Site icon IMLebanon

هل من قمة سياسية مسيحية أو روحية في الافق؟

جاء في “المركزية”:

يمضي لبنان متخبطا في أزماته السياسية والمالية والمعيشية من دون أن ينجح حتى اليوم في وقف التدهور أو الحد منه على الاقل، رغم الآمال التي علّقها اللبنانيون على تشكيل الحكومة وقدرتها على تلمس طريق النجاة، أذ سرعان ما تبين ان معالجات المواضيع الشائكة تستوجب اولا تضامنا وطنيا غير متوافر، وثانيا تعاونا بين أهل الحكم والسلطة غير موجود بدوره، بل تحول خلافا انسحب على كل مفاصل البلاد ومؤسساتها، وزاده التحقيق في انفجار المرفأ واحداث الخميس الاسود بين عين الرمانة والشياح حدة واستعارا ما ادى الى تعطل عمل الحكومة وحال دون انعقاد مجلس الوزراء الى اجل غير مسمى.

هذه المشهدية السوداوية دفعت بالمرجعيات الروحية الى التحرك، فزار البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرؤساء الثلاثة بحثا عن مخرج يعيد للحكومة اجتماعها وللبلاد نشاطها المعتاد “المكربج” أصلا بفعل الخلافات المستشرية بين المرجعيات والسلطات، لكن ما امكن تحقيقه في النهار تم نسفه في الليل على يد قوى مسيحية ويا للاسف، الامر الذي حدا ببكركي الى التفكير في جمع رؤساء الاحزاب المسيحية (التيار والقوات والكتائب والمردة) على ما نقل النائب فريد هيكل الخازن وذلك كمقدمة لعقد قمة اسلامية مسيحية علها تسهم في ازالة الاحتقان المتنامي بين الطوائف من جهة وعودة الامور في البلاد الى انتظامها العام من جهة أخرى.

مصادر قريبة من الصرح البطريركي أفادت “المركزية “أن حماسة البطريرك الراعي لسلوك هذا المسار المشفوع بالحاح من النائب الخازن سرعان ما تراجع ليلا اثر خلو الراعي بنفسه وبمعاونيه، واستعراضه شريط التطورات على الساحتين الوطنية والمسيحية فتبين له أن ما يباعد بين القوى السياسية والحزبية هو أستراتيجي وعامودي، وحله تاليا غير مقتصر على الحدود اللبنانية أنما يتعداها الى ابعاد إقليمية ودولية تتصل بما يرتسم من حلول للمنطقة ودولها. لذا فإن اللقاءات على مستوى الطوائف وقادتها السياسيين والروحيين هي مجرد مسكنات لم تعد تنفع مع الجسم اللبناني العليل الذي بلغ مرحلة الموت السريري والنزاع.