IMLebanon

هل يتنازل “الحزب” لإنقاذ لبنان؟

ثلاث محطات توقف فيها قطار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اثر عودته ليلا من لندن الى بيروت، ولكل منها دلالاتها. من قصر بعبدا حيث استقبله رئيس الجمهورية ميشال عون، اعلن الاتفاق على خريطة طريق للخروج من المأزق الحالي، ومن السراي الحكومي وخلال اطلاق الرزمة السياحية الشتوية لعام 2021 – 2022 توجه الى الفريق المعطل من دون ان يسميه بالقول “مخطئ من يعتقد ان التعطيل ورفع السقوف هو الحل ولا يمكن لاي فريق ان يختصر الشعب وادعو الجميع لاختصار الطريق والقيام بالخطوات المطلوبة للمساهمة بالحل وتعويض الايام التي ذهبت هدرا بمناكفات، داعيا وزير الاعلام جورج قرداحي الى تحكيم ضميره وتقدير الظروف واتخاذ الموقف الذي يجب اتخاذه ، مراهنا على حسه الوطني لتقدير الظرف ومصلحة اللبنانببن وعدم التسبب بضرب الحكومة” ، قبل ان يتوجه الى عين التينة ويجتمع مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويغادر من دون الادلاء بتصريح.

ليس في المحطتين الاوليين ما يُقال، فرسم خريطة طريق لانهاء الازمة والاتفاق عليها مع رئيس الجمهورية هو المطلوب خصوصا اذا ما اقترنت اقوال ميقاتي الجريئة واللافتة من السراي بالافعال، وتحديدا لجهة ما قاله عن عدم اختصار اي فريق الشعب ورفض التعطيل ورفع السقوف وادارة البلاد بلغة التحدي والمكابرة وفرض الرأي بالقوة وأخذ اللبنانيين الى خيارات بعيدة عن تاريخهم وعمقهم العربي وعلاقاتهم الوطيدة على كل الصعد مع الدول العربية ودول الخليج خاصة ومع المملكة العربية السعودية تحديدا ومحاولة الانقلاب على الدستور في لحظة تحولات معينة لم تتضح معالمها النهائية بعد، وعدم تحويل مجلس الوزراء الى مكان للتدخل في اي شأن لا يخص الحكومة، وتحديدا في عمل القضاء. لكن المحطة الثالثة تكاد تكون الاهم، اذ كان اللبنانيون يترقبون موقفا من ميقاتي اثر زيارة بري، كونه الى جانب حزب الله من ضمن بوتقة ثنائيتهما الشيعية، معنيين بمواقف ميقاتي هذه ويملكان الجواب عما اذا كانا سيفتحان باب الحل ام سيبقيان مفتاح ازمتي استقالة قرداحي وجلسات مجلس الوزراء في جيبهما، في ظل ضبابية تغلف الملفين زاد من حدتها عدم تصريح ميقاتي من عين التينة.

ومع ان مصادر مطلعة على الاتصالات افادت “المركزية” بأن مفتاح الحل في عين التينة ودور الرئيس بري سينعكس انفراجا لجهة القبول بفك الارتباط بين استقالة الوزير قرداحي والموقف السياسي لوزراء حزب الله وامل من المشاركة في الحكومة، بقي منسوب الشكوك في استجابة “الثنائي” في اعلى مستوى خصوصا اذا ما تم الركون الى المواقف التصعيدية ضد السعودية التي اطلقها نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم امس والى التجربة اللبنانية مع تعنت حزب الله وعدم تراجعه قيد انملة عن قراراته وخياراته، مقابل فقدان سائر اللبنانيين اي قدرة على مواجهته وهو ما تظهر جليا، بحسب ما تكشف اوساط سياسية مطلعة لـ”المركزية”  خلال اجتماع خلية الازمة في وزارة الخارجية حينما انضم القائم بالاعمال الاميركي بناء لطلب المجتمعين لتوسيطه مع السعودية لحل الازمة وسأل الحاضرين: هل لبنان قادر على اتخاذ موقف ضد حزب الله والطلب اليه سحب مقاتليه من الساحات العربية لاسيما اليمن تنفيذا لسياسية النأي بالنفس وتحييده عن صراع المحاور، فلم يتمكن احد من الحاضرين من الاجابة ، آنذاك غادر الدبلوماسي الاميركي وفض الاجتماع واعلن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب انتهاء اعمال خلية الازمة، في ما يعكس العجز الرسمي اللبناني عن اتخاذ اي قرار يكف يد حزب الله عن الدولة اللبنانية الممسك بها باحكام في كل المواقع والمؤسسات، وان اي حل لا يمكن ان يتأتى من الداخل انما عبر وساطات خارجية.

وتبعا لذلك، تسأل الاوساط هل يلعب الرئيس بري الدور الوطني المنوط به بصفته الرسمية لا الحزبية، فيقنع الحزب بوجوب تقديم تنازل لمصلحة لبنان، ولو لمرة واحدة، في ضوء خطورة المرحلة، ليس فقط على مستوى ازمة الخليج، انما بجنوح لبنان نحو مواجهات عنفية تتهدده استنادا الى  معلومات مخابراتية وصلت الى المسؤولين في شأن حوادث امنية ومواجهات قد تدفع نحو حرب اهلية من بوابة الفتنة المذهبية واغتيالات يتردد صداها بقوة، وهل من امكانية لتجاوب الحزب وتغليب مصلحة لبنان على اوامر طهران بعدما بلغت المواجهة بين المشروعين السيادي والايراني للبنان، الخط النهائي باستنزاف كل طاقاته وقدراته على الصمود ودخوله رسميا نادي الدول المنهارة؟