Site icon IMLebanon

التجميل ينافس “لقمة العيش” رغم الأزمات

كتبت اكرام صعب في “سكاي نيوز”:

 

على الرغم من الأزمات الاقتصادية التي تعصف بلبنان، يبقى المظهر الأنيق لدى العديد من اللبنانيين واللبنانيات من الأولويات، ويبقى الاهتمام بالشكل مفتاح الجمال، وبخاصة للمرأة اللبنانية التي صارت تلجأ بشكل لافت إلى عمليات التجميل وشد الوجه والجسم وإزالة آثار التقدم في العمر.

عرف عن اللبنانيات حبهن للجمال، فهل ما زال بإمكانهن الاستمرار على نفس الوتيرة بعد الارتفاع الكبير الذي طال كل شيء، وفي الطليعة عمليات التجميل وحقن البوتوكس والفيلر التي وصلت كلفتها إلى حوالي 200 دولار؟ وكيف تستطيع اللبنانيات الموازنة ما بين الكماليات والأساسيات في ظل ارتفاع أسعار الخبز وانقطاع الدواء والكهرباء والبنزين؟ ومن هي الفئة التي تقبل على هذا النوع من الخدمات التجميلية حتى اليوم؟

قالت الصيدلانية رؤى “على عكس المتوقع فإن مواد الفيلر والبوتوكس وكريمات شد الوجه وما يلي إجراء العمليات الجراحية مطلوبة في لبنان من طبقة معينة رغم انقطاع العديد من الأدوية وارتفاع الأسعار. ”

والملفت أن البوتوكس والعمليات التجميلية البسيطة مازالت حاضرة بشكل شبه اعتيادي في الروتين الجمالي لدى اللبنانيات واللبنانيين.

وقالت المدرسة رنا لموقع ” سكاي نيوز عربية ” وهي لا زالت تتقاضى راتبها بالعملة اللبنانية” لم أتوقف عن الاهتمام ببشرتي وهذا ليس من باب الترفيه بل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، سيما أنها الوسيلة الوحيدة التي تزيد من الشعور بالطاقة الإيجابية للبنانيات اللواتي تحاصرهن الأزمات نفسياً ومادياً”.

التجميل والأزمة اقتصادية

وقال طبيب العيون وجراح التجميل في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت، رمزي علم الدين في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية ” لا شك في أن ‏الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أصابت لبنان أثرت على ‏أسلوب ‏حياة اللبنانيين، وانعكس ذلك على عدة أمور كانت تعتبر من الكماليات مثل عمليات التجميل، ‏التي ‏انخفض الإقبال عليها من قبل اللبنانيين المقيمين في لبنان”.

وللمفارقة، أضاف علم الدين “هناك ارتفاع على عمليات التجميل من قبل اللبنانيين المقيمين في الخارج، ‏ويتعداه الى مختلف الجنسيات بالتزامن مع ارتفاع عالمي في الطلب على عمليات التجميل”.

وعزا علم الدين الأسباب إلى “جائحة الكورونا وما نتج عنها من فترات حجر صحي وإغلاق أجبرت الناس على البقاء لساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي التي كان لها دور كبير ‏في ترويج عدد من الجراحات التجميلية”.

وأردف “المفارقة الثانية، هي أن نسبة اللبنانيات اللواتي يقمن بعلاجات تجميلية بشكل متكرر مثل البوتوكس والفيلرز لم تنخفض، رغم أنها باتت مكلفة وبالدولار الأميركي، ويعود ذلك برأيي ‏إلى شخصية اللبنانيات ‏اللواتي يعتبرن المحافظة على الوجه ومعالم الجمال من الأولويات، ‏رغم الصعوبات المادية التي يعيشها لبنان”.

وتابع “ومن خلال متابعتي العيادية لاحظت سعادة المرأة النفسية بعد العلاج، لأن ذلك يرفع من معنوياتها، وأُثبت ذلك سابقاً في ‏دراسات طبية”. وأضاف أن” النساء يعبرن عن سعادتهن مباشرة للطبيب، وسط سيل كبير من الأخبار السيئة” .

جمال العيون العربية!

وحول الموضة التي تلقى الرواج حالياً في التجميل، قال علم الدين “أي موضة في التجميل إن وجدت فهي بسبب حملات دعائية يقوم بها بعض الأشخاص على وسائل التواصل ‏وغيرها، ‏‏ويقع العديد من الأشخاص ضحية تلك الحملات أو العلاجات التي لا تناسب معالم المرأة العربية، وبعضها قد يؤدي إلى التشويه مثل عملية عيون القطة ‏التي لا تناسب عدداً كبيراً من النساء العربيات، اللواتي يجب أن يحافظن على مميزات وجمال العيون العربية التي تغزل بها الشعراء على مر العصور”.

تقنيات التجميل

وختم بالقول” من الناحية الطبية، في عالم التجميل، كما في الطب، هناك تطور مستمر ويدخل في هذا المجال عالم الجراحة عبر المنظار والعمليات من دون جراحة ‏وباستطاعتنا القيام بعمليات رفع الحاجب وشد الوجه والرقبة دون الحاجة إلى جروح كبيرة تترك ندوباً في الوجه والجلد، وهذه من الامور المحببة لدى المرأة العربية، وهناك تطور ‏كبير في تكنولوجيا استخدام ‏الترددات اللاسلكية ‏التي تمكننا من شدّ الوجه وإزالة الترهلات في الجسم دون جراحة عبر ‏تقنية الوخز أو من خلال إبر الحقن”.