أكد رئيس حزب “الكتائب” النائب المستقيل سامي الجميل أن “كلّ الشعب اللبنانيّ ضحيّة ما حصل في أحداث الطيونة وعين الرمانة”، وقال: إنّنا وشبابنا في هذه المنطقة، ومن الطبيعي أن نكون إلى جانب أهلنا. لا نقوم بما هو استثنائيّ، بل نحضر طبيعيّاً ونحن من نسيجها. عندما تتعرّض المنطقة ويدافع الأهل عن أنفسهم، حتماً سيكون ثمّة كتائبيّون بين الأهالي يدافعون عن أنفسهم. وفي الوقت نفسه، لن نضع زيتاً على النار، لأنّنا لا نؤمن بأنّ ذلك يمكن أن يوصل إلى نتيجة. لم نترك المنطقة، وأنا الوحيد الذي قصدتها يوم المشكلة”.
واعتبر، في حديث لـ”النهار” قبل ساعات من إقلاع رحلة ر إلى الولايات المتّحدة الأميركية، أن “مع تصاعد الحرائق السياسية – الأمنية أنّ، هناك عمل للقضاء على الدولة ككيانٍ قائم بعد إلغاء الحدود بين لبنان وسوريا، نتيجة التهريب والفيول الإيراني على عين السلطة اللبنانية التي تتفرّج وسط استيلاء على المؤسّسات الدستورية التي أضحت بكليّتها في يد “حزب الله”، مع محاولة لضرب القضاء وإلغاء دوره وصدقيّته. وفي رأيي، أنّ المرحلة المقبلة ستكون محاولة استهداف للجيش اللبناني، ومحاولة لفرطه باعتباره الحصن الأخير لوحدة لبنان ورمز هيبة الدولة. هذه الحملة تحصل على الجيش، هدفها ضرب مقوّمات البلد مع مخاوف من استكمال المسلسل، على أمل أن يكون الشعب اللبناني جزءاً من المواجهة الكبرى التي لا بدّ أن تحصل لمنع فرط الدولة”.
ورأى أنّ “اللّحظة التغييرية الأولى تكمن في الانتخابات كمحطّة لسحب الشرعيّة عمّا يقوم به “حزب الله”. لا نتحدّث عن إلغائه، بل نقول إنّ المعركة ستسحب الغطاء الشرعي الذي ناله من المؤسّسات. هذه محطّة في معركة طويلة لاستعادة قرار الدولة. وبمجرّد سحب الشرعية النيابية من “الحزب”، ستكون تلك بداية الطريق. نحن بحاجة اليوم إلى قوّة جديدة لا تخضع ولا تستسلم”.
وعن تحضيرات الكتائب الانتخابية، أكد أنّه “على بعد 5 أشهر، من الطبيعي أن تكون الماكينة الانتخابية الكتائبية في عزّ عملها. هذا الاستحقاق مهمّ جدّاً. ومصير لبنان يتقرّر هذه الفترة. وسنقوم بما هو ضروري لنتجهّز ونتعاون مع الذين يفكّرون مثلنا لخوض معركة تمنح أملاً للبنانيين وسط معاناة مع الدولة، في ظلّ التردّد القاتل الذي يشكّل ضرباً للعمليّة الديموقراطية، عندما لا يدرك المواطن إذا كانت الانتخابات ستحصل في آذار أو أيار؛ وفي ظلّ عدم معرفة المغتربين إذا كان باستطاعتهم التصويت وكيفيّته وسط مهلة مستمرّة تنتهي بعد شهر، فيما تسجيل المغتربين مستمرّ حتى الآن من دون معرفة القانون. ثمّة كثرٌ لن يتسجّلوا بما يخلق غموضاً وشكّاً في موضوع الانتخابات، فضلاً عن موضوع الميغاسنتر الذي طار”.
ولفت إلى أنه “لا بدّ من تعديل المواد التي لن يستطيعوا تطبيقها بما يضطرّهم إلى تعديلها، وهذا يؤدّي إلى مئة نقطة استفهامية توضع لتنفيس العملية الانتخابية، وسط مخاوف جديّة من نسف الاستحقاق في المضمون وتفريغه من معناه بمجرّد اللعب في الموعد وعدم القدرة على التنظيم والاستعداد بطريقة صحيحة، فيما تَرَك أكثر من 300 ألف مغترب لبنان منذ 2018، وهم في غالبيتهم معارضون وتغييريّون. إذا تآمروا عليهم وحاولوا أن يطيّروا صوتهم، فرّغوا الانتخابات من جزء كبير من مضمونها. يحاولون التوصّل إلى انتخابات شكليّة. وإذا لم يستطيعوا تفريغها من المضمون، سيعملون على إلغاء الانتخابات في الشكل”.
ومع استمرار التنسيق بين الكتائب الذي يشكّل فريقاً من “جبهة المعارضة اللبنانية” مع مجموعات بارزة في الانتفاضة، بهدف خوض الانتخابات عبر لوائح موحّدة، أشار الجميل عن إمكان التحالف مع الحزب الشيوعي وشربل نحاس، إلى أنّه “في المواضيع النقابية هناك قدرة أسهل للتعاون. لكنّ الموضوع يختلف عند الوصول إلى ملفّات سياسيّة في ظلّ فوارق بين خوض معركة نقابة المهندسين ومعركة نيابية هدفها انتخاب سياسيين وليس نقابيين. في السياسة، لا بدّ من موقف لا يختلف في مواضيع جوهريّة. في موضوع شربل نحاس والحزب الشيوعي، أعتبر أنّهم قادرون على اتخاذ مواقف متقدّمة في الموضوع السياديّ والاقتراب أكثر إلى جوّنا، لأنّ الموقف السيادي ليس في المستوى الذي كنّا نتمنّاه”.
وعمّا يتناقله البعض من تحدّيات انتخابيّة داخليّة على صعيد الكتائب، مع طرحهم علامات استفهام لا يُعلم مدى واقعيّتها حول اسم يمنى الجميّل، أجاب: “ما تعتلوا همّ الكتائب. اهتموا بالبلد ونحن نهتمّ بأنفسنا. في النهاية الكتائب حزب لديه قيادة منتخبة وقرار ومرشحين واستراتيجية”، مؤكدًا “التواصل والتنسيق القائم مع نعمة افرام وشامل روكز وأسامة سعد وميشال ضاهر، مع تمنياته بالوصول إلى نتائج جيّدة في الانتخابات”.
وأضاف: “أتفهّم ما يشعر به الشباب اللبناني الذي يهاجر. يتقرّر مصير لبنان هذه السنة. ومطلوب من كلّ اللبنانيين الذين يحبّون بلدهم أن يصمدوا في هذه الفترة المصيرية، وألا يستسلموا ويناضلوا معنا حتى نستطيع تخطي المرحلة الصعبة ونضع لبنان على السكّة الصحيحة. ومن غادر يستطيع أن يضطلع بدوره من الخارج”.
وختم: “الخلاصة بناء ركائز لبنان الجديد بعد النجاح المرجوّ في إطفاء الحرائق، وهي مسألة محتّمة. تصوّر كامل لتطوير النظام السياسي وما يجب أن يحصل، لكنّنا لا نريد فتح النقاش قبل إجراء الانتخابات النيابية وتغيير المعادلة في مجلس النواب، باعتبار أنّ الذهاب إلى نقاش تغيير النظام في ظلّ التوازن الحالي بمجلس النواب يعني تسليم “حزب الله” الورقة التي تسمح له أن يفعل ما يريد في موضوع النظام السياسي. أظهر هذا النظام عقمه وعدم قدرته على إدارة شؤون البلاد وبناء مواطنة حقيقية”.
وختم: “فور انتهاء الانتخابات لا بدّ من التفكير بعمق الدستور والإشارة إلى التفاصيل التي تحتاج تعديلاً وتطبيق التفاصيل الإيجابية، وأهمها موضوع اللامركزية الذي أعتبره عموداً فقريّاً لبناء لبنان الجديد بمستوى الطموحات، وموضوع مجلس الشيوخ وغيرها من التفاصيل التي لم تطبّق، إضافةً إلى ضرورة زيادة تفاصيل غير موجودة في الدستور”.