جاء في نداء الوطن:
أتت الأنباء المرافقة لزيارة قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني إلى بيروت لتبعد المركب اللبناني أكثر فأكثر عن ضفته العربية، بحيث كشفت مصادر مطلعة على أجواء هذه الزيارة أنّ قاآني حرص عند وصوله إلى لبنان مطلع الأسبوع عبر مطار رفيق الحريري الدولي على عدم إحاطة الزيارة بالسرية التامة كما درجت العادة إبان زيارات سلفه قاسم سليماني، إنما تعمّد تسريب الخبر في رسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأنّ طهران لم تعد بحاجة إلى إخفاء سطوتها على الساحة اللبنانية.
ونقلت المصادر معلومات متواترة عن مقربين من محور الممانعة، تفيد بأنّ قائد الحرس الثوري حمل معه رسالة تدعو إلى وجوب “رص الصفوف” على مختلف الجبهات الإيرانية في المنطقة تحت وطأة التطورات الإقليمية المفتوحة على كافة الاحتمالات “بانتظار ما سينتج عن المساعي الجارية لإعادة إحياء المفاوضات النووية، والحوار الجاري مع السعودية والذي يعتبر الملف اليمني نقطته المركزية”، مع التركيز في الوقت عينه على ضرورة إيلاء الملف السوري أهمية جوهرية راهناً “مع قرب الحسم العسكري في إدلب بتفاهم روسي – تركي – إيراني، وما سيتبع ذلك من خطوات وإجراءات عملانية مطلوبة لإعادة تموضع مقاتلي “حزب الله” وسائر الفصائل المسلحة الموالية لإيران في سوريا تماشياً مع المستجدات الميدانية والسياسية”.
أما على مستوى الداخل اللبناني، فتشير المصادر إلى أنّ رسالة قاآني ركزت على أهمية “تحصين حزب الله جبهته الداخلية بانتظار اتضاح صورة المعادلات الجديدة الآخذة بالارتسام في سوريا والمنطقة، مع التشديد على وجوب الحرص على عدم إتاحة الفرصة أمام إسرائيل لافتعال مواجهات عسكرية في هذه المرحلة من شأنها أن تعكّر صفو هذه المعادلات التي تعمل طهران على بلورة صيغها في أكثر من ملف وأكثر من اتجاه”.