جاء في “المركزية”:
في 26 تشرين الاول الماضي، على اثر احتدام الكباش القضائي وصولا الى تعليق جلسات مجلس الوزراء بفعل اصرار وزراء الثنائي الشيعي على “قبع” المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ طارق البيطار، وقبل ان تُفتح ابواب جهنم على لبنان عبر المقاطعة الخليجية، قصد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مقر الرئاسة الثانية في عين التينة في اطار جولة على الرؤساء، وعقد اجتماعا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة، تخللته مأدبة غداء. الاجتماع آنذاك اعقبه تصريح بطريركي ودي وحديث عن علاقة صداقة وتقدير متبادلة وثناء على مسؤولية وحكمة ورؤية بري، وامتلاكه جملة افكار واقتراحات حلول سيعمل عليها.
مخارج عين التينة نقلها البطريرك المقتنع بها الى المراجع المعنية، الا انها اصطدمت بجدار التصلب في بعبدا فتم تجميدها وتردد انها كانت تقضي بحصر التحقيق مع الرؤساء والوزراء بالمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء ورفع النتائج الى المجلس العدلي في حين يستمر البيطار في تحقيقاته مع الموظفيين لاسيما الامنيين بحيث تسقط عندها الحصانة عنهم مع سقوط سائر الحصانات. ومن ضمن البحث عن مخارج اقترح بري ايضا تشكيل لجنة تحقيق برلمانية تحقق مع الوزراء والنواب وتحيل النتائج الى القضاء. وقد عزا البعض تصلب بعبدا الى كون منبع الطرح من عين التينة التي تغيب الكيمياء بالمطلق معها، وما السجال التويتري امس الاول بين الرئيسين عون وبري سوى الدليل الى عمق الهوة بين الرجلين وبلوغ العلاقة أسوا حال.
لكن، وبعيدا من موقف الرئيس عون والتيار الوطني الحر من الرئيس بري الذي نسج شبكة علاقات قوية مع سائر القوى السياسية المسيحية، لم تستطع اشتباكات الطيونة حتى ان تفكها، وهو ما ازعج الحزب والتيار، اللذين وجه كل منهما سهامه في اتجاه الفريق الخصم، الحزب نحو القوات والتيار نحو حركة امل، تتوقع مصادر مطلعة ان يعمد الرئيس بري الى “ردة إجر” لبكركي فيزورها في اقرب فرصة، حينما تتأمن ظروف حصولها ونجاحها لتضع حدا لمرحلة غياب طويلة له عن الصرح، حتى في المناسبات الوطنية والدينية خلافا لما كان يحصل سابقا، في حين استمر سائر الرؤساء في زيارته اقله في اعياد الميلاد ورأس السنة والفصح. وترى المصادر عبر “المركزية” ان الزيارة إن حصلت، فستشكل في توقيتها والمضمون رسالة قوية من شقين يتناول الاول تأكيد متانة العلاقة بين الرئيس بري والبطريركية المارونية في وقت تمر في اسوأ حال بين عين التينة وبعبدا، والثاني امكانية ارساء حلول للأزمات وتعزيز المبادرة التي اثنى عليها الراعي كمخرج مقبول لانهاء النزاع القضائي- السياسي وتاليا عودة الحياة الى جلسات مجلس الوزراء المتوقفة منذ شهر بالتمام في اعقاب السجال الحاد بين رئيس الجمهورية ووزير الثقافة محمد مرتضى حول المحقق البيطار. الا ان المصادر تؤكد ان ليست بعبدا وحدها المعترضة على الاقتراح انما تيار المستقبل ايضا الذي يدعو الى رفع الحصانات عن الجميع ليتساووا امام القانون وتتحقق العدالة.
لا شيء مؤكد حتى الساعة وزيارة بري لبكركي لم يُحسم موعدها بعد، الا انها واردة وقيد البحث لا سيما لجهة انعكاساتها ونتائجها والجدوى المرجوة منها، تختم المصادر.