إستقبل رئيس بلدية طرابلس رياض يمق في مكتبه في القصر البلدي، سفير المملكة المتحدة في لبنان إيان كولارد، يرافقه المستشار التقني في السفارة ألآن وفي حضور وفد من برنامج الأمم المتحدة الانمائي، ضم: نائب الممثلة المقيمة للبرنامج في لبنان محمد صالح، المستشارة التقنية المسؤولة في البرنامج مارينا لو جوديتشي، مدير منطقة الشمال البرنامج الآن شاطري، ومسؤولة التطوير الاجتماعي والاقتصادي جنان ميتى، والمهندسة المعمارية تانيا خليل، وذلك بحضور نائب رئيس البلدية المهندس خالد الولي.
وأعلن السفير البريطاني ان “الزيارة تعارفية بعد تسلمه مهامه كسفير لبلاده منذ اربعة أشهر”.
وتساءل السفير البريطاني عن “أوضاع البلدية وأحوال مدينة طرابلس والصعوبات التي تواجه العمل البلدي والخدمات التي تقدمها البلدية للمواطنين في ظل الضائقة الاقتصادية والاجتماعية، والقيود الرقابية من السلطة المركزية التي تكبل عمل البلديات الكبرى”.
وعبر عن “اعجابه بطرابلس المدينة التي تمتلك المرونة وكيفية صمود الناس والوقوف في وجه الأزمات وتعاون المواطنين وتحديد الأسس لتفعيل الدورة الإقتصادية”.
واتفق السفير مع يمق على ان “المساعدات الغذائية والدواء والحليب والمحروقات باتت غير مجدية، ويجب العمل لتأمين فرص عمل ووظائف للشباب للحصول على النقود لتأمين العيش الكريم بخاصة وان طرابلس تضم الكثير من الطاقات والقدرات الشبابية من الجنسية اللبنانية والجنسيات المقيمة من فلسطينة وسورية وغيرها ولديها القدرة لكي تلعب دورها كعاصمة اقتصادية وعاصمة ثانية للبنان وعاصمة كبرى للشمال اللبناني”.
وشدد السفير كولارد على “ضرورة ان تقوم السلطة المركزية لتحمل مسؤولياتها لعدم قدرة البلدية في ظل مركزية القرار على التحرك بحرية ولا يمكن ان تكون بلدية كبلدية طرابلس بدون كهرباء ومحروقات وهذا يمعنها من تقديم ادنى المساعدات والخدمات للموطنين وتخليص معاملاتهم”.
وكشف المدير الإقليمي لمنطقة الشمال في برنامج الأمم المتحدة الانمائي الان شاطري عن “مشروع التل الانمائي، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الانمائي بتم ويل من الحكومة البريطانية”.
ورحب يمق من جهته، بـ “السفير البريطاني والوفد المرافق وفريق عمل برنامج الأمم المتحدة الانمائي”، وقد بحثا في “الأنشطة المشتركة بين بلدية طرابلس والسفارة البريطانية في الأسواق والتبانة وجبل محسن، ومع المجلس الثقافي البريطاني من خلال مشروع تعزيز مرونة الشباب في طرابلس وضواحيها”.
وتطرق يمق الى” الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية في لبنان وتأثيرها على الوضع في طرابلس”،
وأكد ان” المركزية الإدارية تعيق عمل البلديات الكبرى، وكذلك إرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية وفقدان قيمة أموال البلدية المحجوزة في البنوك، الذي أثر على العمل البلدي”.
وأضاف يمق: “كانت طرابلس من اهم المدن على شاطئ البحر الأبيض المتوسط واغناها قبل الإستقلال، حيث كانت المدينة الصناعية الأولى، وتمتلك مرافق عامة مهمة، مثل المرفأ، ومعرض رشيد كرامي البلدي ومصفاة البداوي ومطار القليعات والمدينة الأثرية القديمة التي تحتوي على آثار فنيقية وبزنطية ومملوكية، وعثمانية، واصبحت بعد الاستقلال أفقر مدينة لبنانية نتيجة سياسات الاهمال والحرمان من قبل الحكومات المتعاقبة، ونتيجة لعدم تطبيق الإنماء المتوازن كما نص اتفاق الطائف، كل ذلك حوّل المدينة الى أحزمة بؤس يقطنها أبناء الريف من المناطق الشمالية في عكار والمنية الضنية وباتت ملجأ للمهاجربن من الريف، إضافة الى وجود مخيم اللاجئين الفلسطينيين في البداوي وطرابلس، ومؤخرا النزوح السوري الى المدينة بأعداد كبيرة وفيهم فئات شابة، لكن للأسف غير منتجة لعدم وجود دولة تعد مشاريع انتاجية ومنعشة لطرابلس واهلها”.
وتابع: “للأسف لم تستغل الحكومات قدرات المدينة في السياحة الداخلية والخارجية رغم وجود خزان اثري سياحي من قلعة طرابلس الشامخة والآثار الدينية من المساجد والكنائس والحمامات والخانات والاسواق التخصصية”.
ولفت يمق الى ان “طرابلس مدينة العيش المشترك والتعايش بين كل الاديان والطوائف، والحمد لله تجنب أهالي المدينة الخوض في صراعات أهلية بعد تجربة الحرب الأهلية في السبعينيات القرن الماضي، وكذلك اجماع أهالي المدينة على رفض تهمة الإرهاب وعدم تشويه صورة طرابلس الحضارية”.
ودعا الحكومة الى” الالتفات الى المدينة وضخ مشاريع تنموية منتجة ودعم البلديات وتحريرها من القيود الرقابية التي تعيق عجلة الانماء بخاصة واننا نعاني من عدم تمكننا من إجراء اية تلزيمات وتعهدات لان الأسعار باتت على سعر صرف الدولار ونحن نتعامل بالليرة اللبنانية حيث يرفض التجار ا برام اتفاقات لتنفيذ بعض المشاريع بالليرة، ولهذا نصر على تطبيق اللامركزية الإدارية وتعزيز الإهتمام من قبل الوزارات والإدارات المعنية ليصبح الإنماء المتوازن حقيقة واقعة”.
وأكد يمق ان” الأحداث التي وقعت بين جبل محسن ومحيطه باتت وارائنا، وكان للجنة الشباب والرياضة سلسلة مشاريع وتبادل رياضي، وغدا سنزيح الستار عن نصب الاستقلال وضريح شهداء الجيش بالتعاون مع أهالي جبل محسن وقيادة الجيش، والحمد لله تخطينا مرحلة المؤامرات وتهمة الإرهاب وتظهير صورة طرابلس الحقيقية وهي المدينة المسالمة، مدينة التقوى والسلام وعروس الثورة التي جمعت كل الأديان والطوائف، ونحن كمجلس بلدي وبلدية طرابلس على مسافة واحدة من جميع الافرقاء والفئات وكل المناطق والأحياء، ولدينا مجلس أعلى للمدينة على رأسه مفتي طرابلس والشمال ورؤساء الطوائف والمرجعات الإسلامية والمسيحية والسياسية والإدارية، كل ذلك لإبعاد صبغة الإرهاب عن المدينة وتوفير بعض المتطلبات الضرورية، وكل ما يقع في بعض الاحيان من احداث او اشكالات مؤسفة هو عمل فردي وليس له علاقة بالارهاب، وهذا يحدث أيضا في المدن الأمريكية والاوروبية من وقت لأخر، والمطلوب دعم الحكومات الغربية لتعزيز دور المدينة وإغلاق كل المنافذ امام ما يحاك من مخططات ومؤامرات لتشويه صورتها وعدم نعتها مرة بالطائفية واخرى بالارهاب والتطرف، ونشكر الله كوننا تخطينا هذه الإشكالية واتضحت هوية المدينة كما كانت مدينة العيش المشترك وعاصمة ثانية للبنان وعاصمة الشمال اللبناني”.
وفي الختام، جال السفير البريطاني في القصر البلدي، مطلعا على أضرار الحريق الذي طاله.