Site icon IMLebanon

«الخميس الأحمر» يُغيّر الخريطة السياسية..؟

جاء في “اللواء”:

ما حصل أمس بين الشياح وعين الرمانة أمر مخيف ويدعو إلى كثير من القلق، لأنه تجاوز حدود الحادث الأمني العادي، واخترق خطوط الفتنة، وكان أشبه ببروفة عن حرب سوداء، خيّل لكثيرين أنها أصبحت من الماضي، فإذا بها تطل برأسها دون سابق إنذار، وتوقع عشرات القتلى والجرحى، إلى جانب الخراب الذي أصاب عشرات المنازل والمحلات.
ad

من الخطأ القول أن الإشتباك كان إبن ساعته، وأنه إنتهى مع إنتهاء إطلاق النار، ومغادرة المسلحين الأحياء المرعوبة، وسيطرة الجيش على الوضع الأمني في محيط محلة الطيونة.

الواقع أن الإشتباك السياسي بين مؤيدي المحقق البيطار ومعارضيه مستمر، طالما هو باقٍ في موقعه كمحقق عدلي في جريمة إنفجار المرفأ. والمواجهة أصبحت أكثر تعقيداً بعد الإنزلاق الخطير نحو الحوار بالسلاح، وإستخدام لغة العنف في قضية وطنية وذات أبعاد إنسانية، تتطلب إجماعاً داخلياً لمعالجة تداعياتها الإجتماعية والإقتصادية والعمرانية.

والقراءة السياسية السريعة للمواجهة النارية أمس تُبين أن الحكومة هي الضحية الأولى، وأن رئيس التيار الوطني الحر هو المُحرَج الأول، وأن الثنائي الشيعي إستُدرج إلى معركة لم يكن له الخيار في توقيتها، ولا في تحديد ساحتها، وأن ثمة عملية خلط أوراق للتحالفات، خاصة وأن تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار العوني تعرض لضربة قاسية قد تؤدي إلى إنهياره، في حال حسم باسيل أمره ومضى قدمآً نحو الوعود الاميركية برفع العقوبات عنه إذا عمد إلى فك تحالفه مع الحزب.

أما خلفية الإحراج التي تحيط بمواقف باسيل، فيعود قسم أساسي منها إلى الهواجس التي تحكم تعاطيه مع الجمهور المسيحي، ورصد التقدم الذي يحققه الخصمان اللدودان سمير جعجع وسامي الجميل في الساحة المسيحية، عشية إستحقاق الإنتخابات النيابية، وبالتالي إضطراره إلى مراعاة مزاج القاعدة المسيحية التي لا تنسجم مع خيارات حزب الله، ولا تهضم إمساكه بتلابيب السلطة وإدارته دفة الحكم في البلد.

نتائج ومضاعفات «الخميس الأحمر» ستظهر تباعاً في المشهد السياسي اللبناني، المُقبل على تغيرات مفصلية في الخريطة السياسية خلال الفترة القريبة.