جاء في المركزية:
قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى خلال استقباله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في دار الطائفة الدرزية الاسبوع الماضي: “لبنان لولا الرسالة لا معنى له، فهو رسالة في العيش الواحد والتنوع والوطنية والانفتاح. ونحن كرؤساء الطوائف الروحيين مسؤولون في الدرجة الأولى عن خلق جو إيجابي في الوطن” متمنياً ان تكون زيارة البطريرك “فاتحة خير، كما كانت زيارة أصحاب السماحة والسيادة الذين زارونا قبل اليوم، علنا نلتقي ونصل إلى قمة روحية تحاول خلق هذا الجو وتضع الأسس التي يجب أن تكون عنوان المرحلة في التسامح والمحبة والانفتاح والحفاظ على الرسالة”.
وفيما تشير أوساط بكركي لـ”المركزية” ان الفكرة مطروحة والعمل جار على تأمين الاجواء المناسبة لعقد قمة روحية، تؤكد مصادر مطلعة ان الشيخ ابي المنى سيتولى اجراء الاتصالات لتأمين الاجواء لانعقاد قمة روحية لترطيب الاجواء واعادة روح العيش الواحد بعدما ارتفع في الاونة الاخيرة منسوب التشنج الطائفي والخوف من اشتعال فتنة بعد حوادث خلده وشويا وغزوة عين الرمانة وارتفاع الخطاب الطائفي.
وتشير الى ان بعد انتخاب شيخ عقل جديد لطائفة الموحدين الدروز، وبعد المبادرات التي اطلقها البطريرك الراعي والتي لاقت تأييداً من الفاتيكان والمرجعيات الدينية وبعض المواقع السياسية، اعيد البحث في امكان عقد قمة روحية لرؤساء الطوائف كانت تأجلت بسبب وفاة رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان وعدم انتخاب خلف له، وبسبب اعتراض فريق سياسي على انعقادها لانه لا يؤيد مبادرات الراعي، ولالتزام المرجعية الدينية الشيعية سياسة الثنائي الشيعي، خلافا للمرجعيات الاخرى. فهل يوفق أبي المنى ام ان الظروف الراهنة لا تسمح بالمغامرة خشية تعرض القمة للمقاطعة الشيعية؟ وهل الأرضية أصبحت جاهزة لعقد قمة روحية؟
المصادر تلفت الى ان “دار الطائفة الدرزية لطالما كانت تقوم بدور الجمع اذا كان هناك أي خلاف بين مكونات الوطن، رغم أنها تتمنى الا يكون هناك من تفرقة بين أبناء الشعب الواحد”، مؤكدة “حصول تنسيق دائم بين رؤساء الطوائف. كما ان الشيخ أبي المنى يحاول منذ استلامه مهامه ومن خلال تواصله مع كافة المرجعيات الروحية التي زارته في دار الطائفة للتهنئة، بث روح التلاقي، خاصة وان الدار شهدت لقاءات مكثفة من عدد كبير من المرجعيات خلال فترة التهنئة وكان تأكيد على ضرورة الالتقاء”.
وتضيف المصادر: “ان شاء الله سيقوم سماحة الشيخ بسلسلة زيارات من بينها لقاء مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، ومن المرجح ان تكون مطلع الاسبوع المقبل. وهدف هذه الزيارات التأكيد على التلاقي والعيش المشترك والواحد، وهي من الامور التي نادت بها دار الطائفة وينادي بها صاحب السماحة، والغاية منها الوصول الى الهدف، حيث سيوضح الشيخ أبي المنى، في حال قام بجولته، نيته وأمله في عقد قمة روحية”.
“معا نصلي على امل ان تثمر المساعي، وان يلهم الله الجميع لنحافظ على لبنان او على ما تبقى من المؤسسات، لأن الوضع اصبح صعبا جدا”، تختم المصادر.
