أكد النائب حسين جشي أن “هناك معركة غير عسكرية تخاض اليوم بوجه المقاومة في لبنان، بعد أن استنفد الأميركي وأدواته بالمنطقة كل وسائلهم بوجهها على مستوى الحروب العسكرية والضغوط السياسية وغيرها منذ عشرات السنين، وذلك من أجل تطويع المنطقة لتكون تحت إرادة الأميركي الذي يريد بالدرجة الأولى النفط والغاز بأرخص الأثمان، وهذا لا يحصل إذا كان هناك من يقف بوجهه في المنطقة”.
وقال جشي خلال لقاء سياسي أقيم في بلدة قانا الجنوبية بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات: “عندما لم ينجح الأميركي بكل الحروب العسكرية والضغوط السياسية، سواء بشكل مباشر أو عبر أدواته في المنطقة، لجأوا للحرب الاقتصادية على لبنان، بهدف إسقاط هذا الهيكل على رأس الجميع، بمن فيهم المقاومة، لأن الأميركي يعتبر أن المقاومة هي التي تتصدى لمشروعه في المنطقة”.
وأشار إلى أن “الأميركي في حربه الاقتصادية على لبنان استفاد من الفساد الموجود فيه، والذي هو بالأساس تحت نظره وحمايته، وحتى الأموال التي تحول إلى الخارج بعشرات المليارات كانت تحول تحت نظره، وعليه، استفاد الأميركي من هذا الواقع المأزوم، وضغط بالواقع الاقتصادي، لا سيما وأن الاقتصاد اللبناني مبني على أمرين أساسيين”.
وشدد جشي على أن “كل ما قام به الأميركي في لبنان كان بهدف استلام القرار السياسي في البلد لرفع الغطاء السياسي عن المقاومة، ليتم بعد ذلك أخذ القرارات التي تناسبه، ومن ثم يتم استدراج المقاومة إلى الشارع”، مشيرا الى أن “الأميركي كان وما زال يعمل على شيطنة كل القوى السياسية في البلد من خلال رفع شعارات تبين بأن الجميع مورطون في الفساد بمن فيهم المقاومة وشعبها، بهدف إسقاط كل الطبقة السياسية، واستبدالها بجهات تتبع لمشروعهم بحلة جديدة مثل “الأنجي أوز” والجمعيات غير الحكومة والمؤسسات الأهلية”.
وختم: “أن أميركا لم تستطع من الحصار الاقتصادي أن تؤثر على المقاومة، وإنما على العكس، فقد وجدوا أن المقاومة ما زالت متماسكة وقوية، ولم يجدوا أيا من بيئتها تحدث بكلام ضدها بالرغم من الوضع الضاغط الذي تعيشه هذه البيئة، فذهبوا باتجاه مشروع الفتنة والحرب الأهلية، وهذا ما خطط له في منطقة الطيونة من خلال التقنيص الذي تعرض له المشاركون في المظاهرة، ولكنهم فشلوا مجددا، وأثبتت المقاومة بأنها حريصة على البلد وعلى حمايته من كل المشاريع التآمرية”.