جاء في المركزية:
بين الفنية والأخرى تنظَّم تظاهرات أو تشهد الشوارع تحرّكات وقطع طرقات، احتجاجًا على ما وصلت إليه الأوضاع من تدن على مختلف الصعد لاسيما على المستوى الاقتصادي – المعيشي مع غلاء الأسعار وفقدان العملة الوطنية قيمتها ما يهدد بتفلت سعر صرف الدولار من دون سقف، في حين أن المنظومة الحاكمة غائبة عن السمع وتتفرّج على التدهور اليومي للبلد والشعب، لا بل تساهم بمواقفها في سرعة الانحدار تحقيقاً لمصالح ومكاسب خاصّة.
وكانت انتشرت مساء الأحد دعوة عامة لحشد الناس إلى الاعتصام ميدانياً “نظراً إلى تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية واحتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار وعلى موجة الغلاء وفقدان أدنى مقومات العيش بكرامة ورفضاً لسياسة هذه السلطة الفاسدة وهذه الحكومة الفاشلة التي تستكمل سياسة إغراق وإفقار وقتل اللبنانيين”، وذيّلت الدعوة باسم “ثوار ثورة 17 تشرين”.
وشهدت شوارع طرابلس وصيدا تحرّكات صباحاً، حيث قطع عدد من المحتجّين الطريق بالإطارات المشتعلة في ساحة النور، كذلك عند تقاطع “الروكسي” في منطقة التلّ وعند مستديرة المعرض أيضاً. أما في صيدا، فقطعت الطريق في ساحة النجمة وأمام “شركة كهرباء لبنان”، وحاولت مجموعة من حراك صيدا القيام بالمثل على تقاطع إيليا، إلا أنّ الجيش منعها. فهل تكون هاتان المنطقتان بوابة لإعادة تحريك ثورة 17 تشرين كما عرفناها منذ سنتين؟
الأستاذة الجامعية وعضو المكتب السياسي في “حزب لنا” حليمة القعقور اعتبرت عبر “المركزية” أن “ثورة 17 تشرين بحجمها وضغطها وعدد المعتصمين لن تتكرّر، خصوصاً خلال هذه الفترة لأنها ليست فترة موجة تحرّكات، نظراً إلى الوضع المعيشي الصعب والضاغط، فأبسط الأمور المتمثّلة بشراء البنزين غير ممكنة بسبب غلاء الأسعار. لكن، الأكيد أن التظاهرات الصغيرة والمناطقية احتجاجاً على تردي الأوضاع ستستمرّ ولن تختفي. ويبقى مزاج الناس وقدرتهم على النزول إلى الشارع العاملين الأساسيين اللذين يقرران التحركات لا المجموعات المنظّمة داخل المعارضة التغييرية”.
أما بالنسبة إلى تعويل مجموعات الثورة على الانتخابات النيابية، فأوضحت أنه جزئي “ونعتبرها مرحلة استراتيجية مهمّة ضمن مراحل عدّة، لكنها ليست كلّ شيء طالما المنظومة الحاكمة نفسها لا تزال تدير الانتخابات وتتسلّم زمام الأمور. هدفنا أبعد بكثير ويكمن في تغيير النظام وهذا ما لا تحققه الانتخابات وحدها”.
ولفتت إلى أن “التحضير لهذا الاستحقاق يتم عبر مرحلتين الأولى عبارة عن التحركات الوطنية والثانية مناطقية حيث تسعى المجموعات في كل المناطق إلى تشكيل لوائح موحّدة حسب تحالفاتهم وبرنامجهم”.
وختمت القعقور مؤكدةً أن “في “حزب لنا” الانتخابات مرحلية ونظرتنا أبعد ترتكز إلى تطبيق مشاريعنا السياسية والاقتصادية، لذا في نظر أي مجموعة منظّمة لا سيما التنظيمات الحزبية تعدّ الانتخابات مرحلة صغيرة جدّاً وتأتي بعدها مراحل أكبر بكثير”.