جاء في “الشرق”:
فيما يتنقل ملف لبنان المثقل بالازمات المتناسلة على طاولات دول القرار وقد حضر امس بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي ايمانويل ماكرون خلال غداء عمل اقامه في الاليزيه على هامش المؤتمر الدولي حول ليبيا، يتوالى التقريع الاممي للسلطات اللبنانية «التي تدمر العملة الوطنية وتدخل البلد القابع على شفير الانهيار في مأزق سياسي» فيما الحكومة « تعيش في عالم خيالي لا يبشر بالخير» على ما افاد مكتب الامم المتحدة في بيروت.
فغداة مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي أكدت ان لا حل في المدى المنظور للازمة الديبلوماسية بين لبنان والدول الخليجية، خصوصا وانه عاد وصوّب على الرياض كما رفض اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، زار الاخير عين التينة، ليعلن بدوره انه ليس في صدد الاستقالة الا بعد تلقي ضمانات بأن خطوته ستحلّ الازمة.
قرداحي والضمانات
وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال قرداحي: «لم أطرح موضوع الاستقالة مع برّي ويُصوّرون «قضية قرداحي» كأنها مشكلة لبنان الأساسيّة وتناسوا المصائب التي أوصلوا لبنان إليها». وتابع «إذا حصلنا على الضمانات التي أبلغتها للبطريرك الراعي فأنا حاضر ولستُ في وارد تحدّي أحد لا رئيس الحكومة ولا السعودية التي أحترم وأحبّ ونحن ندرس الموضوع و»منشوف التطورات وبس يكون في ضمانات أنا حاضر». وقال «مشكلة الحكومة ليست أنا وقبل نشر مقابلتي الحكومة لم تكن تجتمع ولا أعرف ما هو الحلّ واسألوا رئيس الحكومة». وختم «هناك ابتزاز وأعتقد أن السعودية ودول الخليج صدرها «أوسع من هيك» ولا نريد استفزاز أحد وهناك مزايدات كثيرة من الداخل واستغلّوا قضيتي لتقديم براءة ذمة الى الخليج».
اجتماعات جانبية
وسط هذه الاجواء، يستمر الشلل الوزاري في ظل تمسك الثنائي الشيعي بتنحية المحقق العدلي طارق البيطار، قبل احياء جلسات الحكومة. واستعاض رئيسها نجيب ميقاتي عن الجلسات، بلجان وزارية واجتماعات جانبية، فاجتمع امس مع كل من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وزير الزراعة عباس الحاج حسن،وعرض معهما شؤون وزارتيهما. كما عقد اجتماع حكوميا – أمميا في السراي الحكومي ، خصص لبحث النسخة الأولى من استراتيجية الحماية الاجتماعية، التي تم وضعها بالتعاون بين الحكومة اللبنانية مع المؤسسات الأممية بما فيها «اليونيسف» و»منظمة العمل الدولية» و»منظمة الاغذية العالمية»، كجزء من اطار التعافي والإصلاح واعادة الإعمار.
الراعي
الى ذلك وبعد اسبوعين على جولته على الرؤساء بحثا عن حل للمأزق القضائي، وفي ظل عدم توافر ظروف عقد قمة روحية، حطّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في دار الطائفة الدرزية في فردان حيث استقبله شيخ العقل سامي أبي المنى وقال على الاثر: شعبنا يفتقر والدولة تتحلل وكأنها من كرتون ونحن نحمل هذه المسؤولية لنسمع شعبنا كلمة رجاء وأمل للمستقبل ودورنا مخاطبة ضمائر المسؤولين. اضاف: نأمل البدء مع شيخ العقل بفجر جديد لأننا أصبحنا في عالم جديد وضميرياً لا يمكننا أن نكون في موقع المتفرّج ، نحن ليس لدينا مصالح الا مصالح شعبنا.، وكلنا نشعر بأننا غرباء في هذا البلد وأحيي الأخوة في طائفة الموحدين الدروز ونتوخّى عمل الخير والتعاون فيما بيننا رغم كل شيء.
في عالم خيالي
في الاثناء، الوضع المعيشي يزداد صعوبة. وبينما يسجل الدولار قفزات قياسية، صدر للمرة الثانية هذا الاسبوع، عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، جدول جديد لتركيب أسعار المحروقات، مسجلاً ارتفاعاً إضافياً طاول المشتقات النفطية كافة. تعقيبا، وزع مكتب الامم المتحدة في بيروت، بيانا عن زيارة مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان أوليفييه دي شوتر لبنان، قال فيه: الحكومة اللبنانية تعيش في عالم خيالي وهذا لا يبشر بالخير. واشار الى أن ما قامت به السلطات اللبنانية من تدمير للعملة الوطنية، وإدخال البلد في مأزق سياسي، وتعميق أوجه عدم المساواة التي طال أمدها، قد أغرق لبنان في فقر مدقع»، مضيفا «لبنان ليس دولة منهارة بعد، لكنه على شفير الانهيار، وحكومته تخذل شعبها».
وقال « أدى تدمير الليرة اللبنانية إلى تخريب حياة الناس وإفقار الملايين. وتسبب تقاعس الحكومة عن مواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة بحالة بؤس شديد لدى السكان، لا سيما الأطفال والنساء وعديمي الجنسية والأفراد الذين لا يحملون وثائق، والأشخاص ذوي الإعاقة الذين كانوا مهمشين أصلا». وتابع «إن «الأزمة المصنعة» تدمر حياة السكان، وتحكم على الكثيرين بفقر سيتوارثه الناس جيلا بعد جيل». وأضاف: «في حين يحاول السكان البقاء على قيد الحياة يوما بعد يوم، تضيع الحكومة وقتا ثمينا في التهرب من المساءلة وتجعل من اللاجئين كبش فداء لبقائها». وكان المسؤول الاممي اطلع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب على حصيلة زيارته للبنان التي استمرت ١٠ ايام.
الطحين
معيشيا ايضا، صدر عن تجمّع أصحاب المطاحن في لبنان بيان طالب « نظرا لتطورات الاسعار الخارجة عن ارادة الكافة والتي ادت الى ارتفاع كبير في كلفة الانتاج، بضرورة اعادة النظر في كلفة الطحن لتمكين المطاحن من العمل والاستمرار في تأمين الطحين للافران لانتاج الرغيف للمواطنين. ويهمّ التجمع ان يؤكد على التعاون الوثيق مع وزارة الاقتصاد والتجارة لما فيه المصلحة العامة ومصلحة قطاع غذائي اساسي وهو قطاع المطاحن والافران».