Site icon IMLebanon

“المستقبل” نحو الانهيار… من يخلف الحريري؟!

جاء في “العرب” اللندنية:

صدقت أم لم تصدق الأنباء القائلة بأن سعد الحريري يعتزم التخلي عن المشاركة في الانتخابات النيابية أو البقاء على رأس “تيار المستقبل” في لبنان، فإن رئيسة كتلة “التيار” في المجلس النيابي بهية الحريري (عمة سعد) وشقيقه بهاء يستعدان لوراثة “الحريرية السياسية”.

وتقترب الانتخابات للمجلس النيابي المقررة في السابع والعشرين من آذار المقبل بينما لا يزال سعد الحريري خارج لبنان. ولا يزال “تيار المستقبل” لا يعرف ما إذا كان سوف يشارك فيها فعلا أم لا؟

وقال مصطفى علوش نائب رئيس التيار “إن قرار المشاركة لا يزال قائما. والحريري سيعود إلى لبنان بعد أيام، وعندها سوف يتم البحث في الإمكانيات والخيارات ومن هم المرشحون وما هي المناطق التي يمكن الترشيح فيها”. ولكنه أقر بأن القرار النهائي لم يُتخذ بعد.

وتحاول الصحافة التابعة لحزب الله أن تشيع أنباء عن اعتزام حريري التخلي عن المشاركة في الانتخابات والبقاء على رأس التيار، إلا أن هذه الأنباء يقوم نصفها على تقديرات ونصفها الآخر على أمنيات. فغياب الحريري أو تفتت تياره، يزيح عن كاهل حزب الله منافسا رئيسيا، حتى ولو بقي سنة لبنان ينتخبون نوابا يعارضون سياساته.

وينفي الحريري أن تكون هناك مشكلة بينه وبين السعودية، إلا أن هناك صمتا واضحا بين الطرفين، وهو صمت يزداد ثقلا كلما اقترب موعد الانتخاب أكثر. كما أن “تيار المستقبل” الذي خسر قناته التلفزيونية وصحيفته وعددا آخر من مواقعه الإعلامية لا يبدو مدعوما بما يكفي لخوض معركة انتخابية، يعتقد الكثيرون أنها حاسمة على صعيد إعادة بناء موازين القوى.

ولم تتوقف بهية الحريري عن متابعة نشاطاتها، التي كان من بين آخرها اللقاء مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونيكا. وتركزت المحادثات بين المرأتين، على أي حال، حول كيفية جعل انتخابات العام المقبل فرصة لزيادة التمثيل السياسي للمرأة في لبنان.

أما بهاء الحريري، فقد عاد إلى لبنان، وقدم إشارات تكفي لاستعداده لخوض المواجهة السياسية مع حزب الله. وبدلا من “تيار المستقبل” فإنه يراهن على مجموعة “سوا لبنان” التي تقودها بهية الحريري.

ويعمل فريق “سوا للبنان” على تحديد المؤهلين الذين يمكن أن يخوضوا الانتخابات، إذا ما تراجع “التيار” عن المشاركة بها، ومن المرجح أن يكون بهاء ضمنها.

ويعترف بهاء بأنه لا يمتلك الخبرة السياسية الكافية، إلا أن انسحاب سعد سوف يترك الفراغ لكي يتقدم هو إليه. ويأمل بهاء بأن يحظى بدعم السعودية لسببين، الأول، هو أنه يتخذ موقفا أقل ميلا على قبول التعايش مع هيمنة حزب الله، وهي واحدة من أكبر المثالب التي أُخذت على سعد في الرياض عندما كان مكلفا بتشكيل الحكومة قبل أن يعلن تنازله عن التكليف. والثاني، هو أنه وريث طبيعي عما قد يتنازل عنه أخوه.

ويقول مراقبون إن اعتذار سعد عن المشاركة في الانتخابات، سوف يفتح الطريق أمام رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لتشكيل قائمة خاصة به، رغم أنه جزء من “تيار المستقبل”.

كما أن ذلك سوف يعزز فرص الزعماء السنة المستقلين على تكوين كتل نيابية، ولو كانت صغيرة، لدعمهم. ومن بين أبرز هؤلاء رئيس الوزراء السابق تمام سلام ورئيس الوزراء الحالي نجيب ميقاتي.

وسوف يؤدي انسحاب سعد الحريري من الانتخابات تلقائيا إلى انهيار “تيار المستقبل” ما لم يتكفل به أحد كبهية أو بهاء لإنقاذ صورة “الحريرية السياسية” من الضياع.

إلا أن سعد ليس من دون خيارات. فهو حتى وإن كان يواجه مشاكل مالية، ولم يتمكن من تسويتها بعد، إلا أنه يستطيع أن يجتذب من الأصوات ما يكفي لبقاء “التيار” قائما. ولئن كانت علاقات سعد بالسعودية لا تبدو في أفضل أحوالها، إلا أنها قابلة للإصلاح.

اقتراب الانتخابات للمجلس النيابي المقررة في السابع والعشرين من آذار المقبل بينما لا يزال سعد الحريري خارج لبنان

ولم يتوقف الحريري عن التغريد دفاعا عن السعودية خلال الأزمة الدبلوماسية التي تفجرت بعد تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب المسيئة للسعودية.

وقال الحريري في أحد آخرها إن “المسؤولية أولا وأخيرا تقع على (عاتق) حزب الله الذي يشهر العداء للعرب ودول الخليج العربي، وعلى العهد (رئاسة البلاد) الذي يسلم مقادير الأمور لأقزام السياسة والإعلام والمتطاولين على كرامة القيادات العربية”.

وإلى حد بعيد، فإن موقف السعودية من “التيار”، لا يقتصر على مصير سعد الحريري وحده، ولكنه يمتد إلى مصير العلاقات المستقبلية مع لبنان. ذلك أن التخلي عن “تيار المستقبل”، وعدم الركون إلى بدائل أخرى، يعني أن السعودية “غسلت يديها” من لبنان لعقد كامل من الزمن على الأقل.