كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
بدا واضحا ان قلب السعودية – ومن خلفها عدد من دول الخليج- ملآن من لبنان، فتصريح وزير الاعلام جورج قرداحي عن اليمن والحوثيين و”الحرب العبثية”، لا يشكل موقفا جديدا، وان كان قرداحي عبّر عنه علنا، فلو سئل اي مسؤول او وزير ينتمي الى حزب الله او حليف له لكان ادلى بنفس الموقف، ورأي هذا الفريق معروف لدى القاصي والداني، أكان قيل في مقابلة او لم يقل! وبالتالي فان الاجراءات لا بل العقوبات المتخذة بحق لبنان لا تصيب فريقا، بل كافة ابناء البلد بغض النظر عن انتماءاتهم.
ويقول عضو تكتل لبنان القوي النائب اسعد درغام: لا احد يصدق ان قصة تصريح لوزير قبل ان يتم تعيينه، ادت الى هذه القطيعة والازمة الديبلوماسية والاجراءات العقابية. ويشير عبر وكالة “أخبار اليوم” الى ان المشكلة اكبر من ذلك ومرتبطة بوضع حزب الله، وبالتالي الضغط الممارس على الحكومة سببه الرئيسي هو موقف دول الخليج من حزب الله، وذات صلة بالتطورات من اليمن الى سوريا، مكررا: “القضية تتخطى تصريح لهذا او ذاك”.
وردا على سؤال، يعتبر درغام، ان العلاقة السعودية- اللبنانية لم تكن يوما بين دولتين، بل بين المملكة وشخصيات، منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اختصر هذه العلاقة، ثم على ايام الرئيس سعد الحريري.
وما هي الرسالة من كل هذه التطورات المتسارعة، يجيب درغام: مفاد هذه الازمة ان على لبنان اتخاذ موقف من حزب الله، سائلا: هل تستطيع الحكومة اتخاذ مثل هذه المواقف؟ ويتابع: الدولة اللبنانية غير قادرة على القيام باي خطوة تجاه او ضد حزب الله بالطريقة التي تطلبها السعودية، اذ ان اي خطوة من هذا النوع تفتح ابواب جهنم على البلد. وفي الوقت عينه اجراءات الرياض ودول الخليج تؤثر كثيرا على لبنان، خصوصا وان هذه الدول تعلم جيدا ان الدولة اللبنانية عاجزة عن المواجهة على هذا المستوى، اضف الى ذلك ان القضية مشعبة على صعيد الاقليم. ويشدد على ان المطلوب العقلنة في الضغوط.
واين هو التيار الوطني الحرّ من هذه الازمة، يؤكد درغام انه في مسألة السيادة اللبنانية لا يمكن للتيار الوطني الحر ان يحيد نفسه، مشددا على انه لا يجوز المسّ بالسيادة، قائلا: اذا لم يعجب الولايات المتحدة تصريح لرئيس دولة او مسؤول فيها، فهل تعلق العلاقات معها الى حين ازاحة صاحب الموقف. بمعنى ان ما تقوم به دول الخليج، ليس اسلوبا للتعاطي بين الدول ، وليس هكذا تكون العلاقات بين الدول الشقيقة.
ويضيف درغام: من الواضح ان المسألة اكبر من ذلك، وفي الوقت عينه لبنان عاجز عن تحمل الضغوط السعودية والخليجية، خاصة في المجال الاقتصادي وسوق العمل في الدول العربية. ويلفت الى اننا نعول على الوساطات التي تقوم بها بعض الدول وفي مقدما قطر وربما مصر قد تدخل على الخط.
ويخلص الى السؤال: هل باريس وواشنطن تجاريان السعودية في هذا الموقف، وبالتالي يرفع الغطاء الدولي عن الحكومة، فتسقط او تطالب بالاستقالة، مع سقوط مبرر وجودها، ام اننا اليوم بحاجة لدعم دولي كون هذه الحكومة تشكل حاجة للبنان لمعالجة ازماته الاقتصادية، كما ان لبنان مقبل على استحقاقات تعتبرها هذه الدول اساسية ومفصلية، وفي مقدمها الانتخابات النيابية.