يرفض الامين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي اعتبار حوادث الطيونة الاخيرة، صدفة. ويقول لـ”المركزية” ردا على سؤال عما اذا كان ما جرى على الارض مفتعلا: الصدفة مصطلح لا يجوز استخدامه في لبنان. فطريقة ملامسة حزب الله للأحداث وتفاعله الغريب معها، من موضوع ٧ أيار، ومشاركته في ذبح الشعب السوري، وانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون، وصولا الى موقفه من الانتفاضة، ثم جريمة تفجير المرفأ وأخيرا القضاء، ومع زلزال الجوع الذي قد يطيح كل شيء، وتوجس الجميع من المستقبل المجهول، والحذر مما يخطط له الحزب، بات الجميع يتصرف وكأنهم على حافة الهاوية، كل هذا وضعنا أمام النتيجة الحتمية: صدام الطوائف أو ما هو أعظم من ذلك.
– هل سيذهب الحزب نحو افتعال فتنة للتخلص من المحقق العدلي في جريمة المرفأ القاضي طارق بيطار؟
– القاضي بيطار مفردة صغيرة في موضوع أعظم وأشمل، لأن الإعصار الاقتصادي والسياسي، الذي يضرب الشعب اللبناني قد يحطم السفينة ولا يبقى لبنان، وتصبح الطوائف وأصنامها مع الريح. إيران تحاول أن تحفظ مكاسبها مع تبدل الأحوال والظروف، حتى ولو كانت مكاسب سخيفة، كمكاسبها في سوريا التي كان ثمنها الشعب السوري.
وعن سبب ارتياب الحزب من القاضي بيطار، يجيب الطفيلي: حزب الله القوي والقادر، حين يرتاب بالمحقق، يثير الريبة فيه هو، لأن البريء القوي والقادر ، يستطيع رد التهمة ولا يخافها بل ويستثمرها لصالحه ضد خصومه، لكن الظاهر أن موضوع النيترات أمر له علاقة بالحرب في سوريا وبملفات كثيرة داخلية.
وعما اذا كان اهل الحكم سيخضعون لارادة حزب الله وتطيير القاضي بيطار، يقول “عودتنا المنظومة الحاكمة في لبنان منذ خروج النظام السوري حتى اليوم، الخضوع المطلق في أخطر الملفات لإرادة حزب الله لكن بعد ممانعة لا تطول. وملف المحقق العدلي ليس بخطورتها، لهذا سيجدون أخيرا مخرجا للرضوخ والخضوع.
وعما اذا كانت مواقف الحزب وسياساته تعكس الوجدان الشيعي اللبناني، يعتبر الطفيلي ان “الوجدان الشيعي حتى في صفوف الثنائي في واد، وسياسة حزب الله في واد، مثلا الوجدان الشيعي كان يرفض بالمطلق المشاركة في الحرب على الشعب السوري وخاصة بين شباب حزب الله، لكن الإرادة الإيرانية وإعلامها ومالها وسلاحها قتل هذا الوجدان وارتكب أعظم جريمة بحق شعب مسلم مسالم”. ويضيف “الوجدان الشيعي حتى الحزبي، مع انتفاضة ١٧ تشرين لكن استطاعت ايران أن تكسر هذا الوجدان وتقمعه بالترهيب. واليوم الوجدان الشيعي ضد أي حرب أهلية ومع أي مشروع صادق لإنقاذ البلد. لا يحق لنا أن نترك إيران تعبث بما بقي، وعلى الجميع أن يعملوا لمنع الفتنة وبناء المستقبل الذي يستحقه بلدنا”.