Site icon IMLebanon

سقوط طائرة تدريب مدنية: استبعاد العطل الفني… والخطأ البشري!

حتى ساعات الليل الأولى أمس، واصلت وحدات الإنقاذ البحري في الدفاع المدني، بمؤازرة مغاوير البحر في الجيش وطوافتين تابعتين للقوات الجوية، البحث عن راكبَي طائرة التدريب التي سقطت، صباح أمس، مقابل شاطئ حالات – جبيل.

أكثر من سبع ساعات من البحث لم تسفر عن العثور على أي أثر لركام الطائرة أو لراكبيها «اللذين لا نستطيع أن نقول أنهما في عداد الضحايا حتى الساعة بسبب عدم التوصل إلى أي أثر لهما»، على ما قال رئيس مطار رفيق الحريري فادي الحسن لـ «الأخبار»، مُشيراً إلى أن عملية البحث ستُستأنف صباح اليوم.
الحسن أكد أن طائرة التدريب جديدة ويعود تاريخ تصنيعها إلى العام 2013، وقد خضعت للصيانة اللازمة في أيلول الماضي في قبرص، «أما الطيار الذي كان يقودها فلديه خبرة كبيرة وفي سجله آلاف الساعات من الطيران، فيما الطيار المتدرب الذي كان يرافقه مجاز وحائز على التراخيص اللازمة التي تمكنه من قيادة الطائرة، وكان ينقصه عدد بسيط من ساعات الطيران ليتمكن من قيادة طائرة بمفرده».
الخلاصة الأبرز من كلام الحسن هو استبعاد وجود خلل فني أدّى إلى سقوط الطائرة، «فيما يبقى حل اللغز معلقاً على نتائج التحقيقات التي بدأتها أمس لجنة التحقيق الخاصة فور الإعلان عن سقوط الطائرة قرابة العاشرة والنصف صباحاً».

تأتي هذه الحادثة بعد نحو ثلاثة أشهر على حادث سقوط طائرة مدنية سياحية من نوع «سيسنا» في منطقة غوسطا (قضاء كسروان) في تموز الماضي، قتل فيه ثلاثة أشخاص بينهم قائد الطائرة، «بعد انحرافها عن مسار خطة الطيران التي تمت الموافقة عليها مسبقاً من مصلحة الملاحة الجوية التابعة للمديرية العامة للطيران المدني»، وفق بيان للمديرية العامة للطيران المدني يومها.

وفق معنيين بقطاع الطيران، لا يمكن الربط بين الحادثتين وردّهما إلى سبب واحد، سواء تعلق بالإهمال أو بغياب الرقابة أو غيرهما، وذلك «لاختلاف طبيعة الرحلتين، فالأولى رحلة سياحية استكشافية على متن طائرة حائزة على التراخيص والموافقات اللازمة، فيما الطائرة التي سقطت أمس كانت في رحلة تدريب عادية». ويلفت هؤلاء إلى أنه لا يبدو أن عطلاً فنياً وراء سقوط الطائرتين. فما السبب إذاً؟

رئيس مصلحة الطيران الدكتور عمر قدوحة أوضح لـ«الأخبار» أن وزير الأشغال العامة والنقل السابق ميشال نجار شكّل فور وقوع الطائرة الأولى لجنة تحقيق تضم خبراء مختصين برئاسة الكابتن محمد عزيز للتحقيق الذي يتوقع أن يصدر نهاية الشهر الجاري. وفيما رفض عزيز الحديث حول نتائج التقرير النهائي قبل صدوره، تُفيد معلومات «الأخبار» أن التقرير الأولي يُحمّل المسؤولية للطيار الذي كان يعتمد على الرؤية أثناء قيادته. وأوضحت مصادر في نقابة الطيارين أن طيارَي الطائرتين المنكوبتين غير تابعين للنقابة، ومن المنتسبين لجمعية الطيارين الخاصة التي يرأسها الكابتن مازن السماك. الأخير اعتبر أن «من المبكر جداً تحديد أسباب الحادث والمسؤوليات»، مشيراً إلى «عوامل كثيرة مباشرة أو غير مباشرة يمكن أن تكون قد تسببت بالحادث. والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات». وأضاف: «يمكنني أن أؤكد أن قائد الطائرة التي سقطت أمس من أهم الطيارين وأكثرهم خبرة، وفي رصيده أكثر من ثلاثة آلاف ساعة طيران. لذلك، فإن فرضية خطأ الطيار ضعيفة جداً».