Site icon IMLebanon

“الثنائي” “يُكربج” ويُعطل… لتغيير “النظام”؟

ليس التعطيل الذي تشهده المؤسسات الدستورية، بريئا، مرتبطا بحل هذه القضية او تلك، فحسب، بل يخفي في طياته على ما يبدو، ما هو “أخطر” وأكبر”، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

امس حذرت بكركي من “الشلل” هذا. اذ قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال إفتتاح دورة مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في الصرح “عندما نلقي نظرة على واقعنا اليوم نشهد اننا نبعد شيئا فشيئا عن هويتنا من دون معالجة للازمة السياسية الحادة التي تتسبب بالازمات الاقتصادية والمالية والمعيشية وبسوء علاقة لبنان مع محيطه العربي”. وتابع “تعطلت الحكومة في أدق ظرف من الحاجة اليها ولا نستبعد ان يكون هدف المعطلين ضرب وحدة لبنان وتفكيك الدولة والتمرد عليها والانفصال عنها وقلب الحقائق وقطع علاقاتها مع اشقائها والقاء التهم باطلا على الذين لا يزالون في كنف الدولة والشرعية”.

وفق المصادر، يلجأ الثنائي الشيعي عند كل مناسبة او فرصة متاحة الى استخدام سلاح “كربجة” كلّ شيء. هو يستخدم هذا الاسلوب منذ سنوات: يعطّل الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومات، لا يؤمّن النصاب القانوني لجلسات مجلس النواب او الوزراء عند طرح اي استحقاق يرى انه لا يناسب مصالحه. اذا لم يعجبه قرار ما او قاض ما، ينسحب من الجلسات، يلوّح بورقة الميثاقية الخ الخ، وسائل عدة لها نتيجة واحدة: التعطيل.

عبر هذا التصرّف، تتابع المصادر، يريد حزب الله وحركة امل، الدفع نحو تغيير نظام الحكم في البلاد وتوازناته. هما يسعيان الى ايصال رسالة الى شركائهما في الوطن، يبلغونهما فيها بأن ساعة اعادة البحث في هذا “النظام” دقّت، اذ بات “ضيّقا” على “حجم” الثنائي وقدراته السياسية والديموغرافية و”العسكرية”. لكن حتى اللحظة، حالت التدخلات الدولية والاقليمية دون الذهاب نحو هذا الخيار، اي نحو اعادة النظر في “الطائف”. فعام 2008، بعد 7 ايار تدخلت قطر وذهبنا الى طاولة حوار. اما منذ اشهر، فتدخّلت باريس وانضجت تفاهما فرنسيا – ايرانيا، أخرج البلاد من الفراغ الحكومي الذي غرقت فيه البلاد بعد انفجار 4 آب. غير ان نتائج هذه التسوية لم تصمد طويلا، وعاد مجلس الوزراء ليغرق في شلل تام اليوم بفعل فيتو وشروط “قضائية” و”دبلوماسية – استراتيجية”، يرفعهما الثنائي الشيعي في وجهه.

لكن اليوم، وبينما يتهدد هذا الواقع السلبي مصير الانتخابات النيابية المقررة مبدئيا في آذار المقبل، تقول المصادر ان الخشية كبيرة من ان يؤدي تطيير هذا الاستحقاق الى ازمة كبيرة ستأخذ البلاد هذه المرة، الى حيث يريد الثنائي، الى مؤتمر تأسيسي يضع دستورا جديدا للبنان يكون مناسبا اكثر للطائفة الشيعية، بحيث يعطيها نفوذا اكبر في الدولة ويفرد لها مراكز اضافية في الادارات وحجما اكبر في المؤسسات الدستورية… أليس هذا ما يحذّر منه الصرح ومعارضون كثر لحزب الله؟