كتبت لوسي بارسخيان في نداء الوطن:
خرج خلاف داخلي بين آل سكاف على ملكيات عقارية وحقوق إستخدامها واستثمارها في زحلة الى العلن، مع سعي رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف من خلال توجهها الى استعادة عقارات موروثة عن زوجها النائب الراحل الياس سكاف في منطقة فيضة زحلة، من خلال تنفيذ عقد تسلّحت به، ينهي فترة إستثمارها من مستأجرها، من آل سكاف أيضاً، نظراً لإنتهاء مدة العقد المحددة حتى تاريخ 14 تشرين الثاني الجاري.
خروج الخلاف الى العلن جاء مترافقاً مع إستقدام قوة عسكرية من الجيش الى المكان صباح أمس، خصوصاً بعدما شيّعت أجواء، لم تتبين صحتها، نبهت من إمكانية تطور الأمر الى إعتداءات وإقتتال بين شبان تجمعوا بمحيط الأراضي من قبل كلا الطرفين.
ميدانياً، ظهر طرفا الخلاف على حدين متواجهين من العقارات المتنازع عليها. في طرف نزلت ميريام سكاف باكراً مع عدد من الشبان لمنع مستثمري الارض من دخولها مجدداً. وفي الطرف الثاني حضور عسكري رسمي لافت أحاط تجمع الجرارات الزراعية التابعة للطرف المستثمر، وعدد من العمال الزراعيين برفقة صاحب المحصول فادي سكاف الذي قال انه يملك عقداً موقعاً مع عبده سكاف لإستغلال العقارات التي إستثمرها من ميريام سكاف، زراعياً.
الموضوع داخلي محض، وقد لا يعني سوى عائلة سكاف وحدها، إلا أنه لم يخل من محاولات إستغلاله سياسياً، خصوصاً ان أحد طرفي الخلاف، أي ميريام سكاف هي أيضاً وريثة “الكتلة الشعبية” التي تسعى لخوض الإنتخابات النيابية المقبلة. وهو ما سهّل وضعها في دائرة الإستهداف.
في المقابل، تسلح الفريق الثاني ببقاء المحصول في الأراضي الزراعية بعدما حالت الظروف المناخية دون إقتلاع موسم البطاطا منه وطلب مهلة على الاقل حتى يتسنى له إقتلاع الموسم، محاولاً أيضاً النقض بالعقد الذي أبرزته ميريام سكاف، من خلال إبراز عقد آخر موقع من النائب الياس سكاف قبل وفاته ويسمح بإستمرار إستثمار الأرض حتى سنة 2027.
هذا الخلاف كان يمكن أن يبقى داخلياً ويترك للقضاء حلّه بين الطرفين، لولا تدخلات خارجية حاولت تقوية فريق على آخر، مستغلّة محاولات لإظهار سكاف كمعتدية على الأراضي، علماً ان العقد الذي أبرزته يحمل تعهداً من الفريق الثاني “بإخلاء المأجور وتسليمه لها فوراً من دون مماطلة أو تأخير فور إنتهاء مدته”، ويؤكد على أنه “عند إخلاء العقارات تبقى الغلّة المتصلة بالشجر والمزروعات في تلك العقارات بتاريخ إنتهاء العقد أو فسخه لأي سبب كان، ملكاً للفريق الاول من دون أي منازعة من الفريق الثاني”.
إذاً، العقد واضح وفقاً لميريام سكاف التي إمتنعت عن الإدلاء بأي تصريح إعلامي، في محاولة لتجنب الإستغلال السياسي لأي كلام قد يصدر عنها، متسلّحة بالقانون وحده الذي اعتبرت أنه الى جانبها. إلا أن ذلك لا ينفي أنها وُضعت في موقف محرج أمام رأي عام زحلي، قد يسهل إستدراجه لمواقف سياسية تستغل مثل هذه الخلافات التي قد تنشب في أي عائلة، طالما أن أحد طرفي الخلاف يتعاطى الشأن العام، ويبحث عن موقع تمثيلي للمدينة، وقد وقع الخلاف مع أفراد عائلته على أبواب إنتخابات نيابية تشرّع للخصوم إستخدام كافة الاساليب ومن دون أي ضوابط، وحتى الأخلاقية منها أحياناً.
يذكر أن المواجهة على الأرض لم تصل إلى نتيجة ويبدو أن الأمور ستذهب للحسم أمام القضاء إذا تحوّل النزاع دعاوى في المحاكم ولم تسفر الوساطات عن حل حبي، ذلك أن الأرض المتنازع عليها مستأجرة منذ نحو عشرين عاماً وتبلغ مساحتها نحو ألف دونم تقريباً.