كتب جورج بوعبدو في “نداء الوطن”:
تميّز بقدرته الفائقة على تقليد شخصيّات مختلفة في مجالَي السياسة والفن. أثبت وجوده في المسرح الكوميدي والحوار الساخر في برنامج “طلّ القمر”. شكّل ثنائياً رائعاً مع الممثل غابي حويك دام لأعوام، وشارك في أعمال تلفزيونية عرفت نجاحاً باهراً مثل “منع في لبنان”، “كوميدي نايت” و”ممنوعة”. يطلّ علينا بشخصيات جديدة اليوم ببرنامج “ماريوكا” للكوميدي ماريو باسيل. “نداء الوطن” إلتقت الممثل الكوميدي شادي مارون فدار نقاش مشوق حول مسيرته الفنية والصعوبات التي يواجهها الفنان اللبناني عموماً.
شاركت في برنامج ماريوكا بشخصيات جديدة كلياً. أخبرنا عن هذه التجربة.
جاء برنامج ماريوكا بتحدٍ جديد لي، فالشخصيات التي قلّدتها كانت جديدة كلياً ما دفعني الى التركيز أكثر على النص والشخصيّة لتجسيد الدور بشكل يرضي الجمهور، والحمد لله نجحت في ذلك. أصف هذه التجربة بالرائعة وخصوصاً أمام ممثل محترف كماريو باسيل.
هل من قيود تفرض عليك من حيث تقليدك لبعض الشخصيات؟
ما من قيودٍ فعلية على الأعمال الفنية، وأنا مؤمن بحريّة التعبير التي يكفلها الدستور اللبناني. كلّ ما في الأمر أنّ لبنان بلد تعدّدي وعلينا مراعاة مشاعر الجميع فيه والابتعاد عن إثارة النعرات السياسية والطائفية قدر المستطاع.
شكلتما ثنائياً رائعاً أنت والممثل غابي حويك دام لأعوام. هل من عمــــــــل يجمعكما مجدداً؟
شكلنا علامةً فارقة في الكوميديا اللبنانية، إن كان في المسرح أو في التلفزيون. دامت هذه الثنائية لأعوام، حققنا من خلالها نجاحات منقطعة النظير ما جعل الناس ينطقون باسم “شادي وغابي” عند رؤية أحدنا. لا شك أن الظروف عاكستنا فالأزمة الإقتصادية اليوم لا ترحم و”الكورونا” أبعدت الناس عن بعضها، عشنا حالة من التوتر والإرتباك عدا عن الحالة الصحية التي مرّ بها غابي والتي أثرت سلباً على الإنتاج. ربما يكون لدينا عمل قريباً.
كيف تصف تجربتك مع الممثـــل الكوميدي ماريو باسيل؟
جمعتني بماريو باسيل سلسلة من الأعمال الناجحة أذكر منها: “منع في لبنان”، “كوميدي نايت”، “ممنوعة”، “مسافرين سوا”. دائماً ما تخبئ التجربة مع ماريو مفاجآت كثيرة فهي تفتح الآفاق لتصنع في كل مرّة عملاً جديداً لا يشبه غيره. وهذا يضعني أمام تحدٍ جديد في كلّ عمل كما ولو كنت أؤدّي الدور لأول مرة.
خضت أخيراً تجربة الغناء بالفرنسية بأغنية حملت عنوان “فرنسا ولبنان”. أخبرنا قليلاً عن هذا العمل، وهل تريد فعلاً دخول مجال الغناء؟
توالت الأحداث على لبنان فكانت الذكرى السنوية لإنفجار مرفأ بيروت والذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير. وبما أن الرئيس ماكرون زار لبنان وبما أنني أملك الجنسيتين اللبنانية والفرنسية، قررنا أنا والمغنية الفرنسية سونيا أن نصف العلاقة التاريخية بين لبنان وفرنسا بأغنية من كلمات الشاعر جوزيف أبو دامس وألحان شادي الباشا وتوزيع طوني حدّاد وتسجيله. والأغنية بمثابة رسالة شكر لفرنسا كونها الداعم الدائم للبنان. لا أريد أن أصبح مغنياً طبعاً ولكنها تجربة لطيفة أردت القيام بها كونها رسالة شكر وامتنان قد تصل بشكلٍ أسرع من مسرحية، عبر الأغنية وبطريقة الفيديو كليب تحديداً التي تعبر المساحة الجغرافية الضيقة.
ما المشاكل التي تواجهك اليوم. وهل يمكنك الاستمرار فنياً في ظلّ الأزمات المالية المتلاحقة؟
الأزمة المادية من أكثر المشاكل الشائعة عند الجميع. للأسف أصبح كل شيء مكلفاً ومن الصعب الحصول على الأساسيات لتأمين العيش الكريم. ولأن الفن هو رسالة لا يجوز أن نتخلى عنه أبداً بل يجب أن نقاوم لنبقى ونستمر، ولنبث الأمل في النفوس مجدداً فأنا لا أحبّ اليأس، “ولا بدّ للّيل أن ينجلي ولا بدّ للقيد أن ينكسر” فلبنان لنا ولا يجب أن نهجره مهما كلّف الأمر.
هل لديك خطّة بديلة للاستمرار في عطاءاتك في حال بقي الوضع على ما هو عليه؟
ما من خطّة بديلة. كل الخطط تنهار في لبنان. نعيش فيه وكأنه كتب علينا البقاء والمقاومة حتى الرمق الأخير. قد تكون الهجرة باب الفرج الوحيد أمامي كوني أملك الجنسية الفرنسيّة، لكن الأمور ليست بهذه البساطة. لا يمكنني أن أرحل هكذا وأترك كل شيء ورائي لأعاود البدء مجدداً في بلدٍ لا أعرف عنه شيئاً. ليست الأمور بتلك البساطة أبداً.
لماذا لا نراك في فيلم سينمائــي او مسلسل تلفزيوني؟
شاركت في مسلسلات عدة منها: مسلسل “ليلة القرار” الذي أديت فيه دور الرئيس شارل حلو، و”ورود ممزقة” حيث أديت دور طبيب نسائي. كانت لي أيضاً تجربة سينمائيّة في اسطنبول ستبصر النور قريباً فأنا شغوف بالسينما الى حدّ كبير، ولكن العمل في المسرح والبرامج التلفزيونية يأخذ كل وقتي ولا يمكنني التوفيق بين الإثنين. لا مانع لديّ إطلاقاً من المشاركة في أعمال سينمائية أخرى إذا كنت مقتنعاً بالنص وبالدور الذي سأؤدّيه.
ما الفارق بين أدوارك على خشبــــة المسرح وتلك على التلفزيون؟
عندما تؤدي على خشبة المسرح، يكون الجمهور قريباً منك وتشعر بتفاعله فتلمس النجاح من العرض الأول. وكذلك على الممثل أن يكون كامل الجهوزية على المسرح اذ لا مجال للخطأ. أما في التلفزيون فالأمر مختلف لقدرتك على إعادة المشهد مراراً وتكراراً لتصل الى النتيجة المرجوّة. ولا تفاعل في التلفزيون مع الجمهور فالتلفزيون يضع حائطاً بينك وبين الناس على خلاف المسرح ولن تعرف نتيجة أعمالك التلفزيونية إلا بعد فترة، بينما مسرحياً يصلك النجاح او الفشل آنياً وفي لحظة الاداء ذاتها.
هل أنت مع عرض البرامج الكوميدية على وسائل التواصل الإجتماعـــي والمنصات؟
سمحت وسائل التواصل الإجتماعي والمنصات بوصول الأعمال الفنية الى أكبر شريحة ممكنة من الناس فنحن اليوم في ظل الثورة الرقميّة، ومن يواكبها يبقى متقدّماً ومتابعاً للأمور ومن يتجاهلها يبقى بعيداً عن حلبة المنافسة. أنا مع وجود المنصّات وكلّ وسيلة تسهم في نشر العمل.
هل تنصح أولادك بامتهان التمثيل؟
لا أُملي على أولادي ما الذي يجب أن يفعلوه فأنا لن أقف بدربهم إذا كان لديهم شغف بالتمثيل. ولكن ككلّ أب يتمنى الأفضل لأولاده، أود لو يمتهنون حرفةً تعينهم على كسب القوت والاستمرار لبناء مستقبلٍ أفضل ممّا نعيشه اليوم.
تأثرت كثيراً بالإنفجار الذي ما زال حاضراً في داخلي حتى اللحظة ولا يغيب عن بالي. وما يزعجي فعلاً هو عدم معرفة الفاعل حتى الساعة وعدم رفع الحصانات. لماذا لا يمثل المدعى عليهم أمام القضاء بكل بساطة؟ فالبريء لا يخاف أبداً من الذهاب الى القضاء. ثمة أمثلة كثيرة عن رؤساء دول كبار مثلوا أمام القضاء بمَ نختلف نحن هنا عنهم؟ وأين استقلالية القضاء. أين دولة القانون؟ ومهما يكن ومع كل ما نعيشه من تخبط يبقى أملي بلبنان وبشعبه كبيراً مهما طال الزمن فإن العدالة آتية لا محالة.
كلمة أخيرة لقراء “نداء الوطن”.
أشكر جميع من يتابعونني وأتمنى أن أكون عند حسن ظن القرّاء. ولـ”نداء الوطن” اتمنى الاستمرار بالعطاء لأنها منبرٌ داعم للفنان اللبناني.