الفاتيكان في صميم صون القضية اللبنانية. ديبلوماسيته فاعلة بصمت، ولبنان في أولوية تواصله مع الادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي وروسيا وأشقاء لبنان العرب. البابا فرنسيس منذ أيلول 2020، بل منذ آذار 2020 ، وبحسب ما تؤكد معلومات خاصّة لـ”المركزية”، ،وفي حركة لا تهدأ، مع أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين، ووزير الخارجية المطران كاليغير . جيشه السّلامي الأسود يريد استعادة لبنان الرسالة روحه، وهو واحة تعددية وسلام وحرية في الشرق الاوسط. فماذا في أفق الحركة الديبلوماسية الفاتيكانية خصوصاً في هذه المرحلة الخطيرة جداً التي تتفاقم فيها عزلة لبنان العربية والدولية بسبب خيارات المنظومة السياسية القاتلة وراعيها “حزب الله”؟
“لبنان همّ كياني فاتيكاني بالمعنى الحضاري، مع فهم عميق للخصوصية الميثاقية الدستورية التي تجمع مكوناته الروحيّة في ادارة سليمة كان يُفترض أن تكون للتعدّديّة بدولة مدنيّة ركنها المواطنة الفاعلة”، بهذه المقاربة يستهلّ زياد الصائغ المدير التنفيذي لـ”ملتقى التأثير المدني” حديثه لـ”المركزية”، ويضيف في إجابة حول ان هناك من يخفف من تأثير الفاتيكان الديبلوماسي: “منذ وصول الرئيس جو بايدن، وهو كاثوليكي مؤمن، برزت استنتاجات مراهقة تعتبر أن لبنان سيكون ضحية صفقة إقليمية دولية، وتحديداً إيرانية –أميركية، وكان تهليل لهذه الصفقة، في حين أن صمود قوى ثورة 17 تشرين في وجه المنظومة وتحالفاتها الشيطانية، ناهيك عن انكباب فاتيكاني مع كنائس العالم أجمع لرفع مستوى النقاش في القضية اللبنانية الى الوجودي الداهم، ساهم بنيويا في الإطاحة بأوهام صفقاتية. ولنعد بالذاكرة الى اتصالات هاتفية ولقاءات ثنائية وأوسع بين الفاتيكان وعواصم القرار كان محورها لبنان، ورشح عن لقاء البابا فرنسيس والرئيس بايدن منذ أسبوع أن لبنان كان أساسيا في مقاربة البابا، أضف الى ذلك حركة دولية لافتة تجاه رفض وقوع لبنان ضحية أي صفقة، وما الاستشراس المدمّر للطامحين إلى صفقة سوى دليل على ذلك”.
وعن دور الفاتيكان في رأب التصدعات الكارثية مع أشقاء لبنان في الخليج العربي، وخصوصاً المملكة العربية السعودية، يقول الصائغ: “لبنان عربي ونقطة على السطر. وولادة لبنان الجديد لن تكون إلا بالالتزام بمحيطه العربي، وهذا ما ورد في الإرشاد الرسولي (رجاء جديد للبنان)، ولن يكون لبنان جزءا من استراتيجية حلف الاقليات الانتحاري، ولا المشرقية الهمايوني بمعناه التسييسي الأيديولوجي. لبنان ينتمي إلى أكثرية حضارية عربية، والفاتيكان ملتزم الدولة المدنية والمواطنة والعيش الواحد، ولا مكان هنا لأمراض هذيانية نفوذيّة وأوهام امبراطوريّة بخلفيّات أيديولوجيّة غيبيّة”.
أمّا عن تحرك قريب باتجاه لبنان فيشير الصائغ الى أن “من المحتمل أن يزور وزير خارجية الفاتيكان المطران كاليغر لبنان، ورسالته واضحة ثابتة مساندة للشعب اللبناني، ورافضة لسياسات التذويب، والتفتيت، وإلغاء الميزات التفاضلية لهوية لبنان العربية الحضارية، ولنتذكر رسالة البابا فرنسيس الى رئيس الجمهورية منذ أشهر وفيها دلالة رمزية على أن القيامة ستنتصر على ثقافة الموت مهما أوغل البعض في تعميمها. لبنان اختار الحياة، مهما غلت التضحيات، وأمراض المنظومة السياسيّة ستجهض استمرارها ذاتيّاً. المهمّ الصمود والنضال.”