كتبت أنديرا مطر في القبس:
تراوِح الأزمة اللبنانية-الخليجية، ولا حلول لها في الأفق بعد، وسط مخاوف لبنانية من تصاعد الإجراءات التي تتخذها دول مجلس التعاون مع دخول قرارات المقاطعة حيز التنفيذ.
وأمام حجم المأزق غير المسبوق، أبلغ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الوزراء «نحن أمام منزلق كبير، وإذا لم نتداركه، فسنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا، ومناشدتي للوزير جورج قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني لم تترجم واقعياً». وقد اجتمع ميقاتي مع ممثل أمير الكويت رئيس الوزراء صباح الخالد، على هامش قمة المناخ في غلاسكو، مؤكداً حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون، والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها. في حين أكد الخالد حرص الكويت على لبنان، وفي الوقت ذاته على وحدة دول الخليج، مشدداً على أن «لبنان قادر بحكمته على معالجة أي مشكلة، وسيجد كل الدعم من الكويت».
كما التقى ميقاتي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي أكد أنَّه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن إلى بيروت قريباً لبحث سُبل معالجة الأزمة.
وقال مصدر دبلوماسي قطري لـ القبس: «إن تحرك الدوحة يأتي على خلفية موقف الولايات المتحدة من الحكومة اللبنانية ككل، وحرصها على عدم تصدعها لأي سبب كان حالياً»، مضيفاً أن «التدخل القطري، المتوقع خلال أيام، يلقى ترحيباً من كل الأطراف، وأن الدوحة تسعى إلى تهدئة الأوضاع وعدم التصعيد من خلال الإقدام على خطوات أخرى قد تؤدي إلى قطيعة سياسية مع بيروت من قبل دول الخليج الغاضبة ليس فقط من تصريحات قرداحي، بل ومن استمرار التوجهات السلبية في التعاطي مع الشأن الخليجي، وسيطرة أجندات معادية لدول الخليج على المشاهد الثلاثة: الأمني والسياسي والاقتصادي في لبنان».
وتراهن الحكومة اللبنانية على تدخل أميركي-فرنسي يخفف من تداعيات الأزمة، من دون أن يحلها، وفق ما أفاد مصدر سياسي لـ القبس، لافتاً إلى أن الوساطة الأميركية في حال تحققت قد تطول أثمانها ملفات أخرى عالقة، مثل ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني.
وأضاف المصدر أن “هذه الزيارة تأتي في ظل تحديات عدة، واحتقان متفاقم يعيشه لبنان، ويعاني فيه على كل الجبهات، ولا سيما أن أغلب الصادرات اللبنانية تذهب للخليج، وتوقفها سيمثّل انتكاسة قوية للاقتصاد اللبناني المتدهور أصلاً”. ولفت المصدر إلى أن التدخل القطري المتوقع خلال أيام بشكل مباشر يلقى ترحيباً من كل الأطراف المعنية بالأزمة.
وقالت مصادر لـ القبس إن ميقاتي أعطى مهلة لـ10 أيام لإيجاد حلول وإلا سيعلن استقالة الحكومة.
واستغرب المصدر ــ في تصريح لـ القبس ـــ لجوء ميقاتي بالتوازي إلى الأميركيين وحزب الله لاحتواء الأزمة، وهو ما ترجم بدعوة القائم بالأعمال الأميركي لحضور اجتماع خلية الأزمة، برضى حزب الله، وحضور وزير الثنائي الشيعي يوسف الخليل، علماً بأن الوساطة الأميركية في حال تحققت قد تطول أثمانها ملفات أخرى عالقة، مثل ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصهيوني.
ولفت المصدر إلى أن تقطيع الوقت لن يمثّل حلاً بل سيراكم الأثمان على الحكومة ورئيسها، اللذين يحسبان أن استقالة قرداحي تحل الأزمة، بينما الموقف السعودي لا يحتمل أي تأويلات وأعلنته بلغة دبلوماسية إن لبنان يحتاج إلى إصلاح بسبب سيطرة حزب الله، وعلى قادة لبنان إيجاد مخرج.