جال وزير الزراعة عباس الحاج حسن وعضو كتلة التنمية والتحرير النائبة عناية عز الدين والامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير ووفد من الهيئة على عدد من بلدات قضاء صور، لمعاينة أضرار الحرائق الحاصلة منذ الأمس في الأحراج والمزروعات.
الإنطلاقة كانت من مكتب عز الدين في صور، بحضور رئيس اتحاد بلديات قضاء صور حسن دبوق والمسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة “أمل” علي اسماعيل والمسؤول الاعلامي للحركة في الاقليم علوان شرف الدين ومدير وحدة ادارة الكوارث في اتحاد بلديات صور مرتضى مهنا.
مروحين
بدأت الجولة من بلدة مروحين، وكانت كلمة لعز الدين أوضحت فيها أن “الجولة ستشمل عددا من البلدات التي طالها الحريق بدءا من مروحين الى المنصوري ومزرعة مشرف وبافليه وصولا الى العباسية”، مشيرة الى أن هناك “فرقا متخصصة من الهيئة العليا للاغاثة ستعاين الأضرار بطريقة علمية وتضع تقريرا من أجل وضع خطة للتعويضات والمعالجة وتطبيق القوانين التي ترعى هذه الأمور مع وزارة الزراعة، وفي نهاية الجولة سوف يتم التحدث عن الخلاصات والخطة التنفيذية والتشريعية التي ترافق المعالجة والوقاية من الحرائق في كل المناطق اللبنانية”.
ولفت خير الى “القيام بالكشوفات اليوم على أن ترفع بالتعاون مع الجيش اللبناني، الى مجلس الوزراء لتأمين الأموال للهيئة من أجل مساعدة كل المتضررين”، متمنيا على البلديات “القيام بجردة سريعة وتقديمها، ضمانا لعدم استثناء أي من المتضررين”، وناشدها “القيام بواجباتها قبل بدء الأمطار والعمل على تنظيف المجاري تجنبا لكوارث محتملة من فيضانات وغيرها”.
المنصوري
ثم توجه الوفد الى مقر “الرسالة للاسعاف الصحي” في بلدة المنصوري، حيث كان في استقباله مفوض عام جمعية “كشافة الرسالة الاسلامية” حسين قرياني، وشكر الحاج حسن “تضحيات الدفاع المدني وكشافة الرسالة وجميع المتطوعين”، آسفا “باسم الدولة اللبنانية، لعدم القدرة على مواكبة الكوارث وعدم كوننا استباقيين”، مشددا على “أهمية الحفاظ على المساحة الخضراء لأنها الأمل الوحيد الذي بقي في هذا الوطن”، مؤكدا “بذل كل جهد للتخفيف عن المتضررين والمساحات الحرجية”.
كذلك قال قرياني: “الجنوب هو جنوب العطاء وأبناء كشافة الرسالة هم أساتذة في العطاء لأنهم أبناء الإمام موسى الصدر الذي نذر حياته من أجل جعل هذا الكيان مصدرا قويا لحماية انسانه، وهو الذي علمنا أن قوة لبنان في انسانه، لذلك فإن جمعية الرسالة لم تقصر يوما ولطالما كانت على قدر المسؤولية خصوصا في حرب تموز 2006، وهي تلبي طموحات الناس”.
ولفت الى أن “العناصر قاموا بـ 70 مهمة إطفاء بمشاركة 1000 متطوع، أدوا مهمة إنقاذ المساحة الخضراء”، معتبرا أن “المتآمر على هذا الوطن أراد ان يقضي على ما تبقى من هذه المساحة”. وقال: “الهم الأساسي هو منع الخطر عن الأهالي، لذلك هم بخدمة الجميع وعهدهم عهد الشهداء والجرحى ألا يفارقوا أهلهم في الأزمات، وسيستمرون حرسا للأهالي وللمساحة الخضراء ليبقى هذا الوطن وطنا نهائيا لجميع ابنائه”.
مزرعة مشرف
بعد ذلك، انطلق الوفد الى مزرعة مشرف لتفقد الاضرار، وكان في استقباله أعضاء البلدية، الدفاع المدني اللبناني، جمعية “الرسالة للاسعاف الصحي” و”الهيئة الصحية الاسلامية”.
ارزون
المحطة التالية كانت في بلدة أرزون، حيث تحدثت عز الدين مشيرة الى أن “تقدير الخسارة الحقيقية في منطقة قضاء صور ستكون بعد إرسال البلديات لتقاريرها الى الوزارات المعنية”، آملة من “وزارة الزراعة والهيئة العليا للاغاثة وضع الخطط الكفيلة بإعادة إنقاذ الشجر الذي هو أساس ثبات المواطن وتمسكه بأرضه وإحياء التربة بعد تعرضها للحريق”.
أما خير فأوضح أن “ملخص المسح للأضرار سيتم نقله الى مجلس الوزراء لمعالجة الموضوع في أسرع وقت ممكن على كافة الأرضي اللبنانية وليس فقط في الجنوب”، مؤكدا أنه “من الطبيعي الوقوف الى جانب المواطن خصوصا في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، فمن فقد أرضه فقد كل شي”، آملا “ألا تتكرر هذه المأساة”.
كما قال وزير الزراعة: “كما انتصرنا على العدو الاسرائيلي سوف ننتصر اليوم بشجرة الزيتون التي كانت وستبقى أملا، ولطالما أراد العدو انتزاعها واقتلاع أهلنا من أراضيهم، لكننا أقوياء وسنبقى الى جانب الزيتون ولن نخسر هذا الزيتون”.
وختم: “نحن نتحرك بفعالية مع كل المعنيين في سبيل وضع خطة شاملة لمسح الأضرار، ونتمنى أن اتخاذ قرارات استثنائية لهذه الأزمة الاستثنائية”.
العباسية
واختتمت الجولة في بلدة العباسية، حيث أكدت عز الدين “معاينة الأضرار عن قرب والمساحة العامة للمأساة في هذه الثروة الحرجية والطبيعة اللبنانية في الجنوب اللبناني”، لافتة الى أنه “سيتم مراجعة القوانين التي ترعى الحفاظ على الغابات والمساحات الخضراء والمناظر الطبيعية”. وقالت: “هناك العديد من القوانين التي لا تطبق والمراسيم التي لم تصدر، لذلك وفي ضوء القمة حول تغير المناخ التي حضرها رئيس مجلس الوزراء ووزير البيئة سيكون هناك موازنات ومنح مخصصة للكثير من الدول لمعالجة آثار التغير البيئي وخاصة ما تسببه الحرائق”.
وأملت “تحضير ملفات خاصة بأضرار الحرائق لتقديم اقتراحات ومشاريع دعم لتأهيل المناطق للوقاية من الحرائق”، مشددة على “أهمية الحفاظ على هذه المساحات المحروقة وعدم تغيير وجهة استخدامها”.
ثم أكد وزير الزراعة أن “ما حدث في الجنوب ويحدث في كل لبنان أمر محزن جدا، ويجب أن يكون هناك تضافر للجهود”، داعيا الى تشكيل”لجان متكاملة لمسح الأضرار مع كافة الهيئات والتعويض على الناس، خصوصا في ظل الأزمات التي نعيشها”، لافتا الى تواصله مع “العديد من المنظمات والهيئات الدولية التي أكد معظمها تغطية أغلب المساحات التي تضررت”.
ووعد “كل من تضرر بالوقوف الى جانبه ومحاولة ايجاد السبل لإعادة زرع هذه الأماكن المتضررة وأهمها شجرة الزيتون والتي ستكون مفصلية في الأيام المقبلة”.