جاء في “المركزية”:
الى ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والكيان العبري، حضرت أزمة الكهرباء الكأداء وسبل حلّها، في نقاشات كبير مستشاري وزارة الخارجية الأميركية لأمن الطاقة أموس هوكشتاين، مع المسؤولين اللبنانيين. وبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، فإن الموقف الذي نقله المبعوث الاميركي كان متساهلا وحازما في آن:
الرجل ابلغ مَن يعنيهم الامر ان الولايات المتحدة ستغضّ النظر عن اي “اتصال تقني” بين بيروت ودمشق، قد تحتّمه عملية جرّ الغاز المصري الى لبنان عبر سوريا والاردن. وقد اكد بيان صادر عن مكتب وزير الطاقة والمياه وليد فياض أن “البحث مع هوشكتاين تناول الحلول لقطاع الطاقة، وخصوصا المبادرة المتعلقة باستجرار الغاز من مصر واستبداله في سوريا عبر تقنية سواب واستجرار الكهرباء من الأُردن عبر سوريا. وكانت جولة أُفق إيجابية على كل المواضيع المتعلقة بموضوع الطاقة وإيجاد الحلول لإنجاز الإتفاق في أسرع وقت ممكن، وإمكانية تسريع تأمين التمويل اللازم لإبرام هذا الاتفاق”. وشكر فياض لـ”هوكشتاين وشيا الجهود التي يتم بذلها مع البنك الدولي، خصوصا أن الولايات المتحدة الأميركية هي من أكبر المساهمين في هذه المؤسسة، مما يعبد الطريق أمام تقدم الإتفاقية لإنجاز تمويل هذا المشروع”، مضيفا “أطلع هوكشتاين فياض على خبر جديد جيد بأن الإدارة الأميركية قد أصدرت رسالة تطمين تؤمن حماية المشروع والأفرقاء المشاركين فيه من تداعيات عقوبات قانون قيصر”.
لكن في مقابل هذه المرونة، تتابع المصادر، شدد الضيف الاميركي، وبحزم، على ضرورة تصدّي الدولة اللبنانية للضغط الذي يمارسه حلفاء ايران في لبنان، لفرض تعاون في مجال الطاقة، بين لبنان الرسمي وطهران، على شكل شراء محروقات ايرانية او بناء معامل كهرباء ايرانية، كان تحدّث عنها وزير خارجية الجمهورية الاسلامية حسين امير عبداللهيان منذ ايام من لبنان.
من جانبه، رئيس مجلس النواب نبيه بري أثار خلال لقائه هوكشتاين “أهمية إستثناء لبنان من ضوابط قانون قيصر في موضوعي إستجرار الغاز المصري والكهرباء من الاردن”. ووفق مكتب الاعلام في الرئاسة الثانية، “عكس الموفد الاميركي للرئيس بري اجواء تفاؤلية بالتقدم إيجابا حول هذه العناوين “.
غير ان ما لم يُذكر في البيان، تضيف المصادر، هو الاصرار الاميركي على ان واشنطن لن تقدم على مساعدة دولة تترك ساحتها واقتصادها مشرّعَين امام “اعداء” الولايات المتحدة وخصومها الذين تفرض عليهم عقوبات قاسية. الدبلوماسي توقّف مطوّلا عند هذه النقطة، وقال لمضيفيه: إما أنتم معنا او انتم ضدّنا، أقلّه في مسألة “الطاقة”. واضاف “الخيار الذي نقترح ونسهّل، يفترض ان يساهم في حلّ “جيد” لازمة الكهرباء، أقلّه في المرحلة الراهنة، ويفترض بالتالي ان يتزامن مع وقف لكل ممارسات الدولة او بالاحرى “الخارجين عنها”، للحرتقة “الشعبية” والسياسية، عبر جرّ صهريج مازوت ايراني من هنا وبنزين من هناك، والا فإن ليونة واشنطن ستتبدّل”.
فهل فهم اهل المنظومة الرسالة وسيباشرون في خطوات عملية تتماشى معها؟