أكـــد النائــب المستقيل نعمة افرام أن «أيام الاقتتال الطائفي والمذهبي في لبنان ولت، وسيسقط الهيكل على كامل المنظومة السياسية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم»، معتبرا أن «ما شهدناه في الطيونة وقبلها وبعدها، يثبت أن المنظومة لا تزال تلعب وفق القواعد القديمة نفسها، رغم أن أيامها ولت، وبالتالي لا مخرج إلا بتغيير المنظومة السياسية القائمة بالسبل الديموقراطية، وعلى وجه الخصوص، عبر الانتخابات النيابية المقبلة».
وقال افرام في تصريح لـ «الأنباء»: «أخشى ألا نصل إلى الانتخابات من دون الدخول في الفوضى، لكننا سنتمسك بإجرائها، ونحن نعمل على أساس أن الانتخابات حاصلة بالتأكيد في موعدها. وقوى التغيير تستعد، وهي حاضرة وسنفاجئ الجميع بالتسونامي الآتي. أقول ذلك، لأن الانتخابات ستحمل إجابة واضحة منبثقة حتما من وجع الناس ومنطلقة من شرارة انتفاضة «17 تشرين»، وانفجار المرفأ وشهداء المرفأ، وأهلا وسهلا بالتحدي الصحيح الشريف الحضاري الذي يليق بلبنان المعاصر المتطور».
وحول أحداث الطيونة قال: «إن أي منطقة لبنانية، تتعرض لنوع من أنواع انتهاك الممتلكات أو الكرامات، نعتبره اعتداء على كل لبنان ولبناني، بالصميم والوجود، وهذا أمر مرفوض. وإذا استرجعنا ركائز نشوء لبنان ندرك أن ما حصل في عين الرمانة، يشكل اعتداء يستهدف صميم جوهر وجودنا وقيمنا ومفاهيمنا ومؤسساتنا».
وعما اذا كانت رسالة موجهة إلى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل قال افرام: «إن ردود الفعل التي تخير المسيحيين بين عين الرمانة أو مار مخايل (تفاهم مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله)، تناست أن اللبنانيين ومن بينهم المسيحيون بالطبع، اختاروا ومنذ زمن طويل مشروع الدولة دون غيرها من المشاريع، تماما كما نحن في «مشروع وطن الانسان»، اخترنا العيش المشترك المنتج ودولة المؤسسات اللبنانية الحديثة، والوطن المحايد في سبيل الإنسان اللبناني الكل، وبالتالي، المسيحيون لم يختاروا العيش في بلد مسيحي منذ العام 1920، وإنما في وطن لجميع اللبنانيين».
وشدد افرام على رفضه لغة التهديد والتأديب «بمعنى إما أن نمشي بالصف واما أن نرحل عن لبنان»، مؤكدا «أن هناك الكثير من اللبنانيين من الذين حسموا خيارهم بعدم الاصطفاف وبعدم الرحيل، يضعون نصب أعينهم مشروع إعادة بناء وطن يليق باللبنانيين وبإنسان لبنان. نحن نرفض لغة التخاطب العنيف التي تذكرنا بالحرب الأهلية، وهذا لسان حال الأكثرية الساحقة والأصح الأكثرية المسحوقة التي تعاني من انهيار اقتصادي مؤلم، يضاف إليه لهيب أسعار المحروقات وتدني قيمة الرواتب ومعاناة المواطنين في المستشفيات، وفوقها كلها التطورات الأخيرة، ما أفقد الأمل. هذا كله يشكل كلمة «اللا» الواضحة والموحدة، و«النعم» لأولوية الإنسان اللبناني في مستوى حياته وتطوير بلده، في حل يقوم على تحويل الغضب إلى مشروع يأخذنا إلى لبنان جديد وأفضل».
واختتم افرام ردا على سؤال وكأنه امتعاض من تقصد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله تعداد قواته المقاتلة بـ 100 ألف، وقال: «أوجه التحية، لا بل مئة ألف تحية إلى الجيش اللبناني والقضاء اللبناني. الجيش هو الرمز الذي يحمي لبنان ويحافظ على حقوق كل المواطنين ويدافع عن كل المؤسسات، وممنوع أن يوجه إليه اللوم. أما القضاء، فواجبنا دعمه وتقويته وتطويره وتحقيق استقلاليته المطلقة، ما سيشكل أحد أهم ركائز دولة لبنان الموحدة الواحدة في وطن يقدس حضارة الحياة».