اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن “البرنامج الحقيقي لحزب القوات هو الحرب الأهلية في لبنان، وأن هذا الحزب يجعل أهلنا في عين الرمانة وفرن الشباك يعتقدون أن أهل الضاحية أعداء لهم”، متوجهًا “للبنانيين عمومًا وللمسيحيين خصوصًا بأن أكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان وأمن المجتمع المسيحي هو حزب القوات اللبنانية”.
وعزّى بـ”شهادة الشهداء في الطيونة وعزّى أهلهم”، وقال: “لقد كان حزنكم حزننا وألمكم وألمنا بهذه الجريمة الخطيرة”.
ولفت نصرالله في كلمة متلفزة إلى أن “رئيس حزب القوات يحاول صناعة عدو وهمي لجيراننا وإبقاء المسيحيين قلقين على وجودهم، وأن الهدف من إثارة هذه المخاوف هو تقديم هذا الحزب نفسه على أنه المدافع الرئيسي عن المسيحيين”، معتبرًا أن “الأهداف تتعلق بالزعامة وبما يعرضه من أدوار في لبنان على دول خارجية لها مصالح في بلدنا”.
وقال: “ما ظهر من تسليح وتدريب وهيكليات الخميس يؤكد أنّ هناك ميليشيا مقاتلة”.
وتابع: “هذا الحزب لا يهمه حصول صدام عسكري وحرب أهلية لأن ذلك يخدمه خارجياً”.
وأشار نصرالله إلى أن “حزب القوات عرض عام 2017 خدماته على الوزير السعودي السابق السبهان للدخول في حرب أهلية”، وذكّر بأن “رئيس حزب القوات غدر بحليفه سعد الحريري أثناء توقيف الأخير في السعودية”، وأنه “حرّض بعض الحلفاء القدامى قبل أشهر على المواجهة مع حزب الله”.
وأردف نصر الله: “حديث جعجع عن “ميني 7 أيار مسيحي” يدان فيه رئيس حزب القوات نفسه”، وأن “كل ما صدر عن حزب القوات ورئيسه الخميس الماضي هو تبنّ كامل للمعركة والمجزرة”، مضيفًا: “سلمنا رقابنا ودماءنا يوم الخميس الماضي للجيش وللدولة اللبنانية ولم نتخذ إجراءات أمنية ووقائية يوم الخميس الماضي بسبب حساسية المنطقة”.
وأكد أن “حزب القوات اللبنانية هو من أمّن الغطاء لجبهة النصرة والتكفيريين في لبنان وسوريا”، وتوجّه للمسيحيين بالقول: “يمكنكم سؤال المناطق المسيحية في سوريا عن كيفية تصرّف حزب الله لحماية المسيحيين”.
كما توجّه للمسيحيين بالسؤال: “من كان مع أهل قرى جرود عرسال ومن كان مع “الثوار” الذين كان يساندهم حزب القوات؟”، مضيفًا: “حزب الله هو من دافع آنذاك عن المسيحيين قبل أن يُسمح للجيش اللبناني بالتدخل”.
وتابع نصرالله: “من دفع الخطر عن المسيحيين هناك وقد قدمنا خيرة وأجمل شبابنا في هذه المعارك.. نحن، ما عم نربّح حدا جميل، لكن يجب أن ننقل الواقع والحقائق”.
وأشار نصرالله إلى “أننا قد تجاوبنا مع كل طرح حوار في البلد وأنجزنا التفاهم مع التيار الوطني الحر عام 2005″، معتبرًا أن “همنا الأساسي كان منع الفتنة السنية الشيعية التي كان يسعى إليها حزب القوات اللبنانية”.
ولفت إلى أن “أول من وقف في وجه التفاهم مع التيار الوطني الحر كان حزب القوات ورئيسه”، وأن “حزب القوات اللبنانية يرفض أي تواصل أو أي نسيان لخطوط التماس من الوجدان قبل الأرض”، لافتًا إلى أن “حزب القوات اللبنانية لم يدع أي مسعى لإلغاء التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني إلا وفعله”، وذكّر بأن حزب الله رحّب “بالتفاهم الذي توصل إليه التيار مع حزب القوات في معراب لأننا نؤيد التواصل”.
وقال نصرالله: “إذا اعتدت القوات علينا ولملمنا شهداءنا وجراحنا فنحن جنبنا البلد حرباً أهلية”، ونصح “حزب القوات ورئيسه بالتخلي عن فكرة الاقتتال والحرب الداخلية وأتمنى من الجميع نصحهم بذلك”، وتابع: “لا شك أن رئيس حزب القوات “يحسبها غلط” في مشروعه”، وتابع “مسؤولو حزب القوات اعترفوا بتصريحاتهم أنهم ميليشيا مسلحة”.
وتوجّه نصرالله لرئيس حزب القوات قائلًا: “لم يكن حزب الله في المنطقة أقوى مما هو عليه الآن و”أنت غلطان”، وقولكم أن حزب الله أضعف من منظمة التحرير الفلسطينية خطأ كبير”.
وأضاف: “خذ علماً بأن الهيكل العسكري لحزب الله وحده يضم 100 ألف مقاتل”، وأن “هؤلاء المقاتلين لم نجهزهم لحرب أهلية بل لندافع عن بلدنا في وجه الأعداء”، وتابع متوجهًا لجعجع: “أنت عم تحسب غلط متل ما حسبت غلط بكل حروبك وطلعت خاسر، ما اجا يوم من 1982 كان حزب الله فيه قوي متل اليوم بحسابات الاقليم والمنطقة انت غلطان مئة بالمئة”.
وأكد نصرالله: “نحن حساباتنا صحيحة ولدينا ثوابت وأخلاق وقيم”، مضيفًا: “لا تخطئوا الحساب “واقعدوا عاقلين وتأدبوا وخذوا العبر من حروبكم وحروبنا”.
وطالب الدولة وكل اللبنانيين بـ”الوقوف في وجه هذا السفاح والمجرم من أجل منع الحرب الأهلية”، مضيفًا: “نحن قلنا للمرة الأولى رقم المقاتلين لمنع الحرب الأهلية وليس للتهديد بالحرب”.
وفي حديثه عن التظاهرة التي دعا إليها حزب الله وحركة أمل، قال “يحق لنا التظاهر سلمياً كغيرنا وأقمنا لجنة مؤلفة من 2000 شخص وليس دعوة شعبية”، مشيرًا إلى أنه “لم نوجه أي دعوة شعبية ولم تكن في نيتنا أي اقتحام أو اعتداء بل مجرّد تظاهرة سلمية”.
ولفت نصرالله إلى أنه “جرى إطلاق شعارات واستفزازات وهو خطأ لكن بعد ذلك بدأ إطلاق النار وسقوط شهداء”، مشيرًا إلى أن “الأجهزة الأمنية أبلغتنا أنّ الشهداء قتلوا برصاص حزب القوات اللبنانية”، وأنه “بعد إطلاق النار على التظاهرة وسقوط الشهداء عمد شباب إلى جلب السلاح لرد المعتدين”.
وشدد على أن “مؤسسة الجيش اللبناني ورغم ما حصل مع حوادث سابقة يجب أن نكون حريصين عليها”، وأن “هذه المؤسسة هي الضمانة الوحيدة لبقاء لبنان ووحدته وإذا فرّط الجيش ينهار البلد”، مؤكدًا أن “عناصر الجيش اللبناني هم إخواننا وأعزاؤنا وهم جزء من المعادلة الذهبية التي نتمسك بها”، وتابع: “سلمنا الجيش اللبناني مسؤولية التحقيق في حادثة خلدة وخلال أيام ينتهي وتتم محاكمة 18 موقوفاً”.