كلما حاول القطاع السياحي الصمود والكفاح بالحدّ الأدنى من القدرات التي ما زالت متاحة له ، على ندرتها، للاستمرار في ظلّ الظروف القاسية التي يمر فيها لبنان، تطرأ عوامل خارجة عن سيطرته لتشدّه إلى مسافات أعمق في قعر الهاوية. وكلما وقع حادثٍ مأسوي، اعتقد اهل القطاع أنه الضربة القاضية والمسمار الاخير في نعش القطاع، تبين ان ثمة ما هو افظع وان مسامير اخرى كثيرة ستُدق بعد. وما اشتباكات الطيونة التي هزت البلاد من اقصاها الى ادناها امس سوى الدليل الى عمق معاناة هذا القطاع.
عن التطورات الأمنية وتداعيات الاشتباكات، علّق رئيس اتحاد المؤسسات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر عبر “المركزية” بالقول: “تتكدس المصائب الواحدة فوق الأخرى. القطاع أساساً ومن دون توترات أمنية قابع في المهوار”، مؤكداً أن “السائح الذي كان في بيروت قرّر المغادرة قبل التاريخ الذي كان يريد ترك البلد فيه، كذلك العديد ممن كانوا سيزورون لبنان تمنعوا عن ذلك موقتا، في انتظار ما يمكن أن يحمله الأسبوعان المقبلان ليقرروا بناءً عليه إن كانت زياراتهم تأجلت أو ألغيت كلياً، والدليل أن عددا كبيرا من الحجوزات في المؤسسات السياحية الفندقية ألغيت أو انتهت قبل أوانها”.
ولفت إلى أن “بعد انتهاء الموسم السياحي، تراجعت نسبة الإشغال لا سيما في المناطق خارج بيروت. ففي العاصمة 3000 غرفة فندقية مقفلة بسبب انفجار المرفأ وفي الفنادق الأخرى نسبة التشغيل ما دون 50% ما يعني أن الوضع سيئ جدّاً، خصوصاً في ظلّ أسعار المازوت”، مشيراً إلى أن “القطاع كان حصل على وعود بتأمين حوالي 8 ساعات من الطاقة من مؤسسة كهرباء لبنان لكن الأمور لا تزال مكانك راوح”.
وأوضح الأشقر أن “إذا لم تكن نسبة الإشغال مرتفعة في أي مؤسسة سياحية فهي تتكبد خسائر مالية في حين أنها عاجزة عن تحمّل المزيد منها. لذا، إن بقيت الأوضاع على حالها لا سيما مع التقنين الكبير في ساعات التغذية الكهربائية، فإن قسما كبيرا من المؤسسات قد يقفل نهائياً”.
وعما إذا كان القطاع بحث مشاكله وهواجسه مع وزير السياحة الجديد وليد نصّار، كشف “أننا تواصلنا معه وتبين أنه شخص عملي وواقعي، فصارحنا بأنه لا يمكنه تغيير أي من المعطيات الراهنة خصوصاً مع المقاطعة الخليجية للبلد. وسألنا عن أولويات القطاع للعمل عليها وأبلغناه أنها تتمثل بتعديل القوانين السياحية إلى جانب تعزيز التسويق وإيلائه اهتماما اكبر وتحديداً في العراق والأردن ومصر لأن هذه البلدان هي الوحيدة التي ما زالت شعوبها تترد إلى لبنان بكثافة”.