جاء في المركزية:
في ظل تسارع الأحداث الامنية والاجتماعية والمعيشية، تبدو الحاجة ملحة الى رصّ الصفوف وتوحيد الموقف بغية الوصول الى ميناء الامان وإنقاذ لبنان من أزمات يتخبط بها، بكافة جوانبها السياسية والاقتصادية، وذلك من خلال تأسيس جبهة سيادية في مواجهة مشروع انهيار الدولة بعدما “صادرها” محور ايران لمصالحه، على غرار “14 آذار” الذي ساهم بإخراج الجيش السوري من لبنان. فهل يجتمع السياديون تحت مظلة واحدة أقله من أجل إحداث تغيير في الانتخابات النيابية المقبلة ووضع لبنان على خط التعافي ليعود الى حضنه العربي والدولي؟
النائب السابق فارس سعيد قال لـ”المركزية: “هناك حديث كثير وحراك كبير في هذا الاتجاه، لكن الامور لم تتبلور بعد، لأن كل التحركات تحصل على قاعدة ردة الفعل، في حين ان “14 آذار” لم تقم على ردة فعل انما عن سابق تصور وتصميم، قوامها فكرة اساسية “إخراج الجيش السوري من لبنان”. فهل كل المعترضين اليوم على امر الواقع في البلاد، سيطالبون برفع الاحتلال الايراني عن لبنان؟ هناك من يعارض الفساد وسوء الادارة ولا يتكلم عن سلاح حزب الله، وهناك من يتكلم عن الفساد ويربط جزءا منه بحزب الله ويتكلم عن وصاية ايرانية، وهناك من يتكلم عن احتلال ايراني بغض النظر عن سوء الادارة والتدبير، وبالتالي يوجد خط واحد من اجل ان يجتمع الجميع حوله او قراءة واحدة للأزمة التي نعيش. انا من الذين يربطون الازمة بوضع يد ايران على لبنان وبسلاح حزب الله وغيري يربط الازمة بالادارة، فكيف سنجمع الجميع حول هكذا اختلاف في وجهات النظر؟ وبالتالي الامور لم تنضج بهذا الاتجاه”.
اذا لم تتوحد الجهود، هل من الممكن إجراء تغيير في الانتخابات؟ أجاب: “عندما نتحدث عن رفع الاحتلال الايراني عن لبنان، فإننا نضع آلية لرفع هذا الاحتلال، وهنا اتحدث باسمي وباسم “لقاء سيدة الجبل”. ونحن نطالب به من خلال جمع كل اللبنانيين حول هذا الشعار والعنوان، والآلية لتحقيق هذا الهدف تكمن في تنفيذ قرارات الشرعية اللبنانية والعربية والدولية، اي الدستور ووثيقة الوفاق الوطني المنبثقة منه وقرارات الشرعية العربية وقرارات الشرعية الدولية. لا اعرف اذا كان هذا الامر يتناسب مع كل المعترضين، فهناك من لا يعتبر ان وثيقة الوفاق الوطني ضرورية لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان او على الاقل لا يعتبر ان لبنان جزء من هذا النظام العربي وبحاجة الى ان يتمسك بهذه الوثيقة وبعلاقة لبنان بالعالم العربي، وبالتالي، فإن الامور لم تنضج بعد في هذا الاتجاه”.
هل سنتمكن من احداث تغيير في الانتخابات، وما هو المطلوب للتغيير؟ قال: “لا ارى ان هناك امكانية للتغيير، لأن الانتخابات التي تحصل في ظروف مالية واجتماعية واقتصادية متردية وغير طبيعية ستنبثق منها نتائج غير طبيعية اذا حصلت. المطلوب مقاومة هذا الاحتلال وانما برصانة ومن خلال وضع آلية وخارطة طريق. فهل اذا اجتمع 4 مسيحيين او 4 جمعيات مسيحية او 5 احزاب مسيحية وحدها من دون مسلمي لبنان، تكون قادرة على رفع الاحتلال الايراني عن لبنان؟ هل هذا العنوان الذي رفعناه، سنتمكن من رفعه من دون اي دعم اقليمي ودولي؟ هل من كان يقف بوجهنا في عين الرمانة، كان الحي الثاني ام تنظيم سياسي يبدأ باليمن وينتهي في الضاحية الجنوبية؟ وبالتالي الموضوع ليس تلفيقيا او ان شخصا يريد وآخر لا يريد وحسن نوايا وسوء نوايا، إنما نحن نتحدث عن موضوع سياسي شائك له علاقة بقرار سياسي هائل اسمه الوقوف في وجه النفوذ الايراني في لبنان.
هل هذا القرار ينضج على مستوى لبنان واللبنانيين والمسيحيين وحدهم؟ يتم طرح الموضوع وكأن هناك فريقا مقصرا والآخر لا يقوم بجبهة معارضة، او حسن نوايا مقابل سوء نوايا. الموضوع مختلف، لأن من يقف بوجهنا هو الاحتلال الايراني من خلال سلاح حزب الله وبمعنى آخر ايران، واذا لم يكن هناك، مقابل هذا النفوذ، نفوذ عربي ودولي لمواجهته، تصبح المعارضة المحلية معارضة تذكيرية ولن تؤدي الى نتائج مرجوة. اضافة الى ذلك، لا يحصل اي انجاز وطني كبير اذا لم ينضم اليه المسلمون والمسيحيون معا. فلو لم يقتل رفيق الحريري في 14 شباط 2005 وجاء المسلمون يطالبون بخروج السوري، أكان خرج؟ اذا كان لدى احد اي شك فليقل لنا”.
وختم سعيد: “نحن بحاجة الى تضامن كبير وتواضع وليس الى “تفقيس” لقاءات وجمعيات ومنصات معارضة على الواتساب معتبرين اننا بذلك نقوم بعمل صحيح، لأن العمل الصحيح يبدأ مما حصل في عين الرمانة، وان يقال اننا لن نخرج من اتفاق الطائف من اجل تطمين الشركاء المسلمين في لبنان، وان نقول للعرب إننا لن نخرج عن قرارات الشرعية العربية ونذهب الى محور ايراني او الى تحالف الاقليات الذي يدعونا اليه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بل سنقول للعالم إننا سنطبق القرارات 1559 و1680 و1701، وهكذا نبني معارضة”.