جاء في “المركزية”:
يسود جو من التشنّج غير المسبوق، المنطقة، وتبدو بأسرها تقف على “برميل بارود” قد ينفجر في اي لحظة، بينما يُفترض بها ان تكون متّجهة، وفق الاجندة الاميركية – الروسية – الاوروبية، نحو سلسلة تسويات وحلول. فأي توجّه هو الذي سيغلب في المرحلة المقبلة؟
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، الاطراف المتصارعة على سلاحها وترفع السقوف اكان في السياسة او عبر التدريبات العسكرية، الا ان هذا التصعيد كلّه سيعيد خلط الاوراق في الاقليم وسيخلق فيه توازنات جديدة غير مياّلة ابدا لصالح ايران بل لصالح خصومها، ما سيدفعها الى التروّي والنزول عن شجرتها العالية، وبالتالي سيسهّل التسوية المنشودة.
في السياق، بدا لافتا الاعلان عن بدء الإمارات والبحرين وإسرائيل في 10 تشرين الثاني الجاري، تدريبات على عمليات أمنية بحرية مشتركة فى البحر الأحمر، هي الاولى من نوعها، بتنسيق اميركي. فبعد التطبيع الاقتصادي والتجاري و”السياسي” بين العرب والكيان العبري، يبدو ان الخطوة التالية ستشمل تعزيز التعاون العسكري بين الطرفين، والغاية من هذه الحركة طبعا خلق توازن رعب رادع للجمهورية الاسلامية، بما يدفعها الى التفكير “مرّتين” قبل الاقدام على اي عملية عسكرية في المنطقة.
هذه التدريبات، تتابع المصادر، ستساعد في تثبيت الاستقرار في اسرائيل من جهة، وفي الدول الخليجية من جهة ثانية، حيث يفترض ان تفهم الجمهورية الاسلامية من خلالها، أن زمن “الحرتقة” على هذه الدول، وعلى امن المضائق بحرا وجوا، ولّى، وان سيتعيّن عليها مواجهة اساطيل وجيوش قوية ومتطورة جدا، في حال أقدمت على دعسة “ناقصة” وقررت “المغامرة”.
رغم ذلك، لا تزال ايران تتحدّث بلغة التهديد والوعيد. امس، قال قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده “إذا بدأت إسرائيل الحرب فإن النهاية ستكون بأيدينا”، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن وكالة أنباء “تسنيم” شبه الرسمية. ونبه من ان “أي خطأ من جانب إسرائيل في التعامل مع طهران سيعجّل في زوالها“. ويأتي هذا الموقف، بعد ان اجرى الجيش الإيراني في الساعات الماضية مناورات بحرية وبرية وجوية تحت اسم “ذو الفقار 1400″، في منطقة تمتد بين مضيق هرمز إلى شمال المحيط الهندي مروراً ببحر عمان. وقد اعلن المتحدث باسم الجيش الايراني محمود موسوي أنه جرى اختبار غواصتين محليتي الصنع خلال هذه المناورات التي تستمر 3 أيام، كما نفذت الوحدات الجوية تدريبات لطائرات مسيرة هجومية على ضرب أهداف بحرية متحركة، وقال الجيش الإيراني إن المدفعية والمدرعات والطائرات أجرت تدريبات هدفها التصدي لهجمات مفترضة.
هذا الاستنفار المتبادل، تضيف المصادر، الذي وبموضوعية لا يذهب ابدا لصالح ايران، سيقود في نهاية المطاف ولو بعد حين – خاصة اذا ما تم تدعيمه باتفاقيات “تطبيع” اضافية وبدقّ اسافين بين ايران والانظمة الحليفة لها عربيا وآخرها سوريا، وبعقوبات اضافية على طهران او باتفاق في فيينا يكبحها “نوويا” – الى ارساء معادلة جديدة في المنطقة تجعلها اكثر استقرارا كونها تجعل ايران محاصرة وأقلّ “قوّة” و”عنجهية”…