كتبت سمر فضول في “الجمهورية”:
مُثقلاً بهموم العسكريين وبالأزمة الإقتصادية التي تعصف بالمؤسسة، حطّ قائد الجيش العماد جوزف عون في واشنطن الأسبوع المنصرم، حيث عقد لقاءات مع المسؤولين الكبار صَبّت كلها في خانة البحث عن سبل لدعم الجيش للصمود في وجه الأزمات التي تعصف بالبلاد.
هموم 80 ألف عسكريّ حملها قائد الجيش من البيت الأبيض الى وزارة الخارجية الأميركية فالسفارة اللبنانية في واشنطن فالبنتاغون، وأثارها في لقاءات جَمعته بمسؤولين عسكريّين وسياسيين من الحزبين الجمهوريّ والديموقراطي ونوّاب من أصل لبناني.
وفي حين ابتعد القائد في خلال لقاءاته عن طلب دعم الجيش بالسلاح المتطور، رغم أن الولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وتالياً إنّ نحو 80 الى 90 في المئة من سلاحه هو أميركي، إلا أنّ مطالبه انحصرت، في هذه الجولة، وبحسب ما علمت «الجمهورية»، في نقطتين أساسيّتين هما:
– تأمين الحدّ الأدنى من «spare parts» كالفيول، والمعدّات الطبية والأدوية… ليتمكّن الجيش من القيام بالمهمات العملانية الموكلة إليه.
– تأمين الأموال الـ «cash» لدعم العسكريين ومساعدتهم على الصمود وعائلاتهم في وجه التحديات المالية الكبيرة، خصوصاً مع تدنّي قيمة رواتبهم.
وتحت سقف هذين المطلبين انطلقَ قائد الجيش في محادثاته مع المسؤولين الاميركيين، وكان حريصاً على شرحها بالتفصيل، ومن قرب، ليكون الجميع على دراية بوضع الجيش في هذه المرحلة التي تتطلب مساعدة مالية مباشرة. وهذا الأمر دونه بعض العقبات التي تتعلق بالقانون الاميركي الذي لا يلحظ في مواده مساعدات مالية نقدية للافراد، الا أن ذلك لا يمنع وجود مخارج أخرى، كإنشاء صناديق اموال من اجل برامج محددة، وهذا ما بحث فيه القائد مع المسؤولين في الادارة الاميركية.
أجواء اللقاءات التي عقدها عون كانت، بحسب المعلومات، ايجابية، ولقد لمسَ في خلالها حرصا كبيرا لدى مَن التقاهم على دور المؤسسة وصمودها في هذه المرحلة الدقيقة، خصوصا أن المهمات الملقاة على عاتقها تتعاظم، وخَير مثال على ذلك الدور الكبير الذي يؤديه الجيش في ضبط الشارع وحماية الاستقرار الداخلي وهذا ما ظهر جلياً في احداث الطيونة، وقبلها خلدة، وغيرهما…
وكان لافتاً، بالنسبة الى المُطّلعين، «اللّغة الواحدة التي تحدّث بها الجميع»، فلم «تُلغم الإجتماعات بأي استفسارات وتلميحات مبطنة، بل أبدى الجميع تعجّبهم من قدرة الجيش اللّبناني على الاستمرار وسط الظروف القاهرة، وقدرة العسكريين على متابعة مهماتهم رغم ثقل المسؤوليات الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية».
وكشف المطّلعون أنّ «الجميع أبدوا جهوزية لرفع الصوت لدعم الجيش اللبناني على رغم ان قانون الكونغرس يقف حائلاً دون ذلك، لكن العمل جارٍ حالياً لإيجاد آلية (على هيئة صندوق تغطّيه الأمم المتحدة) لترجمة الوعود بالمساعدة على ارض الواقع».
وتشير أجواء اللقاءات الى ان الجانب الاميركي يُبدي حرصه الشديد على المؤسسة، ويمكن العودة الى مشروع القرار الذي أقرّته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، والمؤلفة من 20 نائبا من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، لتأكيد هذا الحرص، حيث اعتبرت الجيش اللبناني المؤسسة الوحيدة المؤتَمنة على الدفاع عن سيادة لبنان، وأكدت دعم الشراكة الأميركية معه.
ويجزم المطّلعون أنّ زيارة عون لواشنطن كانت ناجحة بمجملها بما فاق كل التوقعات، خصوصا من حيث حجم اللقاءات التي انعقدت مع قادة الحزبين الجمهوري والديموقراطي وهم قادة مؤثرون في الادارة الاميركية، وما كان مفاجئاً أن المتشدّدين منهم أبدوا تجاوباً وايجابية ملحوظة لجهة دعم المؤسسة العسكرية، وأكّدوا أن الجيش هو صمام الامان وضمان الاستقرار في لبنان، ولا بدّ من ان يبقى صامدا، ليتمكن لبنان استطراداً من الصمود».
وسط تَعاظم دور الجيش كـ«مؤسسة وطنية» عملت على محاربة الارهاب وتثبيت الاستقرار، تتطلع قيادة الجيش اليوم الى نتائج الزيارة الاميركية على أمل أن تؤتى ثمارها لتحقيق الهدفين الاساسيين اللذين شدد عليهما العماد جوزف عون في لقاءاته الاميركية.