كتب أسامة القادري في نداء الوطن:
وضعت أحداث الطيونة عين الرمانة الاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل في “ثلاجة” أحداث غب الطلب للدلالة على عدم بلوغ سن الرشد الوطني، فأسفرت عن رافعة لحركة من هم مشروع مرشحين للانتخابات، ودفعت في مروحة الاتصالات واللقاءات من دون أن تهدأ عند استراحة المحارب.
فالمشهد في دائرة زحلة والبقاع الأوسط بعد أحداث الطيونة ليس كما قبله بخصوص التحالفات الانتخابية المفترضة لخوض السباق الانتخابي على سبعة مقاعد اثنين للكاثوليك، وواحد لكل من السنة والشيعة والأرمن والارثوذكس، والموارنة.
مدينة زحلة كان تأثرها بالأحداث واضحاً لأي مراقب على الأرض، بحيث حصلت فيها نقلة نوعية في المشهد والخطاب الزحليين، فبعد أن كان حزب القوات اللبنانية يشعر بتراجع في قاعدته الشعبية الانتخابية بسبب التجاذبات المناطقية وانعكاس انتفاضة 17 تشرين على جميع القوى ومن ضمنها القوات، الا أن ما حصل في الطيونة وعين الرمانة، وما تلاها من اطلاق همروجة التهديد والوعيد والاتهامات، والتي بدأت لصق عمليات قنص المتظاهرين المسلحين “لقبع” القاضي العدلي طارق البيطار، بحزب القوات اللبنانية قبل أن يهدأ أزيز الرصاص، هذا الأمر وضع جمهور القوات في “المدينة” محازبين ومؤيدين في حالة استنفار سياسي استدعى منهم الشحن والتجييش الحزبي لحماية حزبهم، فكانت لهم عدة الشغل للإستحقاق المقبل. أما الجو الانتخابي حتى الساعة فتصرّ القوات على ترشيح النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي، وتتحدث مصادر زحلية عن أن النائب الكتائبي السابق ايلي ماروني يجري اتصالات مع القوات ليكون أحد مرشحيها عن المقعد الماروني.
فيما الشارع “البرتقالي” يسجل تراجعاً أمام موجة انتقادات واسعة في الوسط الشعبي، لتصرّف رئيس الجمهورية ميشال عون وعدم استخدام صلاحياته في كبح تهديدات واعتلاء وزير الثقافة محمد مرتضى خلال جلسة بعبدا الحكومية. هذه الأجواء فرضت حملة شرسة من قبل إعلام “حزب الله” على مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي مما نسف امكانية ترشحه عن أحد المقعدين الكاثوليكيين في لائحة “حزب الله” أو حتى تحالفه مع التيار الوطني الحر.
وأشارت مصادر مقربة من “حزب الله” إلى أن امكانية التحالف مع الوطني الحر أصبحت مستحيلة في الحالتين، ان في حالة الاتفاق على أن يكون المقعد الشيعي في دائرة زحلة للحزب، أو في حالة تبادله مع الحركة في دائرة البقاع الغربي، بعد حملات الانتقاد الشعبية لعضو كتلة الوفاء للمقاومة أنور جمعة انطلاقاً من بلدته علي النهري، حتى وصل به الأمر للإدعاء على الناشطين مما تسبب بتأفف شعبي عارم، لتعقد فاعليات اجتماعية وعائلية لقاءات واجتماعات محاولة قطع الطريق امام اي تسمية تكون من خارج الدائرة الشعبية.
وتقول مصادر متابعة لـ”نداء الوطن” أن هذه اللقاءات حصلت بعدما قال أحد قياديي “حزب الله” في المنطقة لفاعلية بقاعية، “كلما انتقدوا انور جمعة كلما أصرّت القيادة على ترشيحه مهما علت الأصوات”، هذا ما يدفع لتنافس شرس على المقعد الشيعي ويرفع عدد الأسماء المرشحة عليه انطلاقاً من حيثيات “ضيعوية” وعائلية لها، وذلك قفزاً فوق محاولات الثنائي استثماره في دماء ضحايا أحداث الطيونة وعين الرمانة في اللقاءات الانتخابية لشد العصب الطائفي، وكذلك رفضاَ للقرارات المسقطة على المواطنين من قبل قيادة “الثنائي الشيعي” حزب الله وحركة أمل وإن لم تصل الحالات الاعتراضية بعد الى مرحلة وازنة تحدث مفاجآت في النتائج، لكنها تطفو فوق سطح المستجدات للتعبير عن رفض التعليب والقرارات المنزلة من القيادة الحزبية من دون أدنى تواصل مع الشارع المعني بذلك. وفي السياق أعرب قيادي مقرب من الحركة أن قرار المقايضة لم يتخذ بعد، وفي حال اتخذ القرار مرشحنا هو القيادي هيثم جمعة.
ويتنافس عدد من المرشحين المستقلين على هذا المقعد مثل فراس أبو حمدان وعلي سويدان وعامر الصبوري، وتشير التقديرات الى أن بورصة الترشيحات قد ترتفع في الايام المقبلة.
وعلى خط الوطني الحر وقبل أن يحسم خيار مرشحه الحزبي، فقد التواصل مع القوى السياسية الأخرى في المدينة، ليجري مروحة اتصالات مع مجموعة من المستقلين بغية تشكيل لائحة من العائلات الا أنه اصطدم بأجوبة الرفض. فما زال يشهد صراعاً داخلياً بين محورين، الاول احتدام الخلاف على اسم المرشح عن المقعد الماروني، بين النائب سليم عون وبين القيادي ابراهيم الرامي، والثاني ما اذا كان التيار يتبنى سليم جريصاتي المرشح الحزبي له.
وفي المقلب الموازي ينتظر تيار المستقبل عودة الرئيس سعد الحريري لبدء اطلاق الحملة الانتخابية، ليعقد على الاتصالات مقتضيات التحالفات، فيما المحسوم حتى اللحظة أن التيار بصدد خوض المعركة بثلاثة مرشحين. المقعد السني يتنافس عليه حتى اللحظة عدد قليل من المرشحين بانتظار ما ستؤول اليه المشاورات في القرى والبلدات البقاعية، وترجح المعطيات الميدانية ان يصل عدد المرشحين الى ستة، والمقعد الثاني بالمرشح الماروني لتسجيل معركة بوجه الوطني الحر، بالاعتماد على مرشحين مستقلين أبرز هذه الأسماء يوسف ساسين، وسمير صادر.
أما بخصوص قوى 17 تشرين فلم تفض بعد الاتصالات والصولات المكوكية لصيغة تفاهم وتحالف في ما بينها، وقالت مصادر معارضة مواكبة للاتصالات أنه ليس صعباً أن تتوحد المعارضة في لائحة واحدة، ولكن من المبكر الحديث عن تفاهم، فيما الثابت أننا سنشهد هجمة واسعة من الترشيحات بهدف الوصول الى صيغة ائتلاف بوجه لوائح السلطة.