جاء في المركزية:
يمضي لبنان، مدفوعا بمواقف اركان الحكم وقياداته السياسية والحزبية المتناحرة، متدحرجا نحو الارتطام الكبير بعدما بدأت مؤشرات السقوط الجهنمي الاخطر تتبدى في الانقسام الافقي والعمودي حول تحقيقات المرفأ التي تجاوزت بعدها القضائي الى استنفار سياسي واصطفاف طائفي ينذر تفاعله بشر مستطير لا يبقي من البلد شيئا ويجهز على كامل الهيكل المتداعي اصلا، فيما اللبنانيون في حالة هلع غير مسبوق من سيناريوهات مخيفة تلوح في الافق يمهد لها الحديث المتزايد عن احتمالات التصعيد الامني والقضائي والاقتصادي المفتوحة على كل شيء وذلك بعدما باتت التوقعات تتجاوز كل ما هو اسود الى ما هو اكثر سوادا حتى صار الانهيار واقعا في كل لحظة والجريمة الكبرى تكمن في دفع البلاد الى حافة المواجهة وكأن لبنان يساق على يد اهله الى خشبة الاعدام، الامر الذي يحتم على العقلاء البحث عن المخرج عبر الحوار لا السلاح.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي لطالما نادى بضرورة اللقاء، يسأل من يدعو الى الحوار ويقول يمكنني ان ادعو بنفسي لكن تتم مواجهتي بالعديد من الموانع، فليدع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى حوار وطني. حتى اثناء الحرب الاهلية كنا نتكلم مع بعضنا اليوم لا احد يتكلم مع الاخر .
زوار القصر الجمهوري لم يلمسوا توجها للدعوة الى طاولة حوار راهنا معتبرين الامر غير مطروح في ظل الانقسام السائد بين المكونات اللبنانية، وان التحضير لمثل هذا اللقاء الوطني يستوجب مشاورات واتصالات تمهيدية للوصول الى قناعة وطنية بضرورة تجنيب البلاد الماسي ومرارة ما قد يستجره السلاح من قتال وفوضى، لبنان في غنى عنها اليوم وهو يعاني ما يعاني من ازمات مالية ومعيشية خانقة. ويؤكدون أن الاهتمام يتركز على عودة الحكومة الى الاجتماع، ولا يكفي ابداء الاستعداد للعودة الى طاولة مجلس الوزاء. والسؤال من يضمن عدم اثارة المواضع الخلافية ذاتها وهذه هي النقطة المحورية التي تتركز الاتصالات حولها ويعمل على ايجاد حل لها.