أعرب رؤساء الحكومات السابقون عن “صدمتهم البالغة وأسفهم الشديد وإدانتهم الكاملة للأحداث المستنكرة، والتي ذهب ضحيتها عدد من الضحايا الأبرياء الذين نسأل الله تعالى لروحهم المغفرة والرحمة ولأهلهم الصبر والسلوان، وكما نسأل للعدد الكبير من المصابين والجرحى بالإبلال والشفاء العاجل. وإذ يبدي الرؤساء أسفهم”.
وأبدوا، في بيان، “استغرابهم من أنه وبدلاً من ان تتوجه جميع الجهود من أجل حشد كل الهمم والطاقات من أجل التوافق على اعتماد الإصلاحات والحلول الكفيلة بإخراج لبنان من الكوارث والانهيارات التي حلّت به وأطاحت بلقمة عيش اللبنانيين، وأحالت معظمهم إلى ما دون خط الفقر. فإنّ هناك من لايزال يحاول إلهاء وحرف اهتمام اللبنانيين. وتركيزهم بعيداً عما ينقذهم من مآسيهم من أجل أن يدفعهم مجدداً إلى مربعاتهم الطائفية والمذهبية ويثير النعرات والخلافات بينهم ويضعهم من جديد في ذكريات وكوابيس الحروب الأهلية المقيتة والمرفوضة”.
وأكدوا “في ظل أحداث الخميس، الالتزام الكامل باحترام الحريات العامة وفي اولها حق التعبير عن الراي والتظاهر السلمي ضمن القوانين المرعية الاجراء وعدم التعرض لها وعدم جواز استخدام العنف بأي شكل من أشكاله وتحت أي ظرف من الظروف.
ورأوا “استناداً إلى موقفهم الذي أعلنوه في الخامس من آب 2020، أي في اليوم التالي لوقوع التفجير المريب لمرفأ بيروت، الى ضرورة الاستعانة بلجنة تحقيق دولية أو عربية، من أجل المسارعة إلى كشف الحقائق الكاملة عن تلك الجريمة الرهيبة بجميع ملابساتها، وليس الاكتفاء والإلتهاء بمسائل التقصير الإداري. اذ ان اهتمام الرؤساء السابقون في هذا الشأن ينصب على التأكيد على حماية السلم الأهلي في لبنان
وشددوا على “ضرورة العمل، ومن خلال المجلس النيابي، والمسارعة الى إصدار قانون دستوري برفع الحصانات عن الجميع من أي نوع كانت، ودون أي استثناء، بما يعني تعليق المواد الدستورية المخصّصة للحصانات الرئاسية والوزارية والنيابية والقضائية والعسكرية، وذلك لإحقاق العدالة الكاملة وغير الانتقائية أو المجتزأة، الالتزام الثابت والكامل من جميع المعنيين باستقلالية القضاء وبعدم التدخل بشؤونه”.
وأردفوا: “نءكد الالتزام الكامل وبعيداً عن أي تفسيرات أو اجتهادات لا جدوى منها، بحرفية واحترام النص الدستوري، وهي لذلك تهيب بفخامة الرئيس، الذي يُفترض به أن يكون الساهر على احترام الدستور، كما تهيب أيضاً وبذات المقدار بالقضاء، باحترام الدستور والتقيّد الحرفي بنصوصه ومقتضياته”.
ودعوا، في الختام، “الجيش والقوى الأمنية إلى اتخاذ اقصى الإجراءات والتدابير لمنع كل اشكال العنف واطلاق النار، والمسارعة الى توقيف المسلحين الذين ارتكبوا تلك الجرائم والمخالفات والعمل على حماية المدنيين ومنع الاعتداء عليهم وحماية الممتلكات العامة والخاصة والحفاظ على السلم الاهلي. كما ندعو السلطات القضائية المختصة للقيام بواجبها وكشف الملابسات وإنزال العقوبات اللازمة بالمرتكبين”.