كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
ينهمك النائب السابق خالد الضاهر في هذه الأيام باستقبال الوفود من عكار والمناطق في دارته في بلدة ببنين، المتضامنة معه بعد الأحداث الأخيرة واعتقال الجيش اللبناني شقيقيه وابن شقيقه.
فبعد مداهمة الجيش منزله ومصادرة سلاح قيل في بيان الجيش أنه جاء على خلفية إشكال وادي الجاموس بين عائلتي السيد وطرطوسي، تحوّل منزل الضاهر في ببنين قبلة ومحجّة للكثيرين. البعض يقول ربّ ضارة نافعة. فالجيش قدّم للضاهر خدمة العمر على أبواب انتخابات نيابية، وأعاد لهذه الدارة مجدها السياسي، حيث ان أسهم النائب السابق الذي شغل المنصب 4 دورات في السابق، وانسحب في انتخابات 2018 مؤيداً لائحة “المستقبل”، هي اليوم في أوجها، والضاهر هو الشخصية السنّية الأوفر حظًا اليوم للإنتخابات.
لكنّ الضاهر لا يرى الأمر كذلك، ويعتبر أن شعبيته موجودة في الأصل وتزداد؛ وإذا كان قد ترك الساحة النيابية في الدورة الماضية لاعتبارات معينة، لكنه لم يترك أهله وناسه.
يؤكد الضاهر أنه “لم ولن يحاول استثمار ما حصل في السياسة، فما حصل كان مؤامرة استثارت ضمير الناس من عموم اللبنانيين وليس فقط من أبناء الطائفة السنية، وكان يراد منها تحويل الأنظار عن أحداث الطيونة لوضع المشكل في مكان آخر وفي بيئة أخرى”. ويقول الضاهر إنه تناهى إليه “من أكثر من مصدر قبل أيام من مداهمة بيتي بأن هناك تحضيراً لاستهداف شخصية مهمة من عكار بهدف توتير الأجواء الأمنية في البلاد، وهناك نواب اعتبروا أنهم هم المستهدفون، وأنا في الحقيقة أكثر المستهدفين وإذا وُجد في بيتي بعض الأسلحة فهي للحماية الشخصية، بينما يظهر السلاح الثقيل على العلن في البلاد ويطلق النار ويفتعل الفتن في الطيونة وغيرها، ويخرّب علاقات لبنان مع العرب والأصدقاء، ولا تحصل مداهمات أو توقيفات. اتّخذوا من أحداث وادي الجاموس ذريعة، لكن المؤامرة على خالد الضاهر كانت موجودة ومُعدّة… ما حصل معي هو استهداف، ليس لي فقط إنما لببنين وعكار وأهل السنة. ثمة من ورّط الجيش أو أراد توريطه بمجزرة لاستثمار أحداثها بالسياسة، والحمد لله أن إخوتي تصرّفوا بحكمة درءاً للفتنة. أشك أن يكون قائد الجيش على علم بذلك وأتمنى أيضاً. لذلك كما شكرت تدخل الجيش لمنع الفتنة في عين الرمانة لا أستطيع أن أشكر الجيش على دخوله منزلي بهذه الطريقة. أريد تحقيقاً شفافاً لما حصل وتبريراً واضحاً من قيادة الجيش حتى لا نفقد الثقة، سيما وأنني أدعم الجيش وأؤيد دوره الوطني ليبسط سلطته على كامل الأراضي اللبنانية وأدعم المؤسسات الشرعية، وأرفض سلطة الميليشيات والدويلة، فهل بالطريقة هذه أعامل؟”.
ويؤكد الضاهر أنه سعى منذ اللحظة الأولى لحصول إشكال وادي الجاموس إلى تغليب الحكمة ومنطق الصلح بين العائلتين. ويقول: “يشهد الله أنني بما خص أحداث وادي الجاموس لم اكن إلا ساعياً للصلح ولن أكون إلا كذلك. أنا لا أحمل دماً ولا أغطّي مطلوبين، وإذا كان عندي مرافق من آل السيد فهذا لا يبرر مداهمة بيتي سيما وأنني على علاقات طيبة مع العائلتين، ولا أسعى بين أهلي إلا بالصلح والخير. للمرة الاولى يداهم الجيش منزل نائب سابق بهذه الطريقة ولم يتّبعوا معنا الأصول أبداً”.
ويضيف الضاهر: “لن نرضى بعد اليوم أن يبقى أهل السنّة ومناطقهم مكسر عصا، لن نقبل أن تستغل أي مؤسسة وطنية لضرب أي فريق أو مكوّن في البلاد فهذا لا يخدم الإستقرار. ما حصل معنا استفزّ ضمير كل الأحرار في لبنان وليس فقط أهل السنة”.
ويختم “لم نشاهد اعتقالات في أحداث عين الرمانة. إذا لم تعالج الأمور بحكمة فهناك خشية من عودة عشرات أحمد الخطيب قائد جيش لبنان العربي”.