كتب عماد موسى في “نداء الوطن”:
“أنا الوحيد البدي أعمل اصلاحات كرمال هيك لازم كون نايب ولازم كون رئيس حكومة”. قال عمر حرفوش المرشح السني في دائرة الشمال الثانية والتي تضم طرابلس – المنية – الضنية.
يا لتواضعه الجمّ، هذا الملياردير “المصفصف” الشعر الأنيق الملتبس الواثق الخطوات الناشز النوتات. بدفعة واحدة يريد النيابة ورئاسة الحكومة كي يسير في برنامجه القائم على “محاربة الفساد وإعادة الأموال المنهوبة وإلغاء الطائفية السياسية وجذب المشاريع الاستثمارية إلى طرابلس”، أفكار جديدة وخلّاقة لم يسبقه إليها سياسي أو متعاط في الشأن العام.
مطلع السنة أعلن حرفوش من باريس عن تشكيل حكومة في المنفى. لم يُرَ لوزرائها أثر. يحتمل أنه ألّفها وتركها سريّة كي لا يتعرّض أركانها لمخاطر جسدية أو أنه لا يزال في مرحلة المشاورات، لاختيار الأكفأ بين المرشحين المتهافتين على طلب ود إبن طرابلس البار. من لا يتمنى أن يتعاون معه لتحقيق أحلام اللبنانيين بالجملة والمفرّق، لكن حرفوش، المشبع تواضعاً، لا ولن يقبل أيّاً كان ضمن فريقه النيابي والوزاري. يريد فريقاً نخبوياً منتجاً.
مدّ عمر يده للجميع “تحت سقف شعارات ومبادئ الجمهورية الثالثة” وستبقى يده ممدودة إلى ما شاء الله.
يحظى عمر حرفوش بثقة الإتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، وقد وعدوه بـ11 مليار دولار. كن رئيس حكومة تَكُن الأموال بين يديك. أمرٌ غير قابل للتصديق. عمر صانع أحلام. ويقيني أن تواضع الرجل يمنعه أن يترأس حكومة تغييرية قبل أن يحظى بموقع برلماني وازن. من هنا إصراره على الدخول إلى الندوة البرلمانية وبعدها تكون رئاسة الحكومة تحصيلاً حاصلاً. وثمة معلومات أن فريقه الوزاري صار جاهزاً ومشكّلاً من مجموعة شفافين قادرين على البدء بالجمهورية الثالثة. وإن حصل وأجرى دولة الرئيس حرفوش مشاورات فستكون شكلية. هو ليس على استعداد لاستبدال اسم باسم.
في كلمته بعد ترشيحه المبكر توجه الحرفوش إلى الناخب بالدائرة الثانية: “الأموال التي ستحصلون عليها هذه المرة في الانتخابات ستكون أقل بكثير من المرات الفائتة، والأموال التي تأخذونها هي أموالكم ولا تطالبوا بأقل من 1000 دولار بالصوت وعندما تحصلون عليها صوتوا لي وللتغيير”.
هذه نصيحة ملياردير بخيل في العطاء كريم في الوعود. حاول في ما مضى القيام بمشاريع إستثمارية في طرابلس فـ”ما خلّوه” وعرقلوه. أمس عاد و”راكبة براسو” أنه سيخلف نجيباً في النيابة وفي رئاسة الحكومة.
كفى بك تواضعاً يا عمر!