر من مرة وطالت مكونات طائفية ومذهبية وقيادات سياسية وشخصيات معارضة لا لشيء الا لتحويل لبنان الى ولاية فقيه أيرانية.