كتبت أنديرا مطر في “القبس”:
الأيام الصعبة التي يمر بها لبنان، بحسب توصيف البطريرك الماروني بشارة الراعي، تخطت الواقع السياسي والاقتصادي والمعيشي لتلامس السلم والاستقرار الأهليين.
وفي ظل تحذيرات من انفجار اجتماعي وشيك، اكتملت مقومات التوتير والتصعيد السياسي، وقد سلكت الأمور منحى خطيرا مع استدعاء رئيس حزب القوات اللبنانية دون سواه من الافرقاء المتورطين في أحداث الطيونة إلى القضاء، ما احدث موجة غضب عارمة في الشارع المسيحي استدعت تحركا عاجلا من البطريركية المارونية التي ترفض منطق الاستضعاف وتركيب الملفات، فتحركت لمنع ارجاع عقارب الساعة الى الوراء واستحضار زمن الانقسام الطائفي.
وفي ظل اشتداد المواجهة، شعبيا وقضائيا، يرتسم سيناريوهان لما بعد استدعاء جعجع: عدم استجابة الأخير للادلاء بشهادته أمام مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وهو قرار بات محسوماً بحسب مصادر قواتية، وبالتالي ذهاب الملف باتجاهات سياسية، فإما ينتهي الأمر بإبقاء ورقة الاستدعاء في الحفظ او يتحول الى مذكرة جلب.
وتداركا لتداعيات خطيرة قد تنجم عن هذا الاستدعاء، تحرك البطريرك الماروني بشارة الراعي، فجال على الرؤساء الثلاثة، حاملا ملف جعجع رافضا الاستنسابية واستفراد اي طرف في ملف الطيونة. فيما تقدم وكلاء رئيس حزب القوات بمذكرة إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فادي عقيقي يبينون فيها أن تبليغ جعجع غير قانوني.