Site icon IMLebanon

اهتمام غربي بلبنان: لن يُترك لإيران!

جاء في “المركزية”:

في الظاهر والمعلن من مواقف خارجية ازاء ما شهده الميدان اللبناني يوم الخميس الماضي من مظاهر عنفية مسلحة، برزت دعوات الى ضبط النفس وعدم الانجرار الى الحرب الاهلية ولم يتوان بعضها عن الذهاب في اتجاه دعم القضاء ووجوب اظهار الحقيقة في جريمة تفجير مرفأ بيروت، في ما يقرأ فيه دعما لقاضي التحقيق طارق بيطار. لكنّ ما قيل، لا يشكل سوى الجزء اليسير مما يضمره ويخطط له الخارج ازاء لبنان وازماته التي بلغت الخط الاحمر الامني مع اشتباكات الطيونة التي تداخلت فيها التعقيدات السياسية بالامنية والقضائية الى درجة تصعب معالجتها وفق الطريقة اللبنانية التقليدية والسيناريوهات المعهودة، ففتحت خطوط الاتصال مع الخارج بحثا عن مخارج تجنّب البلاد الانفجار الذي قد يكون بات حاجة لفريق معين اذا لزم الامر وبلغ الموسى رقبته.

حادثة الطيونة، بحسب ما تقول مصادر سياسية على بينة من حركة الاتصالات الداخلية مع الخارج لـ”المركزية”،  نقلت التعاطي الدولي مع ازمات لبنان الى مستوى جديد اوجبته خطورة المرحلة وتدرّج هيمنة حزب الله على الدولة الى نقطة متقدمة شبيهة بتلك التي اعقبت حادثة اغتيال الرئيس رفيق الحريري لجهة فرض قراره على القضاء، وتاليا، فإن مقاربة الخارج لملف التحقيق في جريمة المرفأ يحتّم تعاطيا على المستوى نفسه. انطلاقا من هنا، توضح المصادر ان رسائل حزب الله من واقعة الطيونة الى قاضي التحقيق لمنعه من كشف الحقيقة، والى الشارع المسيحي بتنفيذ 7 ايار اجهضته القوى المسيحية مجتمعة، والى القوى السياسية بان الانتخابات المقبلة لن تكون محطة تغيير كما تتوقعون مع حلفائكم الغربيين بل ان الغالبية النيابية ستبقى مع حزب الله وفي المحور الايراني، مجمل هذه الرسائل ستحمل الدول المهتمة بلبنان عن بعد، على تدخل من نوع آخر يفرمل اندفاعة حزب الله الامنية التهويلية عشية استئناف مفاوضات فيينا النووية الخميس المقبل.

روسيا التي تولي اهتماما كبيرا بالاستقرار في لبنان خوفا من انهياره ومن امكان استخدام المنظمات الاسلامية المتطرفة ساحته، فيما لو تفلت الامن، لضرب استقرار سوريا واستهداف النظام وتاليا عودة الفوضى، حرصت على ابلاغ الاطراف في لبنان موقفها الحاسم مما جرى وضرورة السعي بأي طريقة لمنع الاخلال بالامن واتخاذ ما يلزم من قرارات لوضع حدّ للتدهور.

فرنسا المزهوة بانجاز تشكيل الحكومة ودعم رئيسها نجيب ميقاتي بما يلزم للشروع في تنفيذ بنود ورقتها لانقاذ لبنان بما تيسر، لم تترك مقرا معنيا بما جرى الا واتصلت به ناصحة ومحذرة وضاغطة لفرملة التهوّر السياسي وتدحرجه نحو الامني، وضرورة تطويق مفاعيلها سريعا.

اما الولايات المتحدة الاميركية التي تزامنت اشتباكات الطيونة مع وجود نائبة وزير خارجيتها فيكتوريا نولاند في بيروت، فستعود بحسب المصادر بثقلها الى الساحة في المرحلة المقبلة لاعادة التوازن السياسي الى لبنان بعدما ادت مسايرة فرنسا لايران الى تمدد نفوذ حزب الله الكامل على الدولة اللبنانية وامساكه بالرئاسات الثلاث، وهو ما يفسر عمليا الهجمة الشرسة المرتدة التي يشنها الحزب على واشنطن والرياض ويتهم القوات اللبنانية بتنفيذ الاجندة الاميركية. وتضيف ان واشنطن رفعت سقف موقفها في لبنان في وجه ايران وقد وصفت نولاند من مطار بيروت، ابان مغادرتها، خلال مؤتمر صحفي ما تعرضه إيران من دعم للبنان في مجال الطاقة بـ”فرقعة إعلامية”.

وتنقل المصادر عن نولاند التي اجتمعت مع عدد محدود جدا من شخصيات المجتمع المدني قبل مغادرتها تأكيدها ان بلادها، وعلى رغم انشغالاتها الواسعة  تبقي لبنان في دائرة رصدها، خلافا لما يروّج فريق الممانعة، وجاهزة للتدخل حيث يجب ان لزم الامر، وطرحت المسؤولة الاميركية التي فاجات محدثيها بمدى اطلاعها على تفاصيل الواقع اللبناني، اسئلة كثيرة وسجلت الاجوبة والملاحظات وركزت في شكل خاص على موضوعين، الاقتصاد والانتخابات، بعدما قالت ما لديها في ملف الامن. في الاقتصاد كان اهتمام بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي ومعالجة ملف الكهرباء كأولوية في الاصلاح، والتشديد على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي. استفسرت عن مبلغ السحوبات الخاصة من الصندوق وقدره مليار و136 مليونا الموجود في المصرف المركزي وكيفية انفاقه، وابدت اهتماما لمعرفة طريقة تصرف الحكومة به، موضحة ان طريقة انفاق المبلغ ستعطي المؤشر الى كيفية انفاق المساعدات لاحقا. وابدت ارتياحها  الى رفع الدعم الذي بخّر مليارات الدولارات بسبب التهريب الى سوريا وجيوب بعض المكونات السياسية والتجار بدل المواطن، مجددة دعم بلادها لمجموعات المجتمع المدني. اما ملف الانتخابات وبعدما اكدت ضرورة اجرائها، ركزت اسئلتها فيه على دور المجتمع المدني ودعمه والوقوف الى جانبه ووجوب الاستعداد لمرحلة ما بعد الانتخابات بمشروع انقاذي موحد، مع تجديد الثقة بالجيش وقيادته واستمرار بلادها في مده بالمساعدات. واذ وصفت المصادر اجواء الاجتماع بالممتازة والمطمئنة، اكدت ان كل خطوة ستخطوها القيادة السياسية في لبنان موضوعة تحت المجهر الاميركي اكثر من اي يوم مضى ولبنان لن يُترك لقمة سائغة لايران وذراعها العسكري، مهما اشتدّ ساعده.