كشفت صحيفة “عكاظ” السعودية أنّها حصلت من مصادرها الخاصة على تصريحات لوزير الخارجية عبدالله بوحبيب أدلى بها لمجموعة من الصحافيين على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع السعودية.
وزعمت الصحيفة أنّ بوحبيب “حاول التراجع عن هذه التصريحات مطالباً الصحافيين بإخفائها وعدم نشرها، بعد أن نصحه مستشاروه بالتراجع الفوري عنها لئلا يثير المزيد من الغضب في الشارع اللبناني”.
واشارت الى انّ مكتب وزير الخارجية سعى لمنع انتشار التصريحات، وحاول استجداء الصحافيين الحاضرين في الجلسة لعدم نشرها.
وذكرت الصحيفة أنّ التسجيلات أظهرت أنّ بوحبيب بدا منفعلاً من القرار الخليجي، وحاول اختزال الأزمة في تصريحات القرداحي التي يراها اختلافاً، حين عاد إلى تصريحات سلفه الوزير السابق شربل وهبة مبرراً بقوله “حتى عندما أقلنا وهبة لم تقدّر السعودية”.
وأضاف “إذا كنا لا نستطيع أن نختلف ما بدي هيك أخوة، اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من المملكة؟ لا شيء.. سيطلبون أموراً أكثر”.
وأوضحت أنّ “حديث وزير الخارجية بدا أكثر سذاجة وهو يبرر تهريب المخدرات وتصديرها عبر بلاده إلى المملكة أن سوقها للمخدرات هو الدافع الرئيسي خلف التهريب، لا تجار المخدرات في بيروت وضواحيها”.
لفتت “عكاظ” إلى أنّ بوحبيب خفّف من أهمية الدعم المالي الخليجي، معتبراً أنّ “المساعدات المهمة كانت تأتي من الاتحاد الأوروبي، أما مساعدات السعودية فهي ليست للدولة، بل أعطيت في الانتخابات وأعطيت مساعدات لهيئة الإغاثة بعد 2006 التي لا نعرف أين صرفت، لكن الدولة لم تأخذ منها شيئا”.
كما أشار بوحبيب إلى أنه “حتى لو أقال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة قرداحي، فسيدخلان في أزمة داخلية مع سليمان فرنجية، دائماً بحسب “عكاظ”.
وكشفت الصحيفة انّ “وزير الخارجية انتقد سفير المملكة في لبنان وليد بخاري لأنه لم يهاتفه عند اندلاع الأزمة الأخيرة، واتصل السفير بخاري بمستشار رئيس الجمهورية، متسائلا بحرقة “لماذا لا يتكلم معي؟!”.
وتابعت أنّ بوحبيب “ألمح ضمنياً إلى ابتلاء بلاده بمرض حذرت منه السعودية مرارا وتكرارا “تنظيم حزب الله”، إذ قال: “المشكلة مع السعودية إذا أخوك مريض – في إشارة إلى أن لبنان مريض بحزب الله – لا يمكنك أن تقول لي كلمني عندما تُشفى. أنا لا أستطيع أن أُشفى ولا أستطيع علاج المرض”.
الى ذلك، أكدت الصحيفة انّ “بوحبيب لم يتردد في التأكيد على أن “حزب الله” مشكلة في لبنان وللبنان، قائلاً “الأميركان كانوا يضغطون بشدة خلال عهد ترمب وبوجود وزير الخارجية بومبيو، ويطلبون منا التخلص من حزب الله. إنما كيف يمكن التخلص؟ وقلت لهم مرة: ابعثوا 100 ألف مارينز وخلصونا”.
كما لفتت الى أنّ “وزير الخارجية استجدى من الجانب السعودي الحوار”، مؤكدا أن “رئيس الحكومة يتمنى اتصالا من الرياض ليطير بسرعة، مهما كان جدوله، إلى عاصمة القرار العربي”.
وفي هذا السياق، أصدر وزير الخارجية بيانًا في وقت لاحق أوضح فيه “أن هدف هذه المقابلة كان السعي لفتح باب الحوار وإزالة الشوائب بغية اصلاح العلاقة مع المملكة العربية السعودية واعادتها الى طبيعتها، وهو الهدف الذي أعمل جاهدا لاجله”.