“برداً وسلاماً”، حلّت شرارة الطيونة على قصر اليونيسكو أمس بعدما طوّقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأرضية تبريدية للأجواء المحتدمة بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية” غداة إطلالة السيد حسن نصرالله التصعيدية ملوحاً بجيش من 100 ألف مقاتل يضع الإصبع على الزناد استعداداً لخوض غمار أي اقتتال داخلي محتمل… لتنحصر أصداء الردود “القواتية” على هذا الكلام ضمن نطاق سياسي ونيابي وإعلامي مضبوط السقف والإيقاع، بانتظار الرد المركزي المرتقب على هجوم نصرالله من رئيس “القوات” سمير جعجع خلال إطلالته غداً عبر شاشة الـ”أم تي في”.
أما في الجانب التشريعي من الجلسة العامة، فاستهل المجلس عقده الثاني بتعبيد الطريق القانوني أمام الاستحقاق الانتخابي المقبل، ليعيد التأكيد على احتساب “صناديق الاغتراب” في ميزان تكوين المجلس بكامل أعضائه الـ128 كما جرى في استحقاق الـ2018، وهو ما رأت فيه مصادر نيابية “إنصافاً” للصوت المغترب وأحقيته بأن يكون “كامل الدسم” في رسم موازين القوى النيابية في وطنه الأم، مقابل المحاولات الحثيثة التي قادها “التيار الوطني الحر” لتحجيم مفاعيل هذا الصوت والدفع باتجاه حصره بـ6 مقاعد وتشتيته بين 6 قارات موزعة على 6 طوائف. وسرعان ما انعكس إقرار تعديلات القانون الانتخابي سواءً في الشق المتصل باقتراع المغتربين أو بتحديد موعد الاستحقاق في 27 آذار، تراشقاً كلامياً بين رئيس “التيار” جبران باسيل ورئيس المجلس وصل إلى حد توعّد الأول بالطعن بالقانون ورفض الثاني أي “تهديد” من هذا القبيل.