جاء في المركزية:
شنّت إسرائيل غارات على منطقة شمال غرب دمشق السبت الماضي، وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن القصف الإسرائيلي، الذي تم بصواريخ أرض – أرض من الأراضي، استهدف مواقع في ريف دمشق وأسفر عن مقتل 5 عناصر من “حزب الله” اللبناني وفصائل مسلحة موالية لإيران”.
وأضاف: “استهدفت الضربة شحنة للسلاح والذخيرة تابعة للحزب والإيرانيين، كانت متوجهة إلى لبنان في منطقة الديماس وقدسيا شمال غرب دمشق، ما أدى إلى تدميرها”، مشيرا إلى أن “عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة”.
واللافت أن القصف يتزامن مع نشوب الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والدول الخليجية التي أكّدت أن “حزب الله” وممارساته هما سبب الإجراءات المتخذة بحق بيروت، كذلك تأتي الضربة عقب اللقاءات الروسية – الإسرائيلية وسط المشهد الشامل للتسويات في المنطقة. فهل من ترابط بين التطورات هذه، يسمح بإدراج العملية الإسرائيلية في سوريا ضمن سيناريو الإمساك بالحزب وحشره إلى أقصى الحدود؟
العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر رأى عبر “المركزية” أن “وفق ما ذكرته Times of Israel كانت الغارة على موقع إيراني وفيه “حزب الله”، وأنه وقع أربعة قتلى للحزب على الأقل، كذلك لا تفرّق إسرائيل بين الحرس الثوري وكلّ الميليشيات التابعة لإيران في سوريا مهما كانت هوياتها بما فيها الحزب، بالتالي عندما تستهدف أيا من المواقع تقول إنه إيراني”، معتبراً أن “حزب الله” في حالة حرب مع إسرائيل لكن في الأراضي السورية وليس من الأراضي اللبنانية، حيث يبدو أنه ولأسباب عائدة له وللقرار 1701 منذ العام 2006، ما زال يلتزم بهذه الموافقة من دون أن يمنع ذلك إطلاقاً أن يكون في حالة حرب مع إسرائيل في سوريا كما هي حال سائر الفصائل التابعة لإيران”.
واستبعد أن “يكون من علاقة مباشرة ما بين الأحداث في لبنان والغارات الإسرائيلية على كل ما يمت لإيران بصلة في الأراضي السورية، لأن الهجوم الإسرائيلي متواصل منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات وأصبح عدد الضربات بالمئات، إذ فقط في 2020 شنّت إسرائيل ما لا يقلّ عن خمسين عملية ضدّ المواقع الإيرانية، حسب حديث لمصادر إسرائيلية”.
وتابع عبد القادر:”في سوريا، تهاجم تل أبيب قوافل نقل أسلحة وبعض المواقع التي تعتبر أنه يمكنها تهديد أمن مواقعها في الجولان، وتضغط أيضاً على إيران وحلفائها لإبعادهم 85 كلم على الأقل عن الحدود”.
أما في ما خصّ اللقاءات الروسية – الإسرائيلية، فقال: “يؤدي الروسي دوراً مزدوجاً، من جهة هو حليف موضعي مع إيران في مساعدة النظام السوري، لكنه في الوقت نفسه متآمر على هذا الوجود باتفاقات معروفة إلا أن فحواها سري بينه وبين المسؤولين الإسرائيلين. في المحصّلة، الروسي لا يعتبر الإيراني حليفاً، لكن هناك ترتيبات بين الطرفين تخدم مصلحته موضعياً، ليس على الصعيد الاستراتيجي والنظرة البعيدة للنفوذ في سوريا”.