Site icon IMLebanon

علوش: “سين سين” برعاية روسية في وجه “الحزب”

كتب عمار نعمة في “اللواء”:

يعود اليوم، قبل أشهر قليلة على الانتخابات النيابية، طرح إقامة جبهة وطنية جامعة بين الأطراف المخاصمة لـ«حزب الله» على الساحة، في ما يعد محاولة لاستعادة ما عرف يوما بقوى 14 آذار.

هي فكرة طرحها نائب رئيس «تيار المستقبل» الدكتور مصطفى علوش أكثر من مرة لكنه أعاد إطلاقها اليوم، كرأي شخصي لا يلزم تياره، ولكنها فكرة حاصلة على تأييد أكثر من طرف داخل أروقة «المستقبليين» وخارجها ضمن حلفاء تاريخيين للتيار وعلى رأسهم «القوات اللبنانية»..

إنها محاولة لإعادة روحية 14 آذار وليس لتركيبتها كما يوضح علوش، وبهذه الطريقة يمكن وضع رؤية سياسية لإعادة النضال أولا عبر السياسة لمواجهة الوضع القائم مع «حزب الله»، وثم ثانيا عبر الانتخابات اذا حصلت حيث سيكون لدينا طرحا واضحا في هذا الاتجاه.

نواقص «مستقبلية»

لم تُبحث المسألة في شكل واضح مع زعيم التيار الرئيس سعد الحريري الذي لم يقدم رأيه النهائي حول ترشحه الى الانتخابات التي يبدو «المستقبل» جاهزا لها لوجستيا ومعلوماتيا مع افتقاد عوامل أخرى.  والحال ان المسودة المحضرة من قبل التيار تواجه اشكالية كبيرة مع افتقاد الشعار السياسي غير الواضح حتى اللحظة، ويبدي علوش اعتقاده بأن «الجبهة التي نتحدث عنها قد تكون هي المخرج للشعار الانتخابي». إلا أن عدم نضوج الاستعدادات يتمثل مثلا في موضوع اسماء المرشحين الذي لا يزال غير واضح. والواقع ان بعض الأسماء التي يتردد ترشحها في بعض المناطق بات معروفا، ومنها علوش، لكن التواصل معها لم يحدث. وهناك أمور أخرى مثل التمويل الهام جدا. ويقول علوش هنا: نحن لا نتحدث هنا عن شراء الذمم، لكن تمويل الانتخابات غير واضح المعالم ونتكلم عن أمور تحتاجها الحملات الانتخابية من صور ومؤتمرات ومهرجانات وغيرها..

هو يُقر بتراجع «تيار المستقبل» في الساحة السنية ورغبة شرائح في التغيير. لكنه يُعلق: عندما نتكلم عن التغيير فيجب ان نحدد الاسماء التي ستتغير وبمن ستستبدل وبأي توجه سياسي، هل هو الحراك مثلا أو غيره؟

ويضيف: الإشكال الكبير يتمثل في ان اللوائح لم تظهر حتى اللحظة، فإذا حصلت انتخابات وترشحت شخصيات ذات مصداقية ووجود ضد «المستقبل»، بالتأكيد ستأخذ من دربه. لكن اذا بقينا مثل ما نحن الآن فإن نسبة الاقتراع عند الطائفة السنية ستهبط من 40 في المئة الى 27 في المئة ربما في حال لم تتواجد لوائح تقنع الناس، وعلينا ألا ننسى اننا داخلون في معركة ضمن قانون نسبي والناخب يجب ان يقتنع ان اللوائح تمثله أو ان في اللائحة من يمثله، واذا وُجدت لوائح ذات مصداقية في وجه اللوائح التقليدية، فإن تغييرا جذريا سوف يحدث.

روسيا تريد التخلص من نفوذ إيران في سوريا

في المشهد الإقليمي، يقدم عوش قراءته حول الهجمة الديبلوماسية على سوريا هذه المرحلة ويدعو الى التمعّن فيها. من وجهة نظره، فإن الزيارات الى سوريا وحولها ليست سوى للتركيز على قطع طريق «حزب الله» داخل سوريا. هو مشروع قديم جديد لـ«السين سين» لكن هذه المرة يتم برعاية روسية بعدما كان برعاية فرنسية. وقد تمت المحاولة سابقا وتمت «الخدعة»، لكن ظروف اليوم مختلفة تماما، فروسيا باتت موجودة في قلب سوريا، والروس يريدون الخلاص من النفوذ الايراني، لكن من دون ان يؤدي هذا الموضوع الى مشكلة مع طهران. وهو بذلك يتوقع دخولاً سعودياً على سوريا على طريق السين سين ولكن برعاية روسية.

بذلك يختلف علوش جذريا مع ما جاء على لسان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بأنها المرحلة الأزهى لمحور المقاومة، «فبمجرد ان يخرج من يقول ذلك فهذا يدلل على أنه في أزمة»، ويتوقع القيادي «المستقبلي» تصلباً متزايداً من «حزب الله» في هذه المرحلة.

لبنانياً، تبدو الأمور جد معقدة ولا مخرج قريبا لها. ويلفت علوش النظر الى ان اصلاح العلاقات مع السعودية لكي تعود كما في السابق، أي إعادة دول الخليج الى لبنان وإعادة لبنان الى دول الخليج، غير وارد. وبينما تبدو الامور تبدو وكأنها في حرب مفتوحة، يشير علوش الى خطأ من يعتقد ان استقالة قرداحي هي المخرج. فقد كان ذلك ممكنا في البدء في وقتها لتمنع الذهاب الى سحب السفراء وقطع الطريق على تفاقم الأمور. حتى ان قوة الإقالة كانت ستكون أهم من الاستقالة، وفي كل الاحوال بات هذا الحال ماضياً. وردا على ما يقال عن ان العلاقة مع الرياض ستتحسن بعد اختتام عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، يؤكد ان الموضوع هو بمن أتى بعون. ويسأل: ماذا لو تم الإتيان بأحد آخر وبقي لبنان في السياسة نفسها؟

ويختم بكلمات تشاؤمية حول المرحلة الحالية: لا علاقة للتأزم بهوية رئيس الجمهورية أو بهوية رئيس الحكومة، بل يتعلق الأمر بالسيطرة الفعلية لـ«حزب الله» على الساحة والأرض والقرار وتعطيله.