حذَّرت مصادر أممية متواجدة في العراق من إمكانية توسع نشاط المليشيات الإيرانية المنتشرة بالأراضي العراقية وفي محيطها، وذلك بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الأحد.
ونبّهت المصادر في حديث لـ”سكاي نيوز عربية” إلى أن أهداف الميليشيات الإيرانية قد تصل إلى استهداف منشآت عسكرية أميركية، أو مصالح أميركية سوداء داخل العراق أو الدول المحيطة به، أو أهداف خاصة بالحكومة العراقية.
وذكرت أنّ سيناريو وتوقيت الهجوم على الكاظمي يدفع لتوجيه أصابع الاتهام الأولى إلى ميليشيات إيران، كونها تمتلك تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وتحسن قدراتها فنيا، وتستخدمها في مهام عديدة كـ”سلاح أساسي” خارج الأراضي الإيرانية.
وأوضحت المصادر أن هناك مخاوف من أن تكون محاولة الاغتيال بداية انطلاقة متحملة للميلشيات الايرانية التي تستهدف وقف مساعي العراق للخروج من عباءة طهران، وعرقلة عمل الحكومة العراقية لإعادة بغداد كنقطة توازن استراتيجي في الشرق الأوسط.
طائرات بدون طيار
كما أفادت المصادر الأممية بأن طهران سبق لها أن مدت الحوثيين بسلاح الطائرات بدون طيار، ما شكل اختبارا عملياتيا هاما لها، لتوسيع نطاق استخدامها في فترة لاحقة.
ولفتت المصادر إلى أن الأهداف المقبلة لإيران بالعراق هو تنفيذ عمليات انتقامية من الحكومة العراقية أو التواجد الأميركي، وذلك عبر وكلائها في العراق، وصولاً للهجوم على تركيا أو قواعدها داخل العراق، بزعم أنه تأمين لحدودها ضد المخاطر الإرهابية.
وفي ظهور تلفزيوني له عقب الحادث وجه الكاظمي، اتهاما غير مباشر بمحاولة اغتياله إلى جهة سياسية وعسكرية عراقية، وقال إنها “جهة داخلية وليست خارجية” و”طرف له مشروع سياسي وشريك في العملية السياسية”.
حرب بالوكالة
وعلّق اللواء محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية، على محاولة اغتيال الكاظمى بأنه تأكيد على أن العراق بات “مسرحا للحرب بالوكالة”، مع تمسك إيران به، وسعي العراق ليصبح قوى إقليمية مرة أخرى، ومساع دولية بنزع بغداد عن طهران.
ورأى منصور أن العراق يتهيأ للسير على الطريق الصحيح من خلال التعاون العربي المشترك، وطرد الميليشيات الإيرانية، وغيرها من القوى المعادية للاستقرار في العراق.
واشار الخبير الاستراتيجي إلى وجود حرص عربي على التكامل مع العراق والعمل المشترك معه في الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي ينبغي استغلاله، نظرا إلى أن حالة الفوضى والإرهاب تتمدد بشكل متسارع وينتقل خطرها من دولة إلى أخرى.
خطر داعش
واوضحت المصادر أن هناك بعض القوى تعمل على إعادة إحياء تنظيم داعش داخل العراق، ودعم فلوله لتنظيمها، وهو ما ترصده الأجهزة الأمنية العراقية.
واشارت إلى أن العراق يحصل على دعم أمني ومعلوماتي واسع من الولايات المتحدة ودول أخرى، لمنع عودة داعش مجددا، مع تدريب قوات أمنية عراقية لتتولى مسؤولية حماية الشخصيات الهامة بالعراق.
وشددت المصادر على وجود اتفاق دولي لأهمية ردع وعرقلة التدخل الإيراني في العراق قدر المستطاع دون مواجهة مباشرة، مع استغلال التعاون الأمني والدبلوماسي لإحباط مخططات زعزعة الاستقرار بالعراق.
تهديد دول الجوار
الى ذلك، تابعت المصادر الحديث عن التهديدات الإيرانية بالعراق، قائلة إنها تتضمن إمكانية توسيع نشاط الميليشيات إلى دول الجوار بالنسبة للعراق، وتصعيد تحركات طهران لما تصفه بـ”حملة طرد أميركا من العراق والشرق الأوسط”.
ولفتت إلى وجود تخوف أميركي من محاولة استغلال النظام الايراني للأراضي العراقية والسورية في تنفيذ هجمات مستقبلية ضد إسرائيل، وذلك عبر “الحرب بالوكالة” عن طريق الميليشيات الإيرانية.
وتوقعت المصادر أن تُقدم إسرائيل على هجمات جوية تجاه عناصر إيرانية أو مدعومة منها على الأطراف العراقية والسورية حال رصدت مؤشرات على نوايا أو تخطيط لتعرضها إلى هجمات.