Site icon IMLebanon

نصرالله لم يهدد “القوات” فقط بمقاتليه.. بل كلّ اللبنانيين!

صحيح ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اراد في خطابه امس توجيهَ رسائل الى القوات اللبنانية، لتخويفها وتنبيهها ومنعِها من الذهاب نحو إشعال حرب اهلية زعم نصرالله انها مشروعها الاساس بدعم من حلفائها الاقليميين، الا ان شظايا ما قاله طالت عن قصد او غير قصد، كلّ اللبنانيين، وشكّلت تهديدا ناعما لكل مَن يفكّر ان يقول “لا” لمخططات الضاحية ويقف في وجهها، على قاعدة “عم بحكيكي يا كنّة لتسمعي يا جارة”.

هو توجّه لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من دون ان يسمّيه مرّة في خطابه أن “ليك، ‏كتوب عندك، لتعمل حساباتك صح إذا بدك تعمل حرب أهلية، نحن لدينا فقط في الهيكل ‏العسكري من دون الأنصار والمؤيدين والكشاف والهيئات، 100 ألف مقاتل مدربين ‏ومنظّمين ومسلّحين من أصحاب التجربة لو أشير لهم بأن يحملوا على الجبال لأزالوها, ‏إنت مع مين بدك تعمل اقتتال داخلي، لذلك قعدوا عاقلين وتأدبوا وخذوا العبرة من حروبنا ‏وحروبكم‎”.

النبرة الفوقية هذه، التي يستخدمها المعلّم او الناظر مع تلاميذه، اعتمدها “المرشد الاعلى للجمهورية اللبنانية”، مع الجيش ايضا. فبعد ان أصرّ على التذكير بإطلاق الجيش النار اكثر من مرة على حزب الله في بداية التسعينيات، في موقف لافت في توقيته والمضمون، أمهل “وليُ الدم” التحقيقات الرسمية اياما قليلة لتحديد المسؤوليات في حوادث الطيونة ومحاسبة الفاعلين وتوقيفهم “وإلا”، منبها من ان “الحزب لا يترك دماء شهدائه على الأرض ‏‏وكل الناس بتعرف شو معنى هذا الكلام”، ومحذراً من أنّ “لغم الخميس قد يعود وينفجر ‏في أي وقت من الأوقات وفي أي منطقة من المناطق‎”.

اما على ضفة القضاء، فكانت لـ”حاكم البلاد الفعلي” ايضا ارشاداته. فبينما عمل الحكومة معلّق في انتظار ان يرضى الثنائي الشيعي اي في انتظار “قبع” المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، جدد نصرالله حملته على الاخير واصفاً إياه بـ”الديكتاتور” لأنه ‏يعتبر أنّ “العالم كله معه والرأي العام معه”، معتبرا ان على المعنيين ان “يشوفوا شو بدن يعملو  لأنّ الاستمرار ‏على هذا الحال لا يخدم البلد واستقراره‎”.

بعد سرد هذه المعطيات كلّها، يمكن القول ان الحزب وظّف من جديد فائض قوّته لتحقيق مآرب سياسية وأدار سلاحه الى الداخل لتعطيل ما لا يناسبه من مشاريع. المقاتلون “الماءة الف” الذين تحدّث عنهم، لم يقل انه سينقلهم الى الجبهة الجنوبية لتحرير مزارع شبعا والاكمال نحو القدس، بل هدّد بهم شركاءه في الوطن. في 7 ايار 2008 هذا ما فعله حين اجتاح بيروت واعلنه يوما مجيدا، وهذا ما عاد وكرره في عين الرمانة الخميس الماضي فغضب لأن ثمة من تصدّى له، وأعاب على الاهالي رفضَهم استباحة شوارعهم والكرامات! وبين المحطتين، أنزل مناصريه الى ساحة الشهداء لترويع الثوار اثر انتفاضة 17 تشرين واعتدى على المنتفضين في صور والنبطية وبعلبك، وفي منطقة نفوذه قُتل لقمان سليم المعارض الشيعي في سيارته جنوبا.. اليوم، إمّا يرضخ الجميع لارادته ويُزاح البيطار او فإن “المئة الف” جاهزون، انها المعادلة التي رسمها، وكل ما سواها كـ”تخييرنا بين اتفاق مار مخايل او حوادث الطيونة”، لا تمت الى الحقيقة بصلة..